دبي – صوت الإمارات
أكد المنتج هاني أسامة أن صناعة السينما الخليجية باتت تترقب طفرة في الإنتاج النوعي يقودها مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي رسخ موقعه كأحد أبرز المهرجانات السينمائية.
وأوضح المنتج المصري، الذي استقبلت له دور العرض الإماراتية أخيراً فيلم "هيبتا: المحاضرة الأخيرة"، ويمتلك قائمة من الأفلام المهمة التي شارك في إنتاجها مثل "لا مؤاخذة"، أن الأعمال المشتركة يمكن أن تمثل أهمية كبيرة في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل الانفتاح الذي يتيحه "دبي السينمائي" للسينمائيين الإماراتيين، في ما يتعلق بالإنتاج العربي المشترك، مشيراً إلى النجاح الذي حظي به فيلم "من ألف إلى باء" الذي جمع طاقماً من مصر والإمارات، وأخرجه الإماراتي علي مصطفى، وكتبه السيناريست المصري محمد حفظي.
وتابع أسامة في حواره مع "الإمارات اليوم": "على الرغم من ذلك فحسابات الإنتاج في دول الخليج مختلفة عن غيرها في سائر الدول العربية؛ نظراً إلى أن هناك نسبة كبيرة من مرتادي السينما من جنسيات غير عربية، فضلاً عن المنافسة القوية مع الأفلام الأجنبية، ورغم ذلك فإنه حسب الموزعين في معظم دول الخليج فإن فيلم (هيبتا) حقق استثناء من هذه القاعدة من خلال الإقبال الجيد على مشاهدته في دور العرض".
ورأى هاني أسامة أن أحد عوامل إشكالية الإقبال على بعض الأفلام الخليجية الناجحة تكمن في اختيار الموعد المناسب لعرضها، مثل "من ألف إلى باء"، مستدركاً أنه "رغم ذلك نجح الفيلم ووصل إلى الجمهور". وعزا تلك الإشكالية إلى قلة التجارب، عكس السينما المصرية التي تحتوي على كم كبير من الأفلام "لكن أعتقد أن الأفلام الخليجية ستتزايد في الفترة المقبلة، نظراً إلى أنني أقابل صنّاع أفلام خليجيين محبين للسينما؛ وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك طفرة في الأفلام الخليجية".
وحول "دبي السينمائي" قال أسامة إن "المهرجان من وجهة نظري من أهم المهرجانات المتميزة، سواء على مستوى التنظيم أو اختيار الأفلام المشاركة أو الندوات التي تقام فيه، وأحرص دائماً على الوجود فيه كل عام".
وفي ما يتعلق بقدرة السينما المصرية على المحافظة على الريادة في دور السينما العربية، أضاف: "السر أن مصر أول دولة صنعت سينما في المنطقة منذ أكثر من 100 سنة، فضلاً عن سهولة اللهجة وتداولها على نطاق واسع عربياً". واستغرب مما اعتبره محاولة لجعل مصطلح فيلم تجاري بمثابة "تهمة"، مضيفاً أن "وصف أي فيلم بأنه تجاري ليس سبة أو إشارة سلبية، والسائد دائماً في هذا الإطار أن العمل، أياً كانت قصته، إذا نجح في وضع العناصر التي تجذب الجمهور فسيتحول إلى فيلم تجاري، وفي الوقت نفسه يمكن أن يحافظ على القيمة الفنية التي يقدمها، ومن ثم لا تعارض بين كون الفيلم تجارياً، وفي الوقت نفسه يحمل قيمة فنية جيدة".
ولم يجد أسامة تعارضاً بين حقيقة أن بعض الأفلام تنجح في المهرجانات ولا تحقق النجاح ذاته جماهيرياً، موضحاً أن "هناك شقين للأفلام: فني وتجاري، وهناك أعمال لا تنجح جماهيرياً لكن تحصل على جوائز، وهناك أخرى تحقق معادلة النجاح جماهيرياً وفنياً مثل فيلم (لا مؤاخذة) الحاصل على جوائز عدة من مهرجانات، ونجح جماهيرياً أيضاً، لكن لاشك في أن النجاح الجماهيري، على الأقل بالنسبة لي، أحد أهم عوامل نجاح الفيلم".