واشنطن ـ رولا عيسى
أقدمت النجمة الأميركية كيم كارداشيان على تغيير مكان سكنها في مدينة نيويورك، بعد حادث السطو المسلح الذي تعرضت له في باريس الاثنين الماضي، حيث استولى اللصوص على مجوهراتها التي يقدر ثمنها بـ 8.5 مليون استرليني . وشوهدت نجمة التلفزيون الأميركي البالغة من العمر 35 عاماً أثناء مغادرتها شقتها في مدينة نيويورك محاطة بعائلتها وتقوم بإخفاء وجهها وهي في طريقها إلى سيارة كانت تنتظرها مع زوجها كاني ويست وطفليهما نورث ثلاث سنوات، و سانت عشرة أشهر.
وقد أحاط الحرس بكارداشيان التي أصابها الفزع جراء الحادث وهي تعبر الطريق من شقتها إلى السيارة المنتظرة حاملة طفلتها بين يديها. وكان كاني ويست يتبع زوجته ويبدو القلق على ملامحه حاملاً طفله الصغير الذي يشوبه الاضطراب بسبب كاميرات الإعلاميين التي تحيط بوالديه. ولم تعطِ كاردشيان أي تصريح للإعلامين، في حين أنها لازالت تتعافي من الأحداث المفزعة التي وقعت لها في الساعات الأولى من صباح الأثنين الماضي.
وتمَّ رصد الحارس الخاص بكيم كادراشيان واقفاً خارج شقة النجمة في نيويورك، رغم قطع اتصاله عن كل حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. وباسكال دوفير الحارس الخاص لكارداشيان، الألماني الأصل والبالغ من العمر 43 عاماً كان قد تعرَّض للإفلاس في مسقط رأسه "هيدلبرغ" في ألمانيا. وتظهر وثائق المحكمة أن الحارس الخاص قد قام بتقديم بعض الأوراق منذ نحو عشرة أسابيع بعد أن بلغت ديونه في آخر تقرير مليون جنيه استرليني.
الحارس دوفير الذي كان ساهراً في نادٍ ليلي أثناء تعرض كارداشيان لحادث سرقة مجوهراتها وهي نائمة وحدها في الفندق في باريس، كان قد رُصد صباح الخميس يقف خارج شقتها الفاخرة في مدينة نيويورك. والجدير بالذكر أن شركة "دوفر" الألمانية للحراسات الخاصة، والتي تهتم بحراسة النجوم بدءاً من كاني ويست زوج كارداشيان حتى فرقة "بلاك أيد بيس"، قد بلغ إجمالي ديونها 961.296 جنيهًا استرلينيًا.
ويقول محامي الأفلاس في القضية أن هناك الكثير من الديون على شركة "دوفير"، وهناك الكثير من المطالبين بأموالهم. ولا يمكنه أن يقول الرقم بالتحديد، ولكنه مبلغ كبير.
وكان الحارس الخاص للنجمة الأميركية كيم قد وصل إلى الفندق الذي حصلت في حادثة السرقة بعد فرار اللصوص على دراجات بدقيقتين، ومعهم خاتم زواج كاردشيان الذي يقدر بـ 3.5 مليون استرليني، بعد أن قامت سيمون هاروش صديقة كاردشيان بإرسال رسالة نصية له.
دوفير الذي تعهد بتعقب المهاجمين يواجه اتهامات بفشله في حماية كاردشيان بتركها وحدها في الفندق وتعريضها للخطر. وقد أخبرت كيم أصدقاءها أنها لا تلوم دوفير على الحادث، ولا تعتقد أنه متورط فيه أو ترتاب به على الإطلاق.
وقد قام دوفير يوم الأربعاء الماضي بإزالة أي مصادر على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد أنه يعمل في حراسة كارداشيان، بما في ذلك الصور التي التقطها معها أو التي التقطت له أثناء العمل. ولم تقُم كارداشيان أو زوجها كاني بطرد دوفير من العمل معهما، ولكن وفقاً لبعض المصادر، قام دوفير بمسح محتويات حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا توجد احتمالية أن يعرف اللصوص مكان الزوجين.
وعمل الحارس الشخصي مع كاني ويست منذ 2012، وقد أشيد بجهوده منذ أسبوع واحد فقط حينما أنقذ كارداشيان من محاولة فيتالي سيديواك الذي حاول سحبها بالقوة في باريس.
ويقول دوفير عبر حسابه على "لينكد": إن "هدفي كرئيس لشركة حراسات هو بناء فريق أمني حول الشخص المحمي". ويبدو من حسابه أنه كان يدير شركته منذ 19 عامًا، ويقول أن له خبرات كثيرة في الحراسات الخاصة من عمله مع شخصيات مهمة مثل فريق "بلاك آيد بيز"، و"فيرجي"، "ويل آيام"، و"ذا بوسي كات دولس"، "جوستين تمبرلاك"، و"كريستين أغويلارا"، و"لانا ديل ري"، و"كاتي بيري".
وقدم دوفير الأوراق القانونية عن وضعه المالي إلى المركز القضائي الواقع على ضفاف نهر "نيكار" في ألمانيا في الثامنة من صباح الثاني والعشرين من يوليو/تموز الماضي. وتقول أوراق الإفلاس أن الشركة غير قادرة على دفع ديونها، وأنه قد تم تعيين محامً من جانب المحكمة ليقوم بفحص جميع مواردها المالية. ويقول المحامي أنه من الطبيعي أن يتم تعيين متخصص في أمور الإفلاس ليحاول إنقاذ الشركة من انهيار أعمالها. وقد صرح أن هناك الكثير من الديون، وكثيرًا من الدعاوى، ولا يمكنه أن يقول الرقم بالتحديد.
وتفيد أوراق الإفلاس من ناحية أخرى أنه قد تم تحديد تاريخ 16 سبتمر/أيلول ليقوم المدعون الذين تدين الشركة لهم، ليقوموا بتقديم دعواهم. وتقول المستندات أنه سوف تتم تسوية القضية عن طريق المراسلة بحيث لن يكون هناك أي مثول قضائي أمام المحكمة.
جزء من مهمة محامي الأفلاس هو التأكد من أن الشركة لا تمتلك أي أموال في حسابات مصرفية أخرى أو أي ممتلكات لم يعلن عنها أو أي شيء ذي قيمة يمكنه أن يسدد أموال الدائنين. وقد تحدد يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري للفصل في الدعاوى مبدئياً.
وشوهد دوفير آخر مرة في مقر شركته في "إبيلهايم" في الأسابيع القليلة الماضية. وتقول سيدة تمتلك صالون حلاقة في ذات العقار التجاري إنه ظهر حينها مع السكرتير الخاص به ولم يمكث طويلاً، ومنذ ذلك الحين فإن الستائر مسدلة ولم ترَ أحداً بعدها. المكتب، مقر الشركة، مؤجر بأقل من 400 جنيه استرليني، ويقع بجانب مكاتب لشركات أخرى مختلفة يفصلها عن بعضها حوائط من الخشب السميك.
دوفير، الذي درس الرياضيات في "جامعة هيدلبيرغ"، أمضى شبابه في العمل في حراسة صالات "الديسكو" والنوادي الليلية في المدينة الجامعية المشهورة. وقد قام بقضاء خدمته العسكرية الإلزامية في الجيش الألماني عام 1991 وهو في عمر الثامنة عشرة. ووفقاً لأحد أصدقائه الذي كان يذهب معه إلى نادي الجودو أنه قد تم تسجيله كجندي نظامي لمدة ثلاث سنوات. ويضيف الصديق أن دوفير أحب الجيش وعمل في مركز قيادة حلف "الناتو" في هيدلبيرغ، الذي أغلق أبوابه رسمياً في 2013.
ولم يُدرَج في وثائق المحكمة لمن تدين الشركة بالأموال أو ما هي الأصول التي لازالت تمتلكها. لكن إذا فشلت شركة دوفير في إصلاح إفلاسها سوف تكون هذه ضربة قوية له بعد أن تعرضت النجمة التي يعمل معها للهجوم. وكتب دوفير على صفحته في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري قبل ساعات من اقتحام شقة كارداشيان أنه لا يمكنك أن تصبح حارسًا شخصيًا بين ليلة وضحاها، إنها مهنة التفاني والمسؤولية والشغف.
وقالت مصادر لمجلة "يو أس" بعد حادث السرقة أن كارداشيان لا تلوم باسكال على الحادث، وأنها شعرت بالأمان الكامل في شقة باريس، ولا تعتقد أن ما حدث هو خطأ باسكال بأي شكل من الأشكال.
وكانت كيم تنام بمفردها مرتدية "الروب" فقط، حينما سمعت ركض اللصوص على السلالم نحو الساعة الثانية والنصف من صباح الأثنين. وقد تمت سرقتها بعد أن قيدت بأربطة بلستيكية، وقد توسلت إلى اللصوص ألا يقوموا بقتلها من أجل أطفالها. بعد أن تمكنت من التملص منهم خرجت إلى شرفة شقتها تصرخ طلباً للنجدة. ظهر دوفير في موقع الحادث خلال دقيقتين وفقاً للحسابات الشخصية لآل كاردشيان.
لا يبدو بعد مرور بضعة أيام على حادث السرقة أن شرطة العاصمة الفرنسية قد اقتربت من حل اللغز. وقالت مصادر في باريس أن الطب الشرعي قد قام بعمل تحقيقاته لكن حتى الآن لم تكون هناك أي عينات من الحمض النووي مفيدة في موقع الحادث. وقد صرح المحققون أن كاردشيان وهاروشي مصممة أزيائها التي كانت معاها في الشقة في ذات الوقت قد قاما بإعطائهما إفادة مختصرة قبل أن يعودا إلى الولايات المتحدة بعد ساعات من وقوع الحادث. والشاهد الوحيد على الجريمة هو أحد عمال الفندق، والذي قيل أنه قد تم تقييده وتكميمه وترك على السلالم.
وقد أكد المحققون أنه لا توجد أي كاميرات مراقبة داخل أو خارج المبنى الذي تؤجر شققه بـ 8000 جنيه استرليني في الأسبوع. لكن أحد العاملين الأميركيين في صالون "الملاك الجميل" والقريب من بيت كارداشيان أفاد أن فيديو هروب اللصوص متوفر بالتأكيد.
وقد طلب موقع "ميل أونلاين" إفادة من باسكال دوفير من خلال العلاقات العامة لآل كاردشيان، ولكنهم رفضوا. وقالت أخته للموقع إن كل الدعاوى المقدمة ضده زائفة، لكن حينما أخبرها بوجود وثائق، طلبت منهم أن يسألوه شخصياً فهذا أمر خاص، وأن أخيها سوف يواجه كل ديونه.