مهرجان كان السينمائي الدولي

يعدّ مهرجان كان واحدا" من أهم المهرجانات العالمية وقد انطلقت الدورة ال69 من المهرجان  في مدينة كان الفرنسية التي ترمز لعالم السينما والفخامة وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية وتعزيزات  غير عادية لتأمين المهرجان الدولي الشهير، خوفاً من أي هجمات إرهابية محتملة بعد الذي حدث في باريس في نوفمبر الماضي،  وخصّص وزير الداخلية الفرنسية برنار كازونوف أربع وحدات أمنية متحركة للمهرجان وفرقة خاصة لنزع الالغام والمتفجرات ووحدة للتفتيش عن المتفجرات يومياً بالإضافة الى تخصيص 400 فرد أمن لتولي اجراءات الدخول والتفتيش والمراقبة والرصد خاصة وان المهرجان  بحضوره الكبير يمثل قلقا" أمنيا" للسلطات  في فرنسا مما جعلها تأمر بقيود مشددة على الجمهور المسموح له بالدخول في دورة هذا العام لضمان أقصى درجات الحماية. وبدأ المهرجان الاربعاء الماضي وكان فيلم الافتتاح هو  "Café Society" من بطولة النجمة كريستين ستيوارت  للمخرج الأميركي الشهير وودي آلن ,كما يشارك الفيلم المصري "اشتباك" من بطولة نيلي كريم في افتتاح فعاليات مسابقة "نظرة ما" التابعة للمهرجان والذي تم عرضه الخميس.  وأعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي قائمة بالأفلام المشاركة في البرامج الرسمية لدورته التاسعة والستين، والمقامة في الفترة بين 11 و22 مايو ، حيث يشارك 49 فيلماً من 28 دولة أعلنها رئيس المهرجان بيير ليسكور والمندوب العام تيري فيرمو .
 وجاءت مسابقة المهرجان الرسمية حافلة بالمخرجين العظام، ومن أبرز المتنافسين على السعفة الذهبية هم الروماني كرستيان مانجيو المتوّج بالسعفة من قبل عن "أربعة أشهر ثلاثة أسابيع ويومان" الذي يعود بفيلمه الجديد "بكالوريا"، الإسباني بيدرو ألمودوفار يشارك بفيلم "جوليتا". الكوري الشهير بارك شان ووك صاحب "أولدبوي" يتنافس بفيلمه الجديد "الخادمة" ، بينما يشارك البريطاني المخضرم كين لوتش للمرة الثانية عشر في المسابقة بفيلم "أنا دانيل بليك" الكندي الشاب زافيه دولان الذي تقاسم جائزة لجنة التحكيم مع جودار قبل عامين يعود للمسابقة بجديده "إنها فقط نهاية العالم"، والدنماركي صاحب الطابع الخاص نيكولا وايندنج رفن يتنافس بـ "شيطان النيون".
و من الولايات المتحدة يشارك الممثل شون بين بفيلمه الجديد "الوجه الأخير"، وكذلك جيف نيكولز الذي يشهد نشاطاً ملحوظاً، فبعد مشاركته بفيلم في مهرجان برلين قبل ثلاثة أشهر، يعرض فيلمه الجديد "بحب" في مسابقة كان. أما أبرز الأميركيين فهو جيم جارموش الذي يعرض فيلمه الحديث "باتريسون "والبريطاني أندريا أرنولد بفيلم "عسل أمريكي"، والهولندي بول فيرهوفون الذي يعود للمسابقة بفيلم "هيّ" بعد 24 عاماً من مشاركته بفيلمه الشهير "غريزة أساسية".
أما المشاركان الدائمان الأخوان البلجيكيان جان بير ولوك دردان فينافسان بفيلم "الفتاة المجهولة".
 كما اختار المهرجان 4 أفلام للعرض في القسم الرسمي خارج المسابقة، من بينها 3 أفلام أميركية، على رأسها فيلم المخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرج "العملاق الكبير اللطيف".
وتشارك الممثلة جودي فوستر العائدة  للإخراج بفيلم "وحش المال" بطولة جورج كلوني وجوليا روبرتس، والمخرج شاين بليك يشارك بـ "الرجال الطيبون" بطولة راسل كرو وريان جوسلنج وكيم باسنجر، أما الفيلم الرابع المختار فهو "جوكسونج" للمخرج الكوري نا هونج جين.بالاضافة الي 17 فيلماً تشارك في قسم "نظرة ما Un Certain Regard" المهتم بالأفلام ذات الطابع الأصيل والمختلف من كل أنحاء العالم. وعلى الصعيد العربي، اختير فيلم المخرج المصري محمد دياب (اشتباك) في جولة تحكي عن تاريخ مصر الحديث. وقد استوحى الفيلم من تجربته في ميدان التحرير خلال الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك في العام 2011، لكن الوعود التي انتظرها الثوار تبدّدت مع بدء حكم الرئيس المنتخب السابق محمد مرسي - بحسب مخرج الفيلم -، حيث يقول دياب إنه بكى في اليوم الذي انتُخب فيه محمد مرسي.
وتدور أحداث فيلم “اشتباك” حول لحظات الفوضى التي امتلأ بها في العام 2013 بعد المظاهرات التي أطاحت بمحمد مرسي، وذلك قبل أن تطيح به الثورة الشعبية العارمةالتي حملت الى سدّة الحكم بالحب والولاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.وقال دياب“أردت أن أصنع فيلماً عن الثورة، إلا أنني في كل مرة أمتلك الفكرة تتبدد مني الأشياء”. ففي العام 2013 توصل أخوه خالد إلى فكرة أن تدور الأحداث حول مجموعة من المعتقلين الذين يكتبون الفيلم معاً.  ويقول دياب “كل الأشخاص خائفون من أن نصير نموذجاً آخر من سوريا أو اليمن، لذا لا يفعل أي شخص أي شيء حيال الأمر”. ومن تونس يشارك المخرج لطفي عاشور بفيلم (صوف على الظهر)، وتم اختياره من بين 5008 فيلماً قصيراً من مختلف أنحاء العالم والفيلم سينافس للفوز بالسعفة الذهبية للأفلام القصيرة ، التي تترأس لجنة تحكيمها الممثلة ناعومي واتس. كما ستشارك الكويت وقطر والمغرب والجزائر ولبنان والإمارات  بتظاهرة (أفلام الشباب)، وهي ظاهرة حديثة لإعطاء فرصة للشباب من عمل أفلامهم الطويلة والقصيرة.
كما سيعرض المهرجان فيلماً وثائقياً يحمل عنوان (الشاطئ الأخير) للمخرج اليوناني طنوس انستابولوص والمخرج الإيطالي دافيد ديل ديكان، ويتحدث عن رحلة مأساوية في زوارق الموت التي تتقاذفها أمواج البحر الأبيض المتوسط القاتلة لعوائل من المهاجرين السوريين والعراقيين. وقال المخرج الاسترالي، جورج ميلر، رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان في دورته الـ69، إنه استمتع كثيراً بالعمل كرئيس لجنة التحكيم هذا العام. وأشار ميلر إلى أن وجوده كأحد أعضاء لجنة التحكيم أفضل كثيراً من مجرد المشاركة بأحد الأفلام كمخرج، لان ذلك جعله يستمتع بمشاهدة كل الأفلام دون الشعور بقلق أن خوف من أن عمله الخاص لن يحظى بالنجاح المرجو. وأكد ميلر أن كل الأفلام المشاركة والتي شاهدها كرئيس لجنة التحكيم لها متعتها الخاصة  وذوقها المختلف، حيث خاضت لجنة التحكيم عددا" كبيرا" من المناقشات الهامة، لكنهم في النهاية لم يختلفوا كثيراً حول النتائج النهائية.