شادية


أعلن التلفزيون المصري، وفاة المطربة والممثلة القديرة شادية، الثلاثاء، عن 86 عامًا، بعد صراع مع المرض. ومرّت الفنانة المصرية أخيرًا بأزمة صحية، ودخلت في غيبوبة، إثر تعرضها لنزيف في الدماغ.
وشادية من مواليد 1934 اسمها الحقيقي فاطمة أحمد شاكر، أو فتوش (اللفظ التركي لاسم فاطمة). وبداية شادية جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت شادية وبعد أن أدت وغنت نالت إعجاب كل من كان في استوديو مصر ولكن هذا المشروع توقف ولم يكتمل ولكن في هذا الوقت قامت شادية بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزى في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة ،وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرا. مما جعل محمد فوزى يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد - الزوجة السابعة صاحبة الملاليم - بنات حواء. وقد حققت نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدى في أفلام ليلة العيد 1949 ليلة الحنة 1951 وتوالت نجاحات شادية في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه  رحمه الله إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي ونذكر منها (حمامة السلام عام 1947 – عدل السماء والروح والجسد وساعة لقلبك 1948 - ظلموني الناس 1950) وظلت شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات وثنائياتها مع عماد حمدى كمال الشناوي بأفلام أشكي لمين 1951 أقوى من الحب 1954 إرحم حبي 1959..
وجاءت فرصة العمر لشادية- كما تقول- في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار عام 1959 وهو من الادوار التي أثبتت قدرة شادية العالية على تجسيد كافة الأدوار ومن يصدق إن شادية "30 سنة" تظهر كأم لشكري سرحان "34 سنة" وتؤدى بهذة البراعة وليس أمامك إلا أن تصدقها. والنقلة الأخرى في حياة شادية من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي اخرجت طاقات شادية الكوميدية مراتي مدير عام 1966 - كرامة زوجتي 1967 - عفريت مراتي 1968) وقدما أيضًا أغلى من حياتي عام 1965) وهو أحد روائع محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتى أحمد ومنى كأشهر عاشقين في السينما المصرية.و وكانت قد سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أجمل افلامها وكانت بداية انطلاقتها بالدراما وهي لم تزل بعمر الورود فيلم أنا الحب 1954 وتوالت روائع شادية التي حفرت تاريخا لها وللسينما المصرية أيضًا من خلال روايات نجيب محفوظ اللص والكلاب 1962 زقاق المدق 1964 الطريق 1964 ميرامار 1969وأيضًا أفلام شيء من الخوف 1969 - نحن لا نزرع الشوك 1970 وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات إلى أن ختمت مسيرتها الفنية لا تسألنى من أنا 1984.
وقفت شادية لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية. هذه المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياة شادية على خشبة المسرح وليس ذلك هو السبب الوحيد لأهمية المسرحية في مشوار حياتها الفنية بل لأنها أدت هذه المسرحية بلون كوميدي والسبب الآخر انه أمام عمالقة المسرح ولم تقل عنهم تألقا وامتاعا وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية خاضت هذه التجربة مرات ومرات رغم أنه من المعروف عن نجمتنا أنها من النوع الخجول في مواجهة الجمهور والأمر هنا يختلف عن مواجهتها لجمهور المستمعين في الغناء ولكنها كانت مبدعة ورائعة كالعادة، ولم نشعر بفارق بينها وبين عمالقة المسرح الفنان عبد المنعم مدبولي والفنانة سهير البابلي والذين اقروا بأنهم لم يروا جمهورا مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة لأنه كان جمهور فنانتنا الجميلة الذي أتى من أجل عيونها. كما أن هناك حقيقة لا يعلمها الكثيرون وهي مشاركة شادية بصوتها فقط للشخصية التي جسدتها الراقصة حكمت فهمي على الشاشة في فيلم "المتشردة".
وفي عام 1952 تقابلت شادية مع عماد حمدي في "قطار الرحمة" والذي كان متجهًا للصعيد وله أهداف إنسانية عميقة واشترك فيه عدد كبير من الفنانين، وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم "أقوى من الحب" في الإسكندرية عام 1953، وكان يكبرها بحوالي 23 عامًا ، ودام الزواج 3 سنوات لينتهي نهاية هادئة بالانفصال. وفي عام1956 ظهرت قصة حب بين شادية وفريد الأطرش أثناء عملهما معاً فى فيلم "ودعت حبك" ،وقد اعترف الإثنان بذلك ولكنهما لم يتزوجا وذلك بسبب العناد والكبرياء الذى سيطر على كل منهما. وفي عام1959 برعت شادية في فيلم "المرأة المجهولة" مع المخرج محمود ذو الفقار، لدرجة أن والدتها حينما جاءت للاستوديو لم تتعرف على إبنتها التي تحولت إلى عجوز شمطاء.
أما في عام1965 تزوجت شادية من صلاح ذو الفقار بعد قصة حب ملتهبة ولكنهما انفصلا عام 1972 انفصالًا نهائيًا.وفي عام1984 قدمت شادية للسينما أخر أفلامها "لا تسألني من أنا" مع المخرج أشرف فهمي. وأخيرا اعتزلت شادية التمثيل ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب وتبريرها كانت هذه الكلمات الصادقة والنابعة من تصميم وإرادة منقطعة النظير، "لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا... لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة.. لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها.. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس.
وعادت شادية مرة اخرى من خلال صوتها الذي كان الدافع القوي للشباب في ثورة 25 يناير بأغنية ياحبيبتي يامصر الذي كان جميع المصريين يرددونها في تلك الفترة. وأصيبت أخيرا بجلطة في المخ، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم  وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة حرمه، زارا الفنانة شادية في المستشفى، يوم الجمعة العاشر من نوفمبر الجاري. وتوفت اليوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني بعد صراع مع المرض.