فقدت السينما المصرية أحد أهم روادها وأساتذتها، الأحد 18 آب/أغسطس 2013، المخرج الكبير توفيق صالح، عن عمر ناهز 87 عامًا قضى منها أكثر من ، ومن أشهر أفلامه "المخدوعون و"يوميات نائب في الأرياف"، كما أخرج 7 أفلام روائية طويلة بقيت في ذاكرة السينما المصرية والعربية حتى لو كان بعضها إشكالي كفيلمه الأخير الذي تناول جانبًا من السيرة الذاتية لصدام حسين. ولد صالح في الإسكندرية في تشرين الأول/ أكتوبر 1926، وكان زميل دراسة للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين في فيكتوريا كوليدج. وحصل على بكالوريوس الأدب الإنكليزي من جامعة الإسكندرية قبل أن يغادر إلى فرنسا لدراسة السينما في جامعة السوربون حيث عمل كمساعد مخرج في 3 أفلام فرنسية.
ويعد الراحل أحد رواد السينما الواقعية المصرية رغم قلة عدد أفلامه، وقدم 7 أفلام روائية طويلة و7 أفلام قصيرة. ومن أشهر أفلامه "درب المهابيل" المأخوذ عن قصة الأديب المصري نجيب محفوظ عام 1955، ثم "صراع الأبطال" عام 1962، وفيلم "المتمردون" عن قصة للكاتب صلاح حافظ عام 1966 الذي قوبل بمعارضة حكومية كبيرة وأجبر على تغيير نهايته بالكامل ولم يعرض إلا بعد إنتاجه بعامين كاملين.
بينما أجيز عرض فيلمه "يوميات نائب في الأرياف" المأخوذ عن قصة شهيرة بالاسم نفسه للكاتب الراحل توفيق الحكيم دون حذف بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1968 بعد أن طلب أعضاء اللجنة المركزية للإتحاد الاشتراكي حذف 16 مشهدًا من أحداثه.
بعدها مباشرة قرر توفيق صالح مغادرة مصر هربًا من القيود المفروضة على صناعة السينما، وفي عام 1972 أخرج في سورية فيلم "المخدوعون" من إنتاج المؤسسة العامة للسينما عن رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس" والذي يدور بشأن دعم القضية الفلسطينية والذي نال العديد من الجوائز.
وانتقل بعدها إلى العراق عام 1973 لتدريس السينما، وقدم هناك آخر أفلامه السينمائية عام 1980 بعنوان "الأيام الطويلة" قبل أن يعود إلى مصر عام 1984 مكتفيًا منذ ذلك الحين بعمله كأستاذ غير متفرغ لمادة الإخراج في المعهد العالي للسينما في القاهرة، وشيعت جنازته في القاهرة الأحد.