الفنان الإماراتي محمد الهاملي

بألبوم غنائي بعنوان "جلسة صدى الماضي"، يؤكد الفنان الإماراتي محمد الهاملي، بشكل عملي أن "الأغنية الشعبية الإماراتية موجودة بقوة، سواء على الساحة المحلية، أو الخليجية، وقادرة على الاحتفاظ بجمهورها، وسط خيارات فنية وطربية عديدة، إذ طرح ألبومه الجديد الأربعاء، ليكون أول مشروعاته الفنية في عام 2017، الذي مازال يحمل العديد من المفاجآت الفنية"، على حد تعبيره.

وعلى الرغم من استعانته بمصطلح "جلسة"، الذي يشير إلى مجموعة أغان يتم تقديمها في أمسية أو سهرة احتفائية، ذكر الهاملي أن "جميع الأعمال التي يحتويها الألبوم أعدت بحرفية شديدة، وبأحدث التقنيات المعتمدة في مجالات التسجيل الصوتي والموسيقي".

وجدّد الهاملي قناعته بأهمية تعزيز حضور الأغنية الشعبية الإماراتية، أمام محاولات كثيرة لتغييبها، لأهداف تسويقية، مضيفاً "إن خصوصية اللحن الإماراتي التي تتكئ عليها موروث الأغنية الشعبية أفشلت الكثير من محاولات إضعافها"، موضحاً: "في كل مرة ومع كل تيار يدّعي تحديث الأغنية الإماراتية، كانت الأغنية الشعبية تعود أقوى وأكثر حضوراً".
وأعرب عن سعادته بأن تتصدّر أغنية "يا شوق" من كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قائمة أغنيات "جلسة صدى الماضي"، لافتاً إلى أن "قصائد المغفور له الشيخ زايد، كانت على الدوام بمثابة المعين الذي لا ينضب أمام الفنان الإماراتي، الذي يسعى إلى الاستفادة من موروث خصوصية الأغنية الشعبية المحلية".

وكشف الهاملي أن "جلسة صدى الماضي" تضم ثماني أغنيات شعبية منوّعة، من إنتاجه وتوزيع شركة "الإمارات للصوتيات والمرئيات"، من بينها: "يا شوق" من كلمات الشيخ زايد، طيب الله ثراه، و"قواميس العشق" من كلمات الشاعرة المها، كما تولى الهاملي في ألبومه الجديد عملية الكتابة والتلحين لبعض أغنياته، من أبرزها "اتخيرك"، و"صدى الماضي".

ووصف تجربة المزاوجة بين التلحين والغناء في بعض أغنيات الألبوم بالتجربة الاعتيادية بالنسبة لكثير من الفنانين الشعبيين، محيلاً إلى تعلقه وعشقه المبكر للعزف على آلة العود، الذي كان بمثابة البوابة الرئيسة له لخوض هذا الغمار. في حين اعتبر التعاون مع ملحنين آخرين، بمثابة فرصة مهمة أيضاً تسهم في إثراء الألبوم المنوّع، وتقدم للمستمع اتجاهات وأمزجة مختلفة في هذا الإطار.

وأشار الفنان الإماراتي إلى أن "قرار اعتماده على تمويل ألبومه الجديد بشكل ذاتي، جاء بمثابة (القرار الإجباري)"، مضيفاً: "هناك معوقات عديدة قائمة في هذا المجال بالنسبة لمطرب الأغاني الشعبية خصوصاً، وللمطربين عموماً في هذا التوقيت، في ظل تراجع شركات الإنتاج في الاعتماد على أرباح الألبومات الفنية، فضلاً عن الترويج لشائعات مفادها بأن جمهور الأغنية الشعبية في تراجع مستمر".
وتابع الهاملي: "مع وجود كثير من المعوقات في مجال الإنتاج الفني المرتبط بالأغنية، فمن دون شك طرح ألبوم كامل يعدّ بمثابة التحدي، الذي أتمنى أن يكون في مصلحة حضور الأغنية الشعبية الإماراتية".