دبي – صوت الإمارات
كشف "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، أمس الخميس، عن الدفعة الثانية من الأفلام المشاركة في برنامج "المهر الطويل" للأفلام الروائية وغير الروائية، في الدورة الـ 12 للمهرجان، حيث يقدّم هذه الأفلام مخرجون موهوبون شباب ومخضرمون من منطقتنا العربية، يستعرضون الثقافات المحلية في بلدانهم، لتعكس واقع الحياة الحافل والمتنوع في العالم العربي.
قال المدير الفني لـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي" مسعود أمرالله آل علي: «لقد تطوّر برنامج (المهر الطويل) في (مهرجان دبي السينمائي الدولي) بشكل كبير، منذ انطلاقته في عام 2006، وأصبح يشكّل ثقلاً مهماً في مسار الأفلام العربية. كما أعتقد أنه من المُشجّع أن نرى العديد من الأفلام الرائعة بتوقيع مخرجات، إضافة إلى تكريم هذه الأفلام عالمياً، وهذا يدلّ على تنوع وجهات النظر التي تقدم في السينما عن المنطقة.
قال مدير البرمجة العربية في "مهرجان دبي السينمائي الدولي" أنطوان خليفة: "تقدم الدفعة الثانية من الأفلام المشاركة في مسابقة (المهر الطويل) للأفلام الروائية وغير الروائية، حيويةً وثراءً في المحتوى، وهذا ما نتوقعه من هذه المنافسة. سيضم كل فيلم من هذه الأفلام شيئاً فريداً لابد أنه سيلفت انتباه جمهور (مهرجان دبي السينمائي الدولي)، نحن متأكدون أن الأفلام المشاركة هذا العام، من مختلف أنحاء المنطقة، ستعزز السمعة المميزة لمسابقة المهر، وستقدم دفعاً إضافياً للأفلام العربية للوصول إلى العالمية".
تتضمن القائمة فيلم المخرج الفلسطيني الحائز جوائز، كمال الجعفري، الذي يُعرف بشغفه بتقديم شخصيات من مجتمعات فلسطينية، من خلال سرد وثائقي مغاير لحكايات وذكريات شخصية. هذه المرة يحاول الجعفري أن يدفع بالمتفرج للتماهي مع شخصيات فيلمه الجديد "في الداخل"، اعتماداً على مشاهد مصورة تعود إلى الستينات والتسعينات من القرن الماضي. كما يدعو الجعفري الجمهور لمشاهدة الواقع بعينيّ بطل الفيلم، مع عودته إلى يافا. وسيتمكّن المشاهد من التعرّف إلى ذكريات هذه المدينة، وذكريات الأشخاص الذين يقطنونها.
ويقدّم المخرج الأردني رفقي عساف، فيلمه الروائي الطويل الأول، بعنوان "المنعطف"، حيث يُعرض عالمياً لأول مرة في "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، هذا العام. وتتمحور قصة الفيلم حول راضي، الذي يعيش في شاحنة فولكسفاغن صغيرة وقديمة، ويلتقي بثلاثة أشخاص غرباء، يتفق معهم على إيصالهم إلى وجهاتهم. ورغم صغر هذه الشاحنة إلا أن كل شخصٍ من هؤلاء الأربعة يدرك أنهم جميعاً على مفترق طرق في حياتهم الشخصية، وأن هذه الرحلة ستكون بمثابة تحدٍ روحي يحتاجونه لوضعهم على الطريق الصحيح مرة أخرى.
وتقدّم المخرجة المصرية هالة خليل فيلمها "نوارة"، في عرض عالمي أول، تروي فيه الأيام الأخيرة من عمر نظام حسني مبارك. ونوارة هي شابة تعمل خادمة لأسرة على اتصال جيد مع أفراد من النظام القديم. وبعد أن استشعرت هذه العائلة التحول في مصر، قررت السفر من البلاد وترك نوارة وحيدة لرعاية منزلهم الفاخر أثناء غيابهم. يكشف هذا الفيلم أحداث الأيام الأخيرة التي سبقت انهيار النظام، ووضعت مستقبل مصر على المحك، حيث يسعى بعض الأشخاص للانتقام ممن كان في رأيهم سبباً لسنوات القهر والفقر.
المخرج التونسي فارس نعناع يقدم فيلمه الروائي الأول "شبابك الجنة" في "مهرجان دبي السينمائي الدولي" في عرضه الدولي الأوّل. ويحكي قصة سامي وسارة، وهما في الثلاثينات من العمر، ويعيشان حياة هادئة وسعيدة إلى أن تواجههما إحدى المصائب، ويتأرجحان بين فقدان الأمل والإحساس بالذنب والرغبة في العيش وإعادة بناء حياة جديدة. الفيلم حصل على دعم من "إنجاز".
وكذلك تأتي مشاركة المخرجة اللبنانية جيهان شعيب، حيث تقدم فيلمها الروائي الأول الذي يحمل اسم "روحي". تترك ندى، راقصة الباليه الشابة، باريس وتعود للمرة الأولى إلى بلدها لبنان الذي غادرته منذ الصغر. تعود لاكتشاف بيت العائلة المهجور الذي دمّرت قذائف جزءاً منه، وتحوّلت حديقته إلى مكبّ نفايات. تقرر الاستقرار في هذا المكان الذي يعجّ بذكريات الطفولة، وتحدّد مهمة لنفسها: العثور على جثة جدها الذي اختفى في الحرب الأهلية. تقودها رحلتها عبر الأراضي اللبنانية إلى اكتشاف أساطير وأسرار في مغامرة داخلية لشابة تبحث عن هويتها.