القاهرة - صوت الامارات
يُعرف دائمًا أن وراء كل رجل عظيم امرأة، فهي عبارة تقتضي البحث عن تلك السيدة التي تقف وراء المسيرة الناجحة لهذا الشخص، لكن حينما يكون الحديث متعلقا بزعيم الكوميديا في الوطن العربي عادل إمام، فالأمر هنا مختلف؛ نجح عادل إمام الذي يحتفل الوطن العربي بعيده الـ 80، في كتابة تاريخ فني مستقل، عبر عدد كبير من الأعمال الفنية التي سيظل الجميع يتعلم منها على مدار سنوات، بعدما أصبح الزعيم بمثابة مدرسة فنية يشرف أي فنان أن يمر من خلالها.
ولأن الرحلة دائما ما يكون لها فرسانها، فهناك نساء لهن نصيب الأسد في رحلة عادل إمام الفنية، وعلى رأسهن تأتي والدته، تلك السيدة التي لم تكن تقرأ ولا تكتب، ولكنها بحسب حديث ابنها عنها كانت تمتلك حسا ثقافيا غريبا؛ وكان لها حضور خاص، يدفع الجميع إلى الوقوف احتراما لها حينما تدخل إلى المجلس، فيما كانت علاقتها بابنها الأكبر عادل لها طابع خاص.
وربما كانت دعوتها الأشهر هي السبب فيما وصل إليه زعيم الكوميديا، حيث كانت دائما ما تدعي له قائلة "ربنا يحبب فيك خلقه"، ورغم ارتباطها به لم يكن هناك مانع من تأديبه وقت الخطأ؛ ويذكر أن عادل إمام ما حدث حينما كان طفلا صغيرا، في طريق العودة بصحبة والدته وصديقتها، حينما شاهد البعض يدخلون إلى إحدى دور العرض السينمائية.
وقتها صمم الطفل على الدخول، خاصة أنه يشعر أن هناك بهجة تشع من داخل هذا المكان يرغب في استكشافها، لكن والدته رفضت الأمر لأنهم في طريق العودة للمنزل، وأمام إصرار الطفل وغضبه وبكائه، لم تجد الأم حرجا في ضربه بالحذاء من أجل تعليمه وتأديبه، كي يستمع إلى ما تقول، وهو الأمر الذي كرره والده بعد عودتهم إلى المنزل.
حينما توفيت والدة الزعيم كانت تعاني من المرض، ولم يكن هو يتمنى لها سوى الراحة، وكانت وقتها في المستشفى، حينما تلقى عادل إمام اتصالا يخبره بالأمر المفجع؛ وبعد تلقيه الخبر صلى ركعتين لله، ثم توجه إلى المستشفى ليجد والده يبكي، فدخل إليها عادل إمام لكنه لم يرغب في الكشف عن وجهها، ولم يبك.
وبعد مرور شهر على وفاتها، كان يقود سيارته في منطقة وسط العاصمة، ليقرر فجأة التوقف، ودخل بعدها في نوبة بكاء طويلة بعدما تذكر والدته، وعلم بشعور فقدانها، ليؤكد أنه افتقد أكبر وأغلى حب في حياته، ولن يوجد شخص يحبه مثلما أحبته أمه.
وقت وفاة والدته، أكد عادل إمام أنها توفيت وهي تدعي لزوجته السيدة هالة الشلقاني التي يطلقون عليها في المنزل لقب "العسكري الأبيض"، وهو ما فسره عادل إمام بأنها أم بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وذلك على الرغم من إجادتها للغة الفرنسية وانتمائها لطبقة أرستقراطية، حيث يتذكر وقت زواجهما حينما أخبرته قائلة "احنا أحرار دستوريين" في إشارة إلى عراقة عائلتها، فما كان منه إلا الرد مازحا "وأنا من ولاد عبد الناصر اللي ادوكوا بالجزمة على دماغكوا".
فلاحة مصرية تخرجت من كلية الحقوق، لكنها قررت التفرغ الكامل للمنزل، ووقت زواجهما كان الزعيم متخوفا من فكرة الزواج، وهل ستكون هي السيدة الأخيرة التي يعرفها، كما أنهما تزوجا دون علم عائلتها في البداية، حيث اعترضوا على عمله، ولكنها أصرت على الزواج منه، ومن وقتها وهو يدين لها بالكثير من الأمور.
اللقاء الأول جمعهما عن طريق الراحل سمير خفاجة، حيث كانت زوجته تقيم مع جدتها التي تسكن إلى جوار خفاجة، وكان عادل إمام يأتي بصحبة أصدقائه، وحينما كانت تنظر من النافذة كانت تجد بعض المعاكسات، إلا أن عادل إمام الوحيد الذي لم يقم بهذه الأمور، ومن هنا جاءت الشرارة الأولى؛ ومن الأم إلى الزوجة تأتي الابنة التي تتربع على قلب والدها، سارة عادل إمام تلك التي تحدث عادل إمام عنها كثيرا، وحكى في لقاء سابق كواليس زواجها.
حينما جاءت عائلة زوجها لطلب يدها، ووقتها كان هناك تخوف لدى عائلة الزوج، لأن والد الزوج كان ينتمي إلى جماعة الإخوان، والجميع يعرف موقف الزعيم من الجماعة.
وبمجرد وصول الأب أخبر عادل إمام أنه لا علاقة له بالسياسة، ولكنه منضم للجماعة منذ أن كان في الـ 19 من عمره، فما كان من عادل إمام إلا إخباره أنه عضو بحزب العمال والفلاحين الشيوعي المصري منذ أن كان في الـ 16، ليخبره قائلا "نقرا الفاتحة؟"، فأتما الزواج.
ابنته يرى أنها بالدنيا وما فيها وكذلك بناتها، وحينما كانت في شبابها كان حريصا على مصادقتها، حتى إنه في يوم من الأيام سألها قائلا "انتي مبتحبيش؟"، فأصابت الصدمة ابنته؛ لكنه أخبرها قائلا "أنا هكون أسعد واحد في الدنيا لما اعرف انك بتحبي"، وأوصى نجليه محمد ورامي أن يصادقا ذلك الشاب المرتبط بابنته، حتى بات فخورا بزواجه منها.
قد يهمك ايضا
عادل إمام يُيشيد بنجله رامي مخرج "فلانتينو" ويصفه بـ"رفيق النجاح"