دور العرض المصرية

يواجه الفيلم المصري “الخطة العايمة” اتهامات بـ”التنمر” و”الاقتباس” والاستخفاف بالجمهور من قبل بعض النقاد والمتابعين وذلك بعد أيام قليلة من طرحه في دور العرض المصرية، بعدما تعرض الفيلم لأزمة قبل عرضه، عندما اتهم الكاتب عمر طاهر صناعه باقتباس اسم فيلمه الذي يعمل عليه مع المخرج إسلام خيري، والفنان محمد هنيدي منذ أربع سنوات، ما اضطر صناع الفيلم إلى تغيير اسمه خوفًا من التعرض لمشكلات رقابية.فيلم “الخطة العايمة” من بطولة غادة عادل، وعلي ربيع، ومحمد عبد الرحمن، وعمرو عبد الجليل، وتأليف عبد الوهاب وكيمز، ومن إخراج معتز التوني. يحكي الفيلم قصة اثنين من المكفوفين، يُستغلّا لسرقة بنك بعد تدريبهما على ذلك وسط مجموعة من المفارقات الكوميدية.الفيلم الذي لم يحقق انتعاشة لافتة في شباك التذاكر، وأُجّل تصويره أكثر من مرة، بسبب وباء “كورونا”، انتقده كثيرون لاقتباس قصته من الفيلم الهندي “العيون” من دون الإشارة لذلك الاقتباس، بالإضافة إلى تشابه لحن أغنية “دولارات دولارات” مع أغنية “مليونير” في مسلسل “بـ100 وش”، كما اتُّهم كذلك بالتنمر من ذوي الهمم (المكفوفين) الذين يتم تناول كواليس حياتهم بطريقة تتسم بالاستخفاف والتقليل منهم، حسب وصف بعض النقاد، هذا بالإضافة إلى انتقادات وجهت للسيناريو والمعالجة الدرامية التي لا تحتوي على حبكة محكمة.

ويرى الناقد الفني المصري، مجدي الطيب، أنّ “التنمر الذي يتضمنه الفيلم، وعدم إتقان الاقتباس من أبرز نقاط ضعف الفيلم”، ويقول إنّ “قوانين العمل الفني تقتضي الإشارة إلى الفيلم الذي اقتُبس منه وهذا لم يحدث على الإطلاق، فشتان ما بين القصة الركيكة لفيلم (الخطة العايمة)، وقصة الفيلم الهندي التي تشع بالإنسانية لأنّ معالجتها الدرامية متكاملة ولها هدف”. مشيرًا إلى أنّ “عملية تحويل فيلم إنساني جيد إلى فيلم كوميدي خفيف صعبة جدًا، كما أنّها أدت في النهاية إلى التنمر بالمكفوفين بشكل لافت، ورغم أنّ السيناريو يبدو كوميديًا ومضحكًا فإنه شوكة كبيرة في ظهر صناعه، واستخفاف من مؤلفي العمل لاعتقادهم أن الفيلم الهندي مغمور، ولن يُكتشف أمرهم”. كما وجه الناقد الفني المصري أندرو محسن، انتقادات حادة لسيناريو الفيلم قائلًا: “إن أحداثه غير منطقية تمامًا”، وقال عبر حسابه الشخصي في موقع “فيسبوك”: “من المهم جدًا مذاكرة مؤلف أي فيلم للنوع الذي يقدمه وفهم قواعده جيدًا”، مشيرًا إلى أنّ “أحداث الفيلم لا تحترم عقل المشاهد”.وينافس الفيلم الكوميدي “الخطة العايمة” عددًا من الأفلام المعروضة في دور السينما المصرية حاليًا من بينها “توأم روحي، وزنزانة 7، والغسالة”، في وقت تعمل السينما بطاقة 50 في المائة، في ظل الإجراءات الاحترازية من “كورونا”، التي دفعت بعض صناع الأفلام السينمائية إلى العرض عبر المنصات الإلكترونية على غرار فيلمي “صاحب المقام”، و”الحارث” اللذين عُرضا مؤخرًا لأول مرة عبر منصة “شاهد نت”.

في المقابل، دافع صناع فيلم “الخطة العايمة” عنه، مؤكدين أنّهم يقدمون عملًا فنيًا خفيفًا لمخاطبة الجمهور بعد فترة كبيرة من العزلة المنزلية، خصوصًا مع اختفاء الأعمال الكوميدية بدور العرض أو على المنصات الرقمية خلال الفترة الجارية، حسب وصف المنتجة شهد رمزي، الذي يعد فيلم “الخطة العايمة” أولى تجاربها الإنتاجية، وتشير إلى أنّها تحمّست لطرحه في دور العرض بعد قرار رفع نسبة الإشغال، مؤكدة لـ”الشرق الأوسط” أنّه كوميدي وهو ما يحتاج إليه الجمهور بعد الأزمات المتلاحقة، وتعوّل رمزي على أبطال العمل في تحقيق إيرادات من شأنها الحفاظ على هذه الصناعة الحيوية في وقت يتجه بعض المنتجين إلى استرجاع أموالهم من المنصات الرقمية من دون التفكير في مصلحة السينما المصرية.ويقول الفنان علي ربيع لـ”الشرق الأوسط”: إنّ “الفيلم كوميدي وخفيف ووسيلة لجذب المشاهد الكبير والصغير، خلال هذه الفترة الصعبة”. وقد أرجع اختياره لقصة الفيلم إلى حبه الكبير لهذه النوعية من الأفلام، قائلًا: “العمق الفني قد يسبب الضيق أحيانًا، والجمهور يحتاج إلى جرعات كوميدية”.


       
قد يهمك ايضا :

أبطال «الخطة العايمة» ضيوف «معكم منى الشاذلي» الأربعاء

محمد عبد الرحمن يُعرب عن سعادته بردود الفعل حول "الخطة العايمة"