مهرجان المسرح الخليجي لـ"أصحاب الهمم" في الكويت

حقّقت مشاركة دولة الإمارات في مهرجان المسرح الخليجي الخامس للأشخاص من "أصحاب الهمم"، الذي أقيم في دولة الكويت الشقيقة خلال الفترة من 3-9 ديسمبر 2019م، نجاحاً لافتاً بفوز مسرحية (1+1=1) التي تحظى بدعم وإشراف وزارة تنمية المجتمع، بــ 4 جوائز ذهبية.

وتنوعت الجوائز الذهبية التي حصدتها مشاركة الوزارة في مهرجان المسرح الخليجي، لتشمل جائزة أفضل ممثل من "أصحاب الهمم" وهو محمد الغفلي، وجائزة المؤثرات الصوتية لعبد الله الجروان، وجائزة التأليف لنبيل المازمي، وجائزة أفضل عرض متكامل.

وتعكس مسرحية (1+1=1) جهود وزارة تنمية المجتمع باعتبارها الجهة الداعمة والمظلة الراعية للعمل الموجّه نحو تعزيز دمج وتمكين أصحاب الهمم. وتجسد المسرحية فكرة التأثير بصورة معبّرة ومشاهد مؤثرة، وبرؤية واقعية طبيعية للتعامل مع أصحاب الهمم كأشخاص فاعلين ومتفاعلين، من خلال سيناريو متقن من تأليف وإخراج نبيل المازمي، حيث شارك في العمل فريق مسرحي إماراتي مكون من 5 ممثلين؛ 3 منهم من أصحاب الهمم. والمسرحية مستوحاة من "قصة حديقة الحيوان" للكاتب الأمريكي إدوارد آلبي وهي جزء من رواية نادي القتال.

وأكدت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بوزارة تنمية المجتمع، أن مشاركة الوزارة في مهرجان المسرح الخليجي ارتكزت على فكرة إشراك أصحاب الهمم في التمثيل والحديث عن واقع المجتمع وهمومه وليس فقط عن واقعهم أنفسهم، انطلاقاً من قناعة عدم حصر اهتمامات الأشخاص من أصحاب الهمم بشؤونهم الضيّقة، ونقل تفكيرهم إلى محيط المجتمع الأوسع، بما يحقق الدمج الأشمل الذي يعكس جهود الوزارة ورؤيتها للتعامل مع أصحاب الهمم كأشخاص مبصرين وقادرين على الحركة.

وأشارت إلى أن أكثر من نصف فريق الممثلين في المسرحية من أصحاب الهمم، وتحديداً "إعاقات بصرية وحركية"، لافتة إلى أن أهداف هذا العمل المسرحي تلخصّت في تأكيد أن دمج أصحاب الهمم لا يكون في إطار علاقاتهم القريبة ومحيطهم المعرفي الضيّق المرتبط بفئات الإعاقة المختلفة، بل في وصولهم إلى المجتمع بكافة فئاته وعيشهم الحياة بضغوطاتها المختلقة. وفي دعم جهود وزارة تنمية المجتمع لتغيير نظرة المجتمع تجاه أصحاب الهمم، وتبديد التصور "بأنهم دائماً يحتاجون المساعدة، ولا يمكنهم العيش باستقلالية، وأنهم محدودو الإنتاجية، وعاجزون عن الوصول إلى أهداف بعيدة"، بل إنهم قادرون على تحقيق أكثر مما

يتوقّعه المجتمع، وهم مؤهلون لبلوغ "النجومية" تمثيلاً وواقعاً. وأخيراً الدعوة إلى التفكير بالحياة من منظور آخر والخروج عن القوالب الجاهزة في العلاقات الاجتماعية والعملية والمهنية، والعودة إلى الفطرة السليمة والأصيلة ضمن نسيج المجتمع المتماسك في ظل ظروف الحياة المعاصرة والمعقدة.
وتحدّث المؤلف والمخرج المسرحي نبيل المازمي عن بطليّ مسرحية (1+1=1) وهما: محمد الغفلي ومحمد إسحاق، مشيراً إلى دلالات نفسية مجتمعية للأدوار، فمحمد الغفلي كفيف، لكنه قادر على إحداث الفرق الإيجابي في حياته وحياة أسرته وأبنائه، فهو شخص ناجح في إدارة وقته واستثمار جهده، ومستقر نفسياً ومادياً واجتماعياً، حتى أن وظيفته "مدقق لغوي" تعكس بصراً قوياً وبصيرة بعيدة على عكس واقعه "فاقد للبصر". ومحمد إسحاق شخص عادي من المجتمع، لا ينقصه نظر ولا سمع ويتحرك بسهولة ويعيش "شكلاً" طبيعياً، لكنه "معاق" في سلوكه النفسي السلبي الحاقد المشتت غير المتزن.. فيمتد تأثيره إلى المحيط ويلّوث حياة "الآخرين".

وقال المازمي إن عنوان المسرحية (1+1=1) يدل على قوة تأثير الأشخاص السلبيين لدرجة الاستحواذ على عقول وسلوك الآخرين، وفي قراءة أخرى يجسّد معنىً رمزياً مخفياً وهو الدمج المطلق باندماج وانصهار أصحاب الهمم في المجتمع. وتابع أن فكرة السيناريو تقوم على حوار غير متزن بين شخص "سوي" وآخر من أصحاب الهمم "واقعاً" وفي التمثيل المسرحي السوي هو شخص سلبي، وأصحاب الهمم إيجابي، ونظراً لقوة تأثير الطاقة السلبية في مجتمع لا يخلو من مشكلات اجتماعية واقتصادية ونفسية وسلوكية، يستطيع هذا الشخص السلبي اللامبالي، السيطرة على سلوك الشخص السوي المتزن إلى حد تحويله إلى "قاتل".

وأضاف أن رمزية السيناريو تشير إلى أزمة الإنسان المعاصر وتأثير الرأسمالية على جوانب حياته في ظل ما يعيشه من ضغوطات نفسية تحت تأثير العمل أو ضغوطات مادية، إضافة إلى الروتين الحياتي والاجتماعي الذي شكلته الحياة المعاصرة، والذي حوّل الإنسان إلى آلة؛ باعتباره مجرداً من المشاعر والأحاسيس ويعيش في فراغ روحي.