دبي – صوت الإمارات
يبدو أن موجة صناعة أفلام سينمائية أبطالها يتحركون في أحياء دبي المختلفة، لن تتوقف عند الأفلام العالمية على شاكلة "المهمة المستحيلة" أو حتى أفلام شابة معظمها قصيرة، وسوف تستمر هذه الموجة في قائمة من الأفلام السينمائية التي بدأها "دار الحي" لعلي مصطفى قبل سنوات عدة.
هذا ما أظهره العرض الخاص بالإعلاميين للفيلم الإماراتي "أريالس"، أو "هوائيات"، حسب الترجمة العربية الحرفية، الذي جاء مستبقاً استهلال أفلام العيد، مساء أول من أمس، في "سينما فوكس" في "مول الإمارات"، بحضور مخرج الفيلم علي الزيدي ومنتجه غانم غباش، وبعض أبطاله، حيث يشارك في العمل كل من صقر الياسري ومنصور الفيلي وليلى محمد وآخرين.
ولعل أول سؤال يتبادر إلى الذهن يتعلق بلغة الفيلم، لاسيما أن أسرته بعضها يجيد العربية والانجليزية، لكن معظمها لا يجيد سوى الانجليزية، وهو ما وجد انعكاساً ربما لم يكن مقصوداً أن يكون موازياً لحال أسرة العمل، حيث جاء مزيجاً بين الانجليزية والعربية، مع سيادة الأولى، ولجوء الحوار إلى إيراد عبارات توضيحية بالانجليزية، حينما يكون الحوار أقرب للعربية، في حين سادت الترجمة الى العربية من خلال النص المكتوب.
ودار المحتوى الدرامي لـ"أريالس" حول فكرة تواصل فضائي يفاجئ العالم، وتعيش تفاصيله أسرة "عمر"، البطل الرئيس للعمل، الذي يؤدي دوره الممثل الإماراتي صقر الياسري، والمكونة منه شخصياً الى جانب زوجته التي تؤدي دورها الممثلة ليلى.
وعلى الرغم من أن التواجد الفضائي المفاجئ حسب سيناريو "أريالس" لم يستثنِ مكاناً في الكرة الأرضية، إلا أن العمل ركز على ردة فعل العالم من خلال الأحداث على ارض دبي، ليشهد توحداً في مواجهة ما اعتبره البعض خطراً يهدد سلامة الأرض، في حين تباينت التأويلات لما يحدث، لكن ظلت الرسالة هي حالة الانسجام والتآلف بين أبناء ثقافات متعددة، عرفوا مذاق تعايش الحضارات على أرض دبي، ما جعلهم منسجمين ايضاً في مجابهة التحدي المشترك الذي وجدوه مفروضاً عليهم بين عشية وضحاها.
وما بين مردف وأبراج بحيرات جميرا ومشاهد دبي الحديثة التي يتصدرها برج خليفة، وبوليفارد الشيخ محمد بن راشد، وغيرها من معالم الإمارة، تدور أحداث الفيلم، التي تسير في أكثر من اتجاه، أحدها في سياق الحياة الأسرية لعمر، والأخرى خارج المنزل، خصوصاً مع صديقه، الذي يؤدي دوره الفنان منصور الفيلي، قبل أن تغادر الكائنات الفضائية الغريبة التي استحضرت الغرافيك، لتزاوج بين الأداء الحي للممثلين، ومهارة الرسوم ثلاثية الأبعاد، وهو المزاوجة التي أصبحت بمثابة ظاهرة أكثر بروزاً في الموجة الأحدث من أفلام هوليوود.
واختار المخرج النهاية المنفتحة على العديد من التأويلات المرتبطة بتفسير اختفاء تلك الكائنات، وهي نهاية بدت مقصودة حسب اشارة المخرج نفسه، الذي برهن عملياً على اقتناعه بفكرة فريق العمل، من خلال تمسكه بالطاقم نفسه المشارك في أحد افلامه السابقة بشكل تام، في حين أكد المنتج ان ميزانية العمل ذاتية ولا تعتمد على أي دعم من جهات خارجية، على الرغم من أن فترة الإعداد للعمل وتصويره تجاوزت العامين تقريباً.
وأكد البطل الرئيس للعمل الفنان الإماراتي صقر الزين، أنه وطاقم العمل يأملون أن يكون "أريالس" بمثابة إضافة نوعية لصناعة السينما المحلية، لافتاً إلى أن فكرة مشاركة هذه المجموعة بعمل قد انبثقت في النسخة الأخيرة من مهرجان الخليج السينمائي، لكنها لم تتوقف مع إلغائه، بل امتدت لتتحور من الفيلم القصير، الى الفيلم السينمائي في دور العرض، انتظاراً لردود فعل الجمهور، الذي أصبح بإمكانه متابعة أعمال إماراتية تصل إلى الشاشة الكبيرة على فترات متقاربة.
واعتبر الزين رسالة الفيلم مواكبة للرسالة الحضارية لدبي عموماً، التي ترسخ دورها جسراً بين ثقافات العالم، مؤكداً أن فكرة الاحتفاظ بطاقم العمل نفسه لفيلم سابق، أفرزت انسجاماً ملحوظاً في"أريالس"، رغم الصعوبات الكبيرة المرتبطة بالتصوير، في ظل المواءمة بين التصوير الحي، ورسوم الغرافيك.