القاهرة - سهير محمد
أكدت راقصة فرقة رضا الأولى، والفنانة المعتزلة فريدة فهمي أنها عقب اعتزالها الرقص في أوائل الثمانينات، قررت أن تبتعد عن الفن وتعيش حياة هادئة مع أسرتها واختارت أن تكمل الدراسات العليا في مجال علم الشعوب، وهو ليس ببعيد عن الرقص وبالفعل حصلت فيه على الماجستير، مشيرة إلى أنها لم تحب التمثيل على الرغم من الأفلام الستة التى قدمتها سواء قبل تأسيس فرقة رضا، أو الفيلمان التي قدمتهما مع فرقة رضا وهما "أجازة نصف السنة" و"غرام في الكرنك".
وكشفت فريدة فهمي، في حوار خاص لـ"صوت الإمارات"، عن قرار اعتزالها والأعوام التي تلت هذا القرار قائلة: "بالتأكيد الشهور الأولى من الاعتزال كانت صعبة للغاية لكن مع الوقت وجدت أن هناك أشياء أخري مهمة من الممكن أن أبدأ حياتي معها، فمثلا شجعني زوجي علي رضا، أن أدرس والدراسة يكون لها طعم أخر بعد فترة الاعتزال وهناك في الجامعة التي درست بها لم يكونوا يعلموا أننى فريدة فهمي، بطلة فرقة رضا إلا بعد مرور شهور من الدراسة، لكن خبرتي أفادتني في مجال دراستي وبعد الماجستير قررت العودة إلى مصر، لأن زوجي في هذا الوقت كان توفى ووالدتي أصبحت محتاجة لي في هذا السن، وبعد وفاتها أصبحت الحياة صعبة، فسافرت إلى دول كثيرة للتدريس لكن مع التقدم في السن أصبحت لا أحب الخروج من المنزل.
وأشارت فريدة، أن لوالدتها تأثير قوي في تشكيل شخصيتها، حيث تعلمت منها كيف تصبح زوجة وست بيت كما تعلمت منها النظام والدقة وحب الرقص، علاوة على أنها كانت مسؤولة عن تنفيذ ملابس فرقة رضا، وكانت أم لكل أعضاء الفرقة بحنيتها
وأضافت الفنانة المعتزلة، أنها تقضي معظم وقتها في البيت، وقالت : "من وقت لأخر اكتب مقال في الموقع الخاص بي باللغه الإنكليزية للأجانب وليس لي هوايات سوي القراءة، فأنا أعيش حياة هادئة وأحاول لا أقلق نفسي بشيء يضغط على خاصة أننى طول فترة عملى في فرقة رضا كان هناك شيء أقوم به حتى أكون قضوة لباقي بنات فرقة رضا، لذلك لا أحاول أكون ملتزمة بشيء الآن حتى ولو كان هواية.
وأوضحت راقصة فرقة رضا، أنها حزينة على المستوي الذي وصلت إليه فرقة رضا حيث يجهل العاملين بها تاريخ الفرقة وبدل ما يكملوا ما بدأه المبدعين على ومحمود رضا ينحدروا بمستواها وهذا جعلها تتطالب بإلغاء الفرقة حفاظا على تاريخها.
واعتبرت فريدة، أن التكريم الأبرز في حياتها كان تكريم الرئيس جمال عبدالناصر لها وللفرقة في أواخر الستينات، بعد النجاح التى حققته فرقة رضا ووصلت بفنها ومحليتها لكل العالم لكن بعد أعوام تفشي فكر الموظفين والروتين الذي أوصل الفرقة لهذه الحالة وأعتقد أن الدولة قصرت في حق فرقة رضا في الثلاثين عامًا الأخيرة.
وبخصوص أسباب عدم وجود أفلام أخري لفرقة رضا بخلاف "غرام في الكرنك "و" أجازة نصف السنة " قالت: "علي رضا كان لديه مشاريع لأفلام كثيرة لكن الروتين والبيرواقراطية سبب عدم خروج هذه الأفلام للنور".
وعن رأيها في برامج اكتشاف المواهب التي انتشرت في الأونة الأخيرة قالت فريدة: "لما تيجي تعملي مسابقة في الغناء هناك قواعد معينة من الممكن أن تحكمي على المتسابقين من خلالها لكن بالنسبة للرقص فالأمر مختلف فهو ليس له قوانين ويعتمد على التلقائية فكل راقصة لها شكل ولا نسطيع عمل مسابقة في التلقائية".
وأبدت الفنانة، استيائها من إساءة بعض الراقصات لمهنة الرقص بسبب تصرفاتهم الشخصية مشيرة إلى مهنة الرقص مهنة سامية بدليل أن الناس كانت تحب فرقة رضا والجمهور يري نفسه فيها.
وتحدثت فريدة فهمي عن أبرز الحفلات التي قدمتها بصحبة فرقة رضا قالت : "عتز بالعروض التي قدمنها للجنود على الجبهة أيام حرب الأستنزاف كذلك العروض التي كانت تقام لضيوف الرئاسة في عصر عبدالناصر والسادات وعموما كنت أحب الرقص على المسرح في أى مكان داخل أو خارج مصر.
وبشأن إمكانية عودتها للفن قالت فريدة: "أن هذا الأمر صعب جدا وقرار الاعتزال نهائي، ورفضت فكرة كتابة مذكراتها أو حتى تقديم حياتها في عمل فني وقالت: "حياتي معروفة للجميع ولا يوجد بها أسرار اكشفها".