صناعة السينما

تسببت غرفة صناعة السينما في إحداث ارتباك لدى عدد من المنتجين الذين كانوا يأملون في عرض أفلامهم عبر المنصات الإلكترونية محلياً وعالمياً.
أوقع قرار غرفة صناعة السينما المصرية صناع الأفلام في حيرة من أمرهم، بعدما قررت اقتصار العرض الأول للأفلام السينمائية على قاعات العرض السينمائي، وهي الخطوة التي جاءت بعد طرح فيلمي "الحارث" و"صاحب المقام" عبر منصة شاهد، واستعداد المنصة لعرض مجموعة من الأفلام المصرية خلال الفترة المقبلة.
وقال مدير غرفة صناعة السينما المصرية، سيد فتحي، إن المنتجين الذين سيقومون بعرض أفلامهم على المنصات الالكترونية أولاً لن يسمح لهم بعرض أفلامهم في الصالات، مشيراً إلى أن القرار تنظيمي وهدفه مصلحة دور العرض، لأن الجمهور لن يذهب إلى مشاهدة أفلام فيها بعد عرضها على منصات الكترونية.
وأكد أن تلك المنصات لا يمكنها شراء عمل تجاري ضخم للعرض من خلالها، لاسيما أنها تفتقد الجماهيرية التي صنعت من أجلها هذه الأفلام، الأمر الذي ظهر بشكل واضح في الفترة الماضية، لافتا إلى أن المسألة متروكة للمنتجين لاتخاذ قرارهم، سواء بالعرض الأول على شاشة المنصات، أو العرض بالصالات السينمائية.
«صاحب المقام»
وبحسب الإعلانات الرسمية لصناع فيلمي "الحارث" و"صاحب المقام"، فإن كليهما سيُعرض بدور العرض السينمائية حتى يتمكنا من المنافسة على الترشح بقوائم الأفلام المصرية التي يتم اختيار فيلم منها لتمثيل مصر في الأوسكار، إضافة للتسجيل كأفلام سينمائية، وهو ما لم يتم حتى الآن رسمياً، بالرغم من الجدل الكبير الذي صاحب عرضهما، لاسيما فيلم "صاحب المقام".

وكان يفترض أن تُعرض هذه الافلام بالأساس على شاشة السينما بشكل اعتيادي، لكن أزمة فيروس كورونا والإجراءات التي تم اتخاذها بإغلاق دور العرض قبل أن يعاد فتحها بنسبة حضور لا تتجاوز 25 بالمئة، دفعت المنتجين إلى التخوف من طرح أفلامهم، الأمر الذي جعل موسم عيد الاضحي لا يستقبل أكثر من فيلم واحد فقط، بينما بدأ المنتجون في طرح افلام بميزانيات محدودة ومتوسطة.
من جانبها، أكدت المنتجة والموزعة إسعاد يونس (مالكة الشركة العربية للتوزيع) في تصريحات سابقة، ضرورة الحفاظ على طقس الذهاب للسينما، خاصة أن مسألة العرض على المنصات الالكترونية تأتي على حساب دور العرض التي تتعرّض لخسائر كثيرة في الفترة الاخيرة، ليس فقط بسبب نسبة الإشغال المتدنية نتيجة الإجراءات الاحترازية، لكن أيضا لارتفاع كلفة التشغيل.
وأكدت يونس أن طرح الأفلام الجديدة بالصالات هو السبيل الوحيد من أجل استعادة دور السينما قدرتها على تغطية نفقاتها بشكل كامل، مشيرة إلى أن الإجراءات الاحترازية المتبعة تشجع الجمهور على الذهاب للسينما من دون تخوفات.
انتعاشة قوية
من جهته، تطرق نائب رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، المنتج هشام عبدالخالق، في حديثه إلى وجود مشكلة قاسية نتيجة الإجراءات التي تم اتباعها خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى تضرر صناعة السينما بصورة جعلتها أقرب للاحتضار، بعدما كانت قد حققت انتعاشة قوية خاصة على مستوى الإيرادات العام الماضي. وأكد الناقد طارق الشناوي أن قرار غرفة صناعة السينما خاطئ من حيث التوقيت، لأننا نمر بفترة استثنائية نتيجة أزمة فيروس كورونا، مشيراً إلى أنه لا يمكن فرض قوانين بالفترات الاستثنائية التي يتعرض فيها الجميع لمشكلات نتيجة الظروف المستجدة. وأضاف أن القرار كان يمكن اعتباره منطقياً لو اتُّخذ في توقيت عادي وفي ظروف يكون لدى المنتج فيها رفاهية اختيار جهة العرض، مؤكدا أن المنصات الالكترونية ستعمل على إنتاج أفلام خاصة بها تعرض أولاً من خلالها، وهو قامت بها نتفليكس وستقوم به المنصات العربية أيضاً.
وأشار إلى أن نجاح تجربة "صاحب المقام" وما حققته من مردود مالي يغطي كلفة العمل شجعت على تنفيذ خطوات مماثلة، لافتا إلى أن الأفلام التي ستنفذها المنصات الإلكترونية ستكون بميزانيات صغيرة أو متوسطة قبل أن تتجه لتقديم أعمال ضخمة انتاجيا.

يــهمك أيــضاً:

"لوكا" دراما أنيميشن تحتفي بصداقة الطفولة والثقافة الإيطالية

 

الموسيقيين تنضم لغرفة صناعة السينما بخصوص أزمة الشرنوبي وسارة الطباخ