دبي ـ صوت الامارات
يختلف الفنان جابر نغموش عن سواه من غالبية نجوم الصف الأول في الدراما العربية والخليجية، بأنه لا يعيش على أمجاد الماضي، فهو لا يستعيد في أحاديثه بعض أعماله المهمة، مثل "حاير طاير" و"طماشة" و"حظ يا نصيب" وغيرها، بل يقف دوماً عند أحدث محطاته، مستمعاً بأذنين مفتوحتين، أكثر من كونه متحدثاً.
لذلك فنغموش، الذي دخل الموسم الرمضاني، هذا العام، بمسلسل "مكان في القلب"، لا يخفي تطلعه للنقد الفني البناء، وغير المجامل، لأدائه في دور "بارود"، خصوصاً في مسلسل "مكان في القلب"، وهو العمل الذي يستأنف به ثنائيته التي تجمعه بكاتب النص والمشرف العام على العمل، الفنان سلطان النيادي، الذي اختصر تبرير استمرار تعاونهما بقوله "سلطان فاهميني.. وفاهمنه".
بينما رأى نغموش أن تميز شخصية "بارود" التي يؤديها تعود لفريق كامل يشاركه العمل. وقال إن "جنوداً معلومة بإبداعها وليست مجهولة تصنع شخصية بارود عبر مسلسل مكان في القلب الذي يعرض يومياً بعد الإفطار على شاشتي دبي الأولى وسما دبي".
وشدّد نغموش في حواره مع "الإمارات اليوم" على ضرورة أن يكون النقد والتحليل بعيداً عن كيل المديح، والثناء غير المبرر، مضيفاً: "لا أريد استعارة العبارة المدرسية: (اذكر مع التعليل)، ولكن أطالب من يُثني على العمل، قبل سواه، أو يرى أن (مكان في القلب) دراما مميزة، أن يذكر لنا أسباب ذلك، ومكامن الحسن الفني فيه من وجهة نظره".
وتابع: "أضلاع العملية الفنية ليست إنتاجاً وممثلين وفنيين فقط، بل نقاداً ومحللين وذوي آراء تثري تجربتنا الدرامية عموماً، ودون اكتمال تلك الأضلاع، فإن الحديث عن أي تجويد درامي يظل مجرد أمنيات".
وأضاف نغموش "باختصار شديد فقد دقت وحانت ساعة النقد البناء لدراما رمضان خصوصاً، باعتباره الموسم الأبرز أو الأوحد للإنتاج الدرامي، على الرغم من أن ظاهرة الموسم الواحد نفسها بحاجة إلى مزيد من التحدي، لكن هذا هو واقع المشهد الدرامي المحلي الحالي".
وبعبارة: "ما حد يقول على الدبس ماله حامض"، أجاب نغموش عن سؤال حول مدى رضاه عن "مكان في القلب"، من بين خارطة أعماله الأخيرة، مضيفاً: "لا نصنع أعمالاً درامية كي نقوم بامتداحها، ومن وجهة نظري فإن أسوأ ما يقوم به الفنان هو الترويج أو التسويق المجاني لعمله، فلا أحد يمكن أن يستشف بأن العمل الذي يشارك فيه هو الأقوى أو الأفضل، لأن المقياس الحقيقي للحكم على الأعمال يبقى للجمهور، الذي حتماً سيفرز غث الأعمال من ثمينها".
لكن نغموش يدعو في المقابل إلى الالتفات لأدوار سائر زملائه الفنانين الذين شاركوه في العمل، على اختلاف شهرتهم "لا أؤمن بمقولة بطولة مطلقة وحتى دوري (بارود) لا يمكن أن أنسب تفاصيل شخصيته لنفسي، فهو دور أسهم في إبرازه الكاتب والمخرج وأيضاً كل الممثلين الذين قاموا بأدوار أخرى، لأن العمل الفني جماعي بطبعه، وبأداء كل منا تتضح وتبرز الشخصيات الفنية التي يقوم بها الآخر".
واستمر نغموش في دوره "بارود" على نمطه التمثيلي العفوي الذي أصبح بمثابة عملة غير سائدة برحيل أسماء تستدعي بمجرد حضورها على الشاشة المسحة الكوميدية الساخرة، لذلك لم يحتج المخرج باسم خالد شعبو سوى أن يتابع حركته وردة فعله، التي تكتسب قدرتها الكوميدية من أداء نغموش نفسه، لذلك جالت الكاميرا في مشهد كامل خلف قدمي "بارود" الحافيتين، وهو يستعد للانتقام من راعي المزرعة الفنان أحمد الأنصاري، في حين جاءت جلساته الأسرية التلقائية، مفعمة بروح الدعابة، حتى وإن لم ينبس ببنت شفة.
وبالإضافة إلى سلاسة النص، والابتعاد عن التعقيد، الذي قرب المسلسل من صيغة "السيت كوم" في بعض الحلقات، جاء اختيار مواقع التصوير والديكور، ليحيل المشاهد إلى خصوصية فترة الثمانينات ومطلع التسعينات، وهو تصور في السيناريو والاخراج تواءمت معه تماماً طلات الشخصيات، وعباراتها المستخدمة، وتفاصيلها الصغيرة.