هبة القوّاس

 روما ـ مالك مهنا للمرّة الأولى في تاريخ البرلمان الإيطالي تشهد قاعته الرّئيسيّة على حفل موسيقيّ غنائيّ داخل جدرانه، حيث سجَّلت هبة القوّاس هذه السّابقة فيه، إذ قدّمت حفلاً موسيقياً غنائياً مع أوركسترا أنسانبل روما للوتريات. وذلك بدعوة من رئيس لجنة الجمعية البرلمانية لدول أوروبا والمتوسِّط وهو النائب الإيطالي خالد شوقي المغربي الأصل وبدعوة من الأكاديمية الموسيقية الأورومتوسطية للسلام " EMMA For PEACE" برئيسها باولو بتروتشللي الذي سبق ودعا القواس إلى قمّة نوبل للسلام.غنّت القواس وقادت الفرقة الموسيقية بنفسها أمام حضور برلماني وثقافي من 42 دولة من المتوسط وأوروبا، مثيرة الفضول والإعجاب بالإبداع اللبناني والصوت الآسر والموسيقى الجامعة بين الشرق والغرب والحاملة بين طياتها بصمات حضارة آلاف السنين.وكان من بين الحاضرين النائب اللبناني وليد الخوري الذي يشغل منصب نائب رئيس اللجنة البرلمانية الأورومتوسطية منذ أربعة أعوام، وتلك كانت مفاجأة إيجابية للقوّاس وللنائب الذي افتخر أمام الحضور الرّسمي العالمي بذلك الحدث.واللّافت أنّ الحاضرين في تلك القاعة التاريخية الأشبه بمتحف للفنون الجميلة، كانوا يصغون إلى اللغة العربية التي غنّت بها القواس بالحماسة نفسها التي استمتعوا بها لدى إصغائهم إلى أدائها بالإيطالية لبوتشيني كما إلى مقطوعتها الموسيقية "Aspiration no.1". وظهرت القواس للحضور بحيوية مُعدية وتركت لديهم انطباعاً قوياً بأن الموسيقى تجرف معها حواجز اللغات والحدود الجغرافية والسياسية، بقيادة موسيقية لامرأة من لبنان!
يذكر أن الأوركسترا Archi Di Roma اختبرت للمرة الأولى من خلال تدريب هبة القواس لها وقيادتها، تجربة التفاعل مع المؤلِّف الموسيقي الذي ينقل قراءته الموسيقية وإحساسه بها مباشرة، مما يؤدي الى تجاذب حي وشغوف بينهما.
واختتمت القوّاس بكلمة أضاءت فيها على جذورها التاريخية وهي المولودة في مدينة صيدون التي كانت عاصمة الفينيقيين الذين ساهموا في تأسيس حضارة المتوسّط، هذا الجزء الأجمل في الكرة الأرضية في عينيها والذي يتميز بثقافته المنفتحة على العالم بأسره، وهي تتمنّى له أن يمتدّ بحر سلام دائم وأن تكون مساهمتها الموسيقية في تلك المناسبة مصدر وحي للتبادل الثقافي عبْر المتوسّط وأوروبا.
وكانت هبة القواس شاركت بعزفها على البيانو وغنائها الشاعرة ندى الحاج، في إحياء أمسية شعرية في مدينة نوفارا الإيطالية في إطار المهرجان الدولي للشعر، وذلك تمهيداً لصدور كتاب أنطولوجيا عن شعر الحاج بالإيطالية من ترجمة الكاتبة فالنتينا كولومبو.
مرّة جديدة تبرهن الموسيقى أنّ السّلام وتطوُّر الشعوب يتماشيان مع الإبداع الذي وحده يثمر بالحياة.