القاهرة - محمد عمار
يحتل مدفن الفنان عبدالحليم حافظ المرتبة الأولى في قائمة الزائرين من المنطقة ويتوافد إليه المعجبين من كل أنحاء العالم , حيث يعتبر قبر عبد الحليم المكسو بالرخام الابيض ومكتوب عليه آيات قرآنية وبه زخارف الاسلامية واسم الفنان وتاريخ وفاته وبجانب القبر كانت قبور أشقائه علية شبانة, ومحمد وإٍسماعيل , ووجدت بعض اللافتات لإحياء ذكراه من جمعية تخليد ذكرى صوت مصر ومطرب الثورة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ شبانة.
وأوضح أحد حراس المقابر في منطقة البساتين أحمد عباس أن مدفن عبدالحليم لم يكن مكتملاً تماماً عند وفاته وأن البعض اقترح دفنه في المدفن المجاور للسيدة أم كلثوم حتى يتم إستكمال البناء ولكن أهل وأصدقاء المطرب الراحل فضلوا دفنه فيه على حاله, لافتًا إلى أن المدفن استكمل فيما بعد وأصبح مزارًا للمعجبين , موضحًا أنه يوجد في المدفن عشرات القصائد الشعرية والبورتريهات المرسومة باليد الذي كتبها ورسمها المعجبون , وأضاف أن المدافن سابقا قبل وفاة الحاجة علية, كانت تفتح أبوابها قبل حلول ذكراه السنوية بشهر لتجديد ديكوراتها وكانت تحرص على تزويده بكافة احتياجاته بنفسها مثل التيار الكهربائي الذي لا ينقطع عنه ليل نهار حتى يتسنى للمعجبين زيارته أثناء الليل.
ويأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الزائرين مدفن كوكب الشرق أم كلثوم ووضع فوق المدخل الرئيسي الخارجي لافتة حجرية عليها اسمها ومعلومات تقول أن الذي انشأ هذا المدفن هي السيدة أم كلثوم فقيدة الغناء العربي قبل وفاتها بسنوات إضافة إلى آية من القران الكريم ثم لفظ الجلالة بشكل بارز, ومصاحف وقصيدة من أحمد رامي إلى أم كلثوم وقصيدة نثرية لابن شقيقتها الدسوقي إبراهيم في مديح أم كلثوم التي كتبها قبل وفاته وكلمة في لوحة معلقة كتبتها الدكتورة نعمات أحمد فؤاد تقول فيها, "يا عقد الفل على صدر مصر يا ست الكل بين سيدات مصر صوتك آية وأسمك آية فالكلثوم هو الحرير يكون في أعلى العلم وقد كنت لنا حريرا وخيرا كثيرا وذخرا كبيرا كنت لنا علما ومعلما ثم غدوت لنا التراث والتاريخ والنشيد ستبقين ام كلثوم ما بقيت مصر وجرى النيل".
ويوجد به سجل كتب فيه مئات الزائرين كلمات في مديح وذكرى كوكب الشرق من كل دول العالم , وفي أحد أركان قبرها دفنت أمها التي نقلتها الى القبر بعد بنائه وفي الجهة الأخرى قبر ابن أختها إبراهيم الدسوقي, وعلى بعد خطوات معدودة مدفن الموسيقار محمد القصبجي الذي توفى 1966 ", والغريب أن القصبجي لازم كوكب الشرق في كل حفلاتها بعوده الذي عزف علية أجمل الألحان التي كانت تشدو بها كما لازمها أيضاً في مماتها .
وفى الشارع المجاور لمدفن كوكب الشرق رأينا مدفن فريد الاطرش , الذي ضم أيضًا في نفس المدفن شقيقته أسمهان وشقيقة فؤاد وتوجد له صورة فوتوغرافية كبيرة وهو يمسك بعوده الشهير الذى عزف به أغنية لحن الخلود وقصيدة للموسيقار محمد فوزي وعبارات حزينة مكتوبة على جدران المدفن.
وأوضح الحارس أحمد القط أنه يستقبل أكبر عدد من معجبي وأقارب فريد وأسمهان في ذكرى رحيل فريد السنوية فهم يحضرون باقات الزهور ويكلفون قارئي القرآن بقراءة بعض الآيات والتي تأتي في شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام حيث يكون الزوار بالمئات ويوزعون الصدقات على الفقراء والمساكين المقيمين في مدافن البساتين.
ويرقد الفنان فريد شوقي بهدوء وصمت ومعه ابنته الحاجة مها فريد, حيث أشار حارس المدفن إلى أن الزائرة الوحيدة التي تزوره من أسرته هي ابنته رانيا فريد شوقي كل يوم جمعة وفى المواسم وتكلف قارئي القرآن بقراءة بعض الآيات وتوزع الصداقات على الفقراء والمساكين وعن الزائرين المحبين لفنه, والذين يأتون في الذكرى السنوية ويجلبون معهم الأزهار وأغلبهم من العرب .
وخلف مدفن فريد شوقي مباشراً يرقد الفنان أحمد زكي تحت مظلة يكسوها الزرع والورود كأنه في حديقة وعلى باب المدفن لوحة من الرخام مكتوب عليها مدفن أحمد زكي ومن الداخل يحيط المدفن أسماء الله الحسنى وآية قرآنية كبيرة في وسط المدفن وزرع الصبار المنسق فوق قبرة مباشراً , يرقد معه في نفس المدفن صديق عمره الذي لازمه في حياته الشخصية والمهنية الفنان الراحل ممدوح وافي وكشف الحارس أن المرحوم أحمد زكي كان يحرص على زيارته باستمرار قبل وفاته وعن الزائرين من الأسرة أشار إلى أن ابنه الوحيد هيثم هو الذي يزوره من حين لآخر .
ويقترب من مدفن أحمد زكي طالبنا قبر السندريلا سعاد حسني وبه لوحتين من الرخام الاولى مكتوب عليها العميد عيسى محمود عبده والثانية مكتوب عليها المرحومة سعاد حسني , قال الحارس أن شقيقتها جنجاة وزوجها محمود الخولي هم الذين يحرصون على زيارتها كل جمعة وفى المواسم يكلفون قارئي القرآن بقراءة بعض الآيات و أن معظم الزوار للمدفن من المعجبين والمحبين لفنها وأنها أكثر المدافن للزوار سواءً من الدول العربية أو الأجنبية .
وعلى بعد خطوات معدودة يقع مدفن الاديب الروائي الذى حصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ وعلى بابه لوحة من الرخام مكونة من لونين الابيض والاسود ومكتوب عليها اسمه وفي الداخل كان في وسط المدفن آية كبيرة من الرخام وبعض الزرع وقال الحاج عبد الله حارس المدفن أنه لا يزور القبر أحد منذ فترة بعيدة , وفي نفس الشارع مدفن سيد مكاوي , وقبره مزين بالزرع وبعض الآيات القرآنية ويرقد في مثواه الاخير في صمت وهدوء وقال الحاج عبد الله أن اكثر الزائرين له من المشاهير والمطربين الذين عاشوا في زمن الفن الجميل والذين في ذكراه السنوي يجلبون له الأزهار الجميلة ويتذكرون المسحراتي الشرقي في شهر رمضان الكريم وانه الوحيد الذي بنيَ له جامع باسمة لتخليد ذكراه وكل الجنائز يُصلَّى عليها فيه.