دمشق ـ صوت الإمارات
واختتمت المؤسسة العامة للسينما، مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة في دورته السادسة، في دار الأسد للثقافة والفنون، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس. وعرض خلال المهرجان 29 فيلماً قصيراً ضمن مشروع دعم سينما تنافست جميعها في مسابقة دعم سينما الشباب، إضافة إلى مسابقة الأفلام القصيرة العربية التي شهدت مشاركة 21 فيلماً قصيراً من العراق ومصر والمغرب وتونس ولبنان إضافة إلى سورية فضلاً عن تظاهرة الفيلم القصير في زمن الحرب التي تضمنت 17 فيلماً وثلاثة عروض لأفلام وثائقية على هامش المهرجان.
حضر حفل الختام ممثل راعي الاحتفال وزير الثقافة محمد الأحمد ووزير السياحة محمد رامي مارتيني إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس الشعب وأعضاء السلك الدبلوماسي والإعلاميين والفنانين. وقدم في الحفل عرض فني تضمن لوحات راقصة وتمثيلية بمرافقة مشاهد من السينما السورية والعربية والعالمية على الشاشة الكبيرة من إخراج المسرحي مأمون الخطيب، وقدم الحفل الممثلان روبين عيسى وكرم الشعراني.
وتوزعت لجان تحكيم المهرجان على مسابقتين، الأولى لأفلام دعم سينما الشباب وتضم المخرج الكبير نجدة إسماعيل أنزور والدكتور سمير جبر والفنانة رنا جمول والناقد السينمائي علي العقباني، والثانية للأفلام القصيرة الاحترافية وتضم المخرج السينمائي جود سعيد والممثلة اللبنانية دارين حمزة والممثلة التونسية فاطمة ناصر.
إقرا ايضًا:
السينما السورية ترصد 1.2 مليون دولار سنويًا لإنتاج الأفلام الروائية و"الأب"
وفي مسابقة دعم سينما الشباب، فاز فيلم «غياب» سيناريو وإخراج حسام المغربي بتنويه لجنة التحكيم، أما جائزة أفضل سيناريو فذهبت لفيلم «إعادة إقلاع» سيناريو وإخراج رشا ملحم، أما جائزة الجمهور فنالها فيلم (100 ليرة) سيناريو وإخراج أريج دوارة ونور خير الأنام، كما حصل هذا الفيلم أيضاً على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
أما جائزة أفضل إخراج فذهبت لفيلم «هدوء» إخراج لبنى البدوي، وحصد فيلم «الوجه الأول أمي» الجائزة الذهبية إخراج رباب مرهج، أما الفضية فكانت من نصيب فيلم «خرزة زرقاء» إخراج عبد اللطيف كنعان، بينما ذهبت البرونزية لفيلم «الحرامي» إخراج فراس محمد.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة الاحترافية، ذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة للفيلم اللبناني «ستارة» للمخرجة سارة مزهر والفيلم السوري «خلل» للمخرج السدير مسعود.
وذهبت جائزة أفضل سيناريو للفيلم التونسي «منحوس» إخراج درصاف الحسني، أما جائزة أفضل إخراج فنالها الفيلم الجزائري «صفحة بيضاء» إخراج محمد نجيب العمراوي، على حين نال جائزة أفضل فيلم الفيلم التونسي «آية» سيناريو وإخراج مفيدة فضيل.
وفي تصريحه للصحفيين، قال وزير الثقافة محمد الأحمد إن الشباب هم مصدر الإلهام الحقيقي لأي عمل فني في العالم الذي يحتاج دائماً إلى دماء شابة، وهذا المشروع الذي أطلقته وزارة الثقافة قبل ست سنوات في ظل ظروف صعبة تأكيداً أن الأمم العريقة تبدع الحلول وتكتشف المواهب في زمن الشدة، مشدداً على أن هذه الدورة من المهرجان أثمرت كسابقاتها مواهب ستحمل راية السينما في الأيام القادمة لأن السينما ذاكرة الشعوب.
بدوره قال مدير المؤسسة العامة للسينما في كلمته: عادة ما تكون النهايات السعيدة عامرة بالفرح، ولكن سعادتنا اليوم يلفها بعض الحزن، الحزن على فراق الأحبة، الحزن على انتهاء هذا الطقس السينمائي الجميل، الحزن لأننا نشارف على وداعكم في نهاية فعاليات هذه الدورة من مهرجاننا الجميل.
وأكد أن هذا المهرجان الذي أمسى اليوم يشكل جزءاً مهماً من الحراك الثقافي في بلدنا الحبيب، حالة سينمائية لها مريدوها ومحبوها وعشاقها من جمهور سينمائي عريض يكن لهذا الفن كل الشغف والمحبة والهيام، وشبان حالمون ينتظرون بفارغ الصبر أن يكون لهم فرصة لعرض أفلامهم في يومٍ من أيامه، إنها لحظات سعيدة تمر في حياتنا لنسجل من خلالها دائماً صور ذكرياتنا الجميلة، نودعها في عقولنا وأفئدتنا، متمسكين بها لتشكل في النهاية شريط لحظات الفرح في حياتنا، فلتكن هذه اللحظات الممتلئة بالنشاط والعمل جزءاً من تلك اللحظات، ولنعمل على استثمارها بشكل إيجابي دائماً لننعم بالراحة ونحن نعيشها، ولنحاول أن ننجز أعمالنا من خلالها على أكمل وجه حتى ولو صادفتنا بعض المصاعب، هذا ما نحاول دائماً في المؤسسة العامة للسينما أن نقوم به، ووحده الحب لهذا الفن الجميل يدفعنا إلى العمل بكل جد ونشاط، ووحده الحرص على تطويره واستمراره يدفعنا دائماً إلى خلق منافسات جديدةٍ بين محبيه وعشاقه، وهو حال هذا المهرجان.
ووجه دعوته إلى الشباب المشاركين في هذه الدورة من المهرجان وأولئك الذين يقومون بالتحضير لإنجاز أعمالهم في دورة عام 2019 من مشروع دعم سينما الشباب إلى العمل بشكل دائم على تطوير أنفسهم وتحديث معارفهم وثقافتهم، هذه الأمور ستكون مهمةً جداً للموهوبين منكم في حال أردتم أن تستمروا في العمل السينمائي، كما تمنى منهم التحلي بأخلاق المهنة وهذا أيضاً سيكون مهماً لكم من أجل ضمان استمرارية حياتكم السينمائية.
وأشار إلى أن المؤسسة ستكون بكل طواقمها الداعم الأول لكم على الدوام في كل ما يتعلق بالمعرفة والخبرة السينمائية، تنهلون من معارفها وتتكئون على تجاربها، لترسموا ملامح تجاربكم الخاصة التي ستبقى معكم ما حييتم.
تمن ورجاء
المخرج جود سعيد تمنى خلال كلمته على المسرح أن تحاول المؤسسة العامة للسينما ولجان الاختيار رفع سوية الأفلام التي يتم انتقاؤها للمشاركة في المسابقة الاحترافية، مشيراً إلى أن لجنة التحكيم واجهت أفلاماً بطابقين مختلفين.
كما طالب المؤسسة بدعوة مخرجي الأفلام المشاركة كي يتم تكريمهم أمام الجمهور السوري، إضافة إلى مناقشتهم بما صنعوا من أفلام.
الخيار الصعب
المخرجة الفائزة بالجائزة الذهبية رباب مرهج قالت إن قصة الفيلم شخصية وواقعية لها علاقة بتفاصيل عائلتي وخاصة والدتي التي تألمت لسنوات، وكان الخيار صعباً بأن القصة تم تصويرها بطريقة مختلفة لإظهار الشخصيات التي تقاتل وتجابه.
وحول أنها صاحبة باع طويل بالتمثيل علقت: عندما تكون ممثلاً بالأصل وتصبح مخرجاً فإنك تستطيع إدارة الممثل وتشعر بوجعه وتضعه في مكانه الصحيح.
وأكدت ضرورة أن يكرس الفن لخدمة وطننا وقضاياه، معتبرة أنها يجب أن تكون من الناس لتقدم لهم شيئاً يلامسهم.
النتائج كاملة
أولاً: مسابقة الأفلام العربية القصيرة:
– جائزة أفضل فيلم: فيلم «آية» من تونس، إخراج مفيدة فضيلة، تمثيل مي بالرحومة وعفاف بن حمود وغانم الزرلي وبحري الرحالي، ويروي الفيلم قصة طفلة تعيش ضمن وسط عائلي متدين، ومن خلال خيالها الطفولي تصنع عالماً تتحرر فيه وتحرر من خلاله عائلتها.
– جائزة أفضل إخراج: فيلم «صفحة بيضا» من الجزائر، إخراج: محمد نجيب العمراوي، وتمثيل أكرم جغيم وأميرة هيلدا، ويروي الفيلم قصة حكيم، كاتب، يعيش متلازمة «الصفحة البيضاء»، لكن افتقاره الإلهام ينشأ عنه معضلة ذات نهاية مؤلمة للغاية.
– جائزة أفضل سيناريو: فيلم «المنحوس» من تونس، إخراج درصاف الحسني، وتمثيل: فتحي العكاري وأميرة كامرجي، ويدور الفيلم حول رجل يعمل شحاذاً ليصرف المال على ملذاته.
– جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالمناصفة بين فيلمين، فيلم «ستارة» للمخرجة سارة مزهر من لبنان وتمثيل ليا بوشايا وكارلا ضاهر وأيمن حماواي، ويدور الفيلم حول مجموعة من الشباب المسرحيين يحاولون إعادة الحياة إلى المسرح، وفيلم «خلل» للمخرج السدير مسعود من سورية وتمثيل عبد المنعم عمايري وقاسم ملحو وشهد الزلق، يتحدث عن رد الفعل المنعكس نتيجة للخوف المباشر الذي تعرض له السوريون من الموت.
ثانياً: مسابقة أفلام دعم سينما الشباب:
– الجائزة الذهبية: فيلم «الوجه الأول أمي» سيناريو وإخراج رباب مرهج، تمثيل نجاة محمد وكندة إسماعيل وزينب إسماعيل وليندا مرهج، والفيلم نوع من ديكو دراما يرصد حياة أم تقاتل من أجل حياة أبنائها لتكون أفضل من حياتها، من خلال مهنتها، إنها تقوم بخبز الفطائر على الصاج في محل بسيط، تتعرض لقهر الحياة وقهر أبنائها، فتتحول حياتها إلى مكنة عمل.
– الجائزة الفضية: فيلم «خرزة زرقا» سيناريو وإخراج عبد اللطيف كنعان، تمثيل رغداء هاشم وميخائيل صليبي ودوجانا عيسى ومحمد شما وسامر زعرور، ويصور يوماً من حياة «ياسر»، يعيش في هذا اليوم صراعاً بين رغباته وقسوة المدينة والمجتمع، ويقوده قلبه إلى «سمر» الفتاة التي يحب، وفي الفيلم ثلاث قصص متوازية تلتقي نهايتها لتشكل نهاية للفيلم تشبه رحلتنا اليومية في سبيل تحقيق رغباتنا.
– الجائزة البرونزية: فيلم «الحرامي» سيناريو نور الدين النجار وإخراج فراس محمد، وتمثيل سيرينا محمد ومحسن عباس وهافال حمدي ولبابة صقر وفراس تغلبي وحازم بخاري، ويتناول مفهوم العبء والمسؤولية المتراكمة داخل أسرة بسيطة مكونة من أب وابنته، لتصل لمرحلة تبادل الأدوار، سببها إصابة الأب بمرض الزهايمر وما يفعله في الذاكرة.
– جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم «100 ليرة» سيناريو وإخراج أريج دوارة ونور خير الأنام، وياسر سلمون وبشار أبو عاصي وميخائيل صليبي وسامر عبدو ورغد عزقول، وتدور أحداثه في المرحلة التي تتضح فيها الطرق أمامنا، حيث يواجهنا الكثير من العقبات التي ترسم معالم شخصياتنا في كل مرة نجتازها إما بشكل إيجابي وإما سلبي، اعتماداً على قراراتنا في كيفية تجاوز هذه العقبات.
– جائزة أفضل سيناريو: فيلم «إعادة إقلاع» سيناريو وإخراج رشا ملحم، تمثيل غسان الدبس وإنعام الدبس ورهف السطم ومحمد أبو مطحنة، ويرصد الفيلم حياة رجل وامرأة بمنتصف العمر، يختبران قسوة الحرب من زوايا خاصة ليكونا منفعلين مع الأحداث للحد الأقصى.
– جائزة أفضل إخراج: فيلم «هدوء» سيناريو وإخراج لبنى البدوي، تمثيل رهف الجابر وياسر خطاب ولبنى بدوي وغادة عمر ومنيب أربيل وزامل الزامل وأحمد أسعد وعبد طباع، وتعتمد فكرة الفيلم على العنف القائم على الإنسان حسب جنسه ونوعه الاجتماعي داخل نطاق الأسرة، وكيف يمكن للقوانين والاجتهادات التمييزية أن تسهم في تفاقم مشاكل النساء وتعميق الهوة الجذرية، وكيف يمكن للقوانين غير التمييزية إشراك النساء في مختلف الأدوار الاجتماعية، وبالتالي تمكينها في المجتمع.
– تنويه لجنة التحكيم: فيلم «غياب»، سيناريو وإخراج حسام المغربي، تمثيل غسان الدبس ومالك محمد وبشار أبو عاصي، وتدور أحداث الفيلم في دكان لتصليح الساعات، ويجسد حالات الفقد المفاجئ لبعض الأشخاص في حياة الساعاتي من منظوره الخاص، كنتيجة للحرب السورية.
– جائزة الجمهور: فيلم «100 ليرة» للمخرجين أريج دوارة ونور خير الأنام.
قد يهمك أيضًا: