غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
عمّت شوارع قطاع غزة مساء السبت أجواء من الفرح والبهجة العارمة لدى فوز الفلسطيني محمد عساف الليلة بلقب برنامج "آراب آيدول" الذي عرض عبر شاشة "mbc"، منتصراً على منافسه الفنان المصري محمد جمال، والفنانة السورية فرح يوسف ،حيث عمّت الأفراح الأراضي الفلسطينية وأراضي عرب 48 والشتات، وسط هتافات للفنان عساف وفلسطين، حيث تجمع مئات المواطنين الفلسطينيين
في المدن والمحافظات لمتابعة البرنامج والاحتفال بفوز عساف باللقب.
وتجمعت الجماهير الفلسطينية في الاستراحات الشعبية والفنادق والكافتيريات لمتابعة البرنامج، حيث نصبت شاشات العرض الكبيرة على شاطئ بحر غزة وفي ساحات رام الله وبيت لحم في الضفة الغربية وبعض مدن عرب 48 ثم خرجت مسيرات راجلة في شوارع القطاع ابتهاجاً بفوز عساف، فيما أطلقت الألعاب النارية بغزارة في سماء القطاع.
وأهدى عساف فوزه لأرواح الشهداء ولشعبه الفلسطيني ولكل حر في العالم والوطن العربي.ووجّه تحية لشعب فلسطين المناضل الذي ما زال يعاني من الاحتلال منذ ستين عاماً.
وقال عساف عقب إعلان النتيجة أنه منذ أن شارك في البرنامج لم يتوقع وصوله إلى النهائي مؤكدا أن ذلك بفضل الله ودعاء والديه.
وسلّم الفنان عاصي الحلاني النجم عساف هدية البرنامج وبارك الحلّاني لفلسطين وللوطن العربي، مؤكداً أن فلسطين هي حضن الوطن العربي.
ومنحته وكالة الأمم المتحدة لقب سفير للنوايا الحسنة وتسلم عساف درعاً تذكارياً من وفد الأمم المتحدة.
ومنحه الرئيس عباس أيضاً لقب سفير فلسطين للنوايا الحسنة ومزايا دبلوماسية لحمله الراية الفلسطينية في الوطن العربي والعالم وتم إعلان اللفتة الرئاسية بوجود السيد ياسر عباس الذي عانق عساف على المسرح وهنأه بالفوز.
الشعبية الكبيرة لعساف في فلسطين والوطن العربي حملته للفوز باللقب بعد منافسة قوية، خاضها عساف بكل إصرار ونجاح متألقاً بصوته الذي استطاع أن يتأقلم مع اللهجات كلها وأن يجمع أصوات ونجوم لمعت في سماء الفن.
وشهدت الحلقة النهائية من برنامج "آراب أيدول" حضور الفنان اللبناني عاصي الحلاني الذي ألهب بأغانيه الجماهير المشاركة في الاستديو، إضافة لمشاركة المتسابقين في وصلات غنائية مع الفنان الحلاني.
اللقب الذى حققه الفنان عساف ، وسط أجواء كرنفالية مبهرة تابعها وشارك فيها الملايين عبر شاشة (MBC) بعد أسابيع من الترقب والقلق عاشها المتسابقون وجمهورهم ، اللقب بدأ كنهاية جميلة مشتعلة بالفن والغناء لموسم حافل، وجاءت لحظات الترقب فى النهاية لتضفي إثارة لا نهائية على الحلقة، خصوصاً بعد انحسار المنافسة بين الفنان محمد عساف والمتسابق المصري أحمد جمال والمتسابقة السورية فرح يوسف .
واستطاع عساف الصمود في منافسة صعبة ولفت أنظار العالم العربي كله إليه بعد أن كان مجرد شاب يعشق الغناء، وأثار فوز عساف حالة سعادة غامرة فى الأراضي الفلسطينية والدول العربية والغربية، ألزمت الفلسطينيين تحديداً شاشة (MBC)، وأخرجتهم من حالة الإحباط السياسي والاجتماعي التي يعيشونها حالياً، واشتعلت المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك بتقديم التهنئة لـعساف والفلسطينيين جميعاً، بشكل يعيد إلى الأذهان حالة الفرحة التي كانت تعم أرجاء فلسطين عند فوزها بأي انتصار.
وأكد والد الفنان الفلسطيني محمد عساف أن ابنه المشارك في برنامج "آراب أيدول" محمد أبلغ الشركات الراعية لحفلاته في الأراضي الفلسطينية أنه يرفض تقاضي شيكلاً واحداً مقابل إقامته حفلاته في فلسطين.
وقال والده نقلا عن ابنه محمد "الشعب تكلف بما فيه الكفاية من خلال التصويت لي وأريد أن أفرحهم مجاناً دون أي مقابل".
وعلى مدى أربعة أشهر استقطب الشاب الأسمر النحيل محمد عساف اهتمام الشارع العربي، أطلقوا عليه ألقابا عدة، في كل مرة كان يغني فيها عساف كان قرار لجنة الحكم يثني عليه، ولعل أبرز ما قيل في الشاب الفلسطيني أنه صوت لا يتكرر إلا كل 500 عام مرة.
محمد عساف شاب تتلمذ في أزقة مخيم خان يونس ومارس هوايته في الغناء كما مارسها في الرياضة لكنه برع في الغناء أكثر، وقصة اشتراكه في البرنامج الشهير "آراب آيدول" قصة تُدرّس في أمهات الكتب، فكيف خرج عساف من غزة بحد ذاته قصة، وكيف وصل إلى داخل الفندق الذي تجرى فيه الاختبارات الأولية قصة أخرى، ثم كيف تصدق عليه شاب فلسطيني ببطاقته قصة ثالثة، وكيف وكيف وكيف قصص بحاجة إلى دراسة، إنها إرادة الفلسطيني الذي لا يعرف المستحيل.وخلال مسيرة عساف لم يدخل منطقة الخطر على عكس بقية المشاركين كما حظي عساف بدعم الشارع العربي عموماً والفلسطيني بشكل خاص، فكانت الأصوات تنهال عليه من كل حدب وصوب.