الكويت - صوت الامارات
خطف مهرجان «بى يوند الدولى للأفلام القصيرة» بدولة الكويت، الأنظار بقوة، باعتباره حدثا فنيا كبيرا، بعدما تحول إلى مقصد للعديد من فنانى العالم، الذين اجتمعوا تحت مظلته للاحتفاء به ودعمه في دورته الأولى التى شهدت توافدا كبيرا من نجوم السينما في العالم والوطن العربي.
الاهتمام بالسينما في دولة الكويت بدأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والتى اعتمدت وقتها على الاجتهادات الشخصية للفنانين والمخرجين، وكانت حصيلة هذا الاجتهاد أول عمل روائى وهو فيلم «العاصفة» للوزير السابق الأستاذ محمد السنعوسي، وفيلم «بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق.
وكانت الكويت من أوائل الدول الداعمة لصناعة السينما لما لها من تأثير إعلامى واجتماعي في ترسيخ المفاهيم وتقريب الدول والحضارات حينها، لعل هذا كان أحد أسباب تقديم دولة الكويت الدعم المادى السخى لفيلم الرسالة، لكى يصبح أيقونة عالمية ومرجعا تاريخيا وبصمة مشرفة في صناعة السينما العالمية، ويهدف المهرجان إلى تنشيط السينما في الكويت وتثبيت مكانتها المتميزة في خارطة الفن السابع، إلى جانب استهدافه دعم توجه الدولة لاحتلال مكانة مرموقة في ميادين الثقافة والفنون عالميا. ورصدت «البوابة» شهادة العديد من نجوم الفن الكويتى الذين عبروا عن وجود تطورات كبيرة لتلك الصناعة، حيث أكد الفنان الكويتى الكبير محمد المنصور، أن من حسن حظه أنه كان مشاركا ببطولة أول عمل سينمائى كويتى «بس يا بحر» الذى تم إنتاجه عام ١٩٦٢ بجهود كبيرة وإمكانيات ضئيلة، ولكن حب صناع العمل خوض تلك
التجربة المهمة والأولى من نوعها في الكويت جعل من العمل علامة مميزة خلدها التاريخ وكان سببا في إثبات الهوية الكويتية ومعرفة العالم بتلك اللهجة التى كان يجهلها الكثيرون.
وأشار إلى أنه منذ بداية مسيرته الفنية من خلال الفيلم السينمائى الكويتى الأول «بس يا بحر»، وهو داعم للفن دون البحث عن أى مقابل، وهذا ما قام به خلال الفيلم، حيث اشترط منتجوه وقتها عدم الحصول على أى أجر إلا بعد تحقيق إيرادات داخل السينمات أو من خلال حصوله على الجوائز وغيرها. وأضاف: «على الرغم من كل تلك الصعاب التى واجهناها خلال فترة التصوير التى امتدت إلى عامين، تعلمت فيهما السباحة حتى أستطيع تأدية الدور بكل حرفية، وأصررت على تجاوز كل الأزمات في سبيل انطلاق هذا العمل، الذى حصد ٩ جوائز، وكان أول فيلم عربى يتم تصويره تحت الماء، وهو ما شكل تحديًا كبيرا حتى
نستطيع منافسة الأفلام العربية والعالمية التى كانت موجودة في تلك الفترة وفرض الهوية الكويتية التى كانت موجودة بداية من فكرة الفيلم التى تناولت الواقع الكويتي حينها وصولًا إلى جميع صناعه فيما عدا المونتير.
وتابع: «على الرغم من أننا كنا نتحدث اللغة العربية داخل الفيلم، إلا أننا وضعنا ترجمة باللغة الإنجليزية والعربية الفصحى أيضا حتى نرسخ ذلك عند الأجيال ونتفادى فكرة عدم فهم اللهجة الكويتية التى كان يجهلها الكثيرون، وهو ما حدث، حيث حققنا هدفنا وتم تداول تلك اللهجة بشكل كبير بين جميع البلدان العربية».
بينما قال الفنان الكبير داود حسين إن السينما الكويتية عامرة بالمواهب الفنية الكبيرة، فعلى الرغم من أن الكويت تعد بقعة جغرافية صغيرة إلا أنها تضم مجموعة كبيرة من المبدعين والأحداث الثقافية والفنية، وهذا شيء إيجابى جدًا، وبالنسبة للسينما فلدينا أفلام نوعية منها «إن بارادوكس»، الذى قدَّمه المخرج حمد الصراف في مسابقة مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي.
وتشهد مواسم الأعياد عرض فيلم أو فيلمين كويتيين في دور السينما، ورغم تفاوت مستوياتها الفنيّة، لكن الجمهور يُقبِل على الأفلام الجديدة خصوصًا أنَّ اللهجة قريبة إلى قلبه، وهذه التجارب أشجعها وأرى أنّها ستتطور بشكل أكبر في المستقبل.
بينما قال الفنان الكويتى الكبير سعد الفرج، إن السينما الكويتية طالما مرت بمراحل عصيبة وتنتظر من يأخذ بيدها وطالما كنا ننتظر أن نجد فرصتنا في إثبات موهبتنا القوية التى تحلى بها باقة كبيرة من كبار نجوم الكويت في الوقت الحالى مثل داود حسين وحياة الفهد ومحمد المنصور وغيرهم من النجوم الذين كافحوا للنهوض بالسينما الكويتية واستطاعوا أن يقتحموا سينما مصر «هوليود الشرق» التى كانت حلما لكل فنان عربي، ومنهم أيضا من خاض تجارب بالسينما العالمية.
وأضاف أن هناك تقصيرا بدول الخليج في إنتاج الأعمال الفنية، في حقيقة الأمر أنه لا توجد شركات إنتاج تتحمس للأعمال الخليجية كما فعلت معنا شركة «إيمجن يشن» بفيلم «شباب شياب»، فمن الضرورى أن يوجد مثلها بكل دولة خليجية، ويجب على جميع المستثمرين أن يكرسوا جزءا من إنتاجهم للأعمال الفنية لأنها تجارة رابحة بشكل كبير ولها مردود معنوى ومادي، إضافة إلى مساهمتهم في نشر تلك الثقافة المهمة التى تغير من حال إلى حال.