محمد عبده في مؤتمر صحافي

"بعد طول غياب"، هو العنوان الذي أطلق على الحفل والمؤتمر الصحفي الذي عقده فنان العرب محمد عبده في دبي، الذي أقامته شركة "روتانا" في فندق جورجو أرماني ببرج خليفة، على هامش إطلاق أحدث ألبوماته الغنائية "أعلنت عليها الحب" والتي دعيت إليه مجموعة كبيرة من أهل الصحافة والإعلام في الإمارات والخليج، حيث أكد خلالها فنان العرب أنه سعيد بهذا اللقاء الإعلامي، شاكراً مقدم الحفل الإعلامي أحمد حامد على المقدمة الجميلة التي قدمه بها، مؤكداً أن جهد سالم الهندي مدير عام روتانا واضح لدى الجميع حول اهتمامه الواضح به، وبمتابعتهم له من وقت مرضه إلى هذه اللحظة.
وصف سالم الهندي المؤتمر بأنه أمسية استثنائية ومميزة بعودة الفنان الكبير محمد عبده، وقال “في غياب أخونا أبو نورا شعرنا بخلل في الساحة الفنية، ولم يكن هناك طعم للألبومات والحفلات، فالساحة الفنية ستكون بخير بوجود عملاق مثل محمد عبده، لأنه قامة فنيّة تعجز الكلمات عن وصفه ومهما فعلنا نشعر أننا مقصرين في حق عطائه”.
ومن جانبه، وجه فنان العرب الشكر لشركة روتانا على مواكبتها له منذ بداية العارض الصحي، وقال “علاقتنا بعيدة عن المصالح وهي إنسانية بحتة، وما قدموه لي يجعلهم دائما في الصورة الجميلة التي وضعتها لهم في وجداني”.
وأضاف عبده “الكلمة القويّة الآن أصبحت شحيحة، وقلما نجد نصوصا خالية من العيب، لكن البركة اليوم بالشباب، ممّن تأثروا بالقامات الكبيرة، ويبقى هناك محاولات على استحياء من بعض الشعراء الذين صنعوا لأنفسهم خط متميز ومستقل.
التلفزيون السعودي
وعن سبب عدم مشاركته في جلسات “الدانا” على التلفزيون السعودي، قال فنان العرب: “لا يمكن إنكار أننا نحن من أسّس الفن في التلفزيون السعودي ونقولها بكل ثقة وفخر، فمنذ بداية التلفزيون السعودي عام 1964 ونحن نحارب لإيجاد قدم راسخة فيه منطلقين من أنّ الأمم تعرف بتراثها وفنونها وموسيقاها، وأنّ ثقافة وحضارة تتقبلها كل الشعوب بدون تطرف أو عصبية، ويقوم اليوم التلفزيون بعد مشوار من الشد والجذب بجلسات ولكن بدون تخطيط أو رؤية واضحة، فمثلا نطلّ في برنامج ونغني وفي البرنامج الذي يليه يحرم الغناء فورا”، يضيف عبده “نحن نريد أن تتطور بلدنا بشكل مختلف عن باقي الدول ولكن لابد من الوضوح هل هناك فن أم لا؟، فقد أصبحت القنوات كثيرة والعروض تأتينا بكثافة وعموما القنوات الحكومية لا تشاهد كثيرا، فمع اعتزازي بمحطة بلدي إلا أن لابد لها من خط واضح تسير عليه”.
أغنيات مصورة
وأشار فنان العرب إلى أن قيامه بتصوير معظم أغنيات الألبوم يعود لعدم وجود كليبات كثيرة له في التلفزيون، وعن ظهور أغنيات الألبوم باسم ملحّن واحد هو “طلال” دون تحديد هويته بالضبط قال “ربما تعمد الملحنون ذلك واتفقوا على اختيار اسم طلال تخليدا لذكرى الفنان الراحل طلال مدّاح وتكريما له، وهذا التفسير هو اجتهاد مني وأتمنى أن يكون صحيح”، وحول تأخر صدور أغنية “رماد المصابيح” نوّه فنان العرب أن ملحّن الأغنية محمد شكري كان يتمنى أن يسمع أغنيته قبل أن يرحل ولكن المرض خطفه سريعا ورحل قبل أن يتم اعتماد لحن محدد، وأكد عبده أنه سيعمل على أن تكون الأغنية جاهزة”، وحول هجرة الفنانين من دول بلاد الشام بسبب الظروف غير المستقرة وإقبالهم على الأغنية الخليجية قال “الأصوات العربية في الشام تثري الأغنية الخليجية وهذا دليل على أنّ الأغنية الخليجية تضع قدمها بثبات مع الأغنية العربية في هامة واحدة”، ولفت عبده الانتباه نحو وجود مخرجين لا يحافظون على ثقافة الخليج ويقتبسون في أعمالهم من الفيديوهات الغربية فيأتي اللحن والكلمة والدراما متناقضة “على حدّ تعبيره”.
وتحدث فنان العرب عن معايير الأغنية القوية، قائلا “عندما تواكب الأغنية الأحداث اليومية تكون أكثر فعالية وتأثيرا في المجتمع، و”الأماكن” مثلا ظهرت في وقت كان هناك أزمة إنسانية في العالم العربي وأيضاً أغنية “بعاد” نفس الأمر فالمهاجرون العرب تعلّقوا بها لأنها تعبر عن حنينهم وحبهم لوطنهم، والشاعر الذي يعايش معاناة الناس هو من يترجمها بذكاء إلى كلمات، فالموسيقى لغة العالم التي نحملها إلى أي مكان فتعبر عن هويتنا خالية من أي تعصب أو هجوم”.
إشاعة الموت