القاهرة- سهير محمد
أثار فيلم "الليلة الكبيرة" حالة من الجدل والاختلاف في الرأي فور عرضه ضمن فعاليات الدورة الـ37 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؛ حيث اختلفت الآراء بشأنه ما بين الإشادة والنقد السلبي، فهناك من يرى أن هذا العمل يقدم حالة روحانية عالية جدًا سببها الإنشاد الديني الموجود خلال الأحداث والذي يتكامل مع القصص الإنسانية للأبطال، ورأي آخر يرى أنه على الرغم من أن هذا الفيلم يعتبر استكمالًا لثلاثية "الفرح" و"كباريه" و"ساعة ونصف" إلا أنه أقلهم قوة، ولكن هذا لا يمنع من وجود فنانين لمعوا خلال الأحداث وعلى رأسهم أحمد رزق، وصفية العمري، وأيتن عامر.
وفي البداية تحدث المخرج سامح عبدالعزيز عن هذا العمل قائلاً: زرت أنا والمؤلف أحمد عبدالله أكثر من 20 مولدًا على مستوى جمهورية مصر العربية؛ حيث يوجد أكثر من 890 ضريحًا بجانب 500 مولد مسيحي بخلاف الموالد اليهودية، ومن خلال هذه الزيارات وجدنا الكل يتقرب من أولياء الله الصالحين من أجل تحقيق مطالبهم الدنيوية وقد حاولت رصد المشاعر الإنسانية لهذه الحالة.
وأشار عبدالعزيز إلى أن شخصيات الفيلم متقلبة مثل موج البحر ورغم سلبياتها فإنني أرى أنها سوية جدًا، مضيفًا: وبشأن سر اختيار عمرو عبدالجليل لأداء دور المنشد وتركيب صوت المطرب ممدوح بيرم على صوته فأنا كنت أرى في عمرو أداءً جيدًا لهذه الشخصية وأعتقد أن عمرو حظي بإعجاب الحاضرين للعرض بخفة ظله.
أما المؤلف أحمد عبدالله فقال: الصراع بين الصوفية والسلفية صراع أبدي ولم نقدم هذا الصراع في الفيلم بشكل سطحي ولكن بعمق وهذا أصابني بالإرهاق الشديد لاسيما أن العالمين مختلفين تمامًا وأعتقد أن شخصيات الفيلم لم تكن مشوهة.
وأكد مدير التصوير جلال الزكي أنه على الرغم من أنه قدم مع سامح عبدالعزيز ثلاثية "الفرح" و"كباريه" و"ساعة ونصف" إلا أنه يعتبر "الليلة الكبيرة" أصعبهم بسبب استخدامه النور والمؤثرات البصرية في كل منطقة في المولد بشكل يجعل المشاهد يصدق كل ما يراه، مشيرًا إلى أن أصعب المشاهد التي واجهته كانت مشاهد المقام لأن كل شخصية ولها لونها.
من جانبها، ذكرت الفنانة سمية الخشاب أنها سعيدة بمشاركتها في الفيلم مع هذا الحشد من النجوم الكبار، ومن ناحية أخرى يمثل هذا الفيلم عودة قوية لها للسينما بعد غياب طويل، معتبرة أن شخصية لاعبة الأكروبات من الأدوار الصعبة ما جعلها تتدرب على لعبة رمي السكاكين شهرين من أجل مشهد واحد تقدمه مع الفنان محمد لطفي ورفضت الاستعانة بدوبلير وعرّضت حياتها للخطر حتى يكون هناك مصداقية في الشخصية.
وتحدثت الفنانة وفاء عامر عن مشاركتها في هذا العمل قائلة: أرى أن الفيلم استطاع أن يقدم للجمهور رسائل مهمة عجزت أجهزة الدولة عن توصيلها وأعتبر تقديم شخصية الأم والجدة بداية مرحلة جديدة في عمري.
وأضافت الفنانة زينة: مساحة دوري قد تكون ليست كبيرة لكني لم أشعر للحظة بصغر الدور؛ لأن العمل قائم على البطولة الجماعية، فسر إعجابي بشخصية الزوجة التي تتمنى أن تنجب من زوجها ولدًا بعد 3 بنات وتدفع حياتها ثمنًا لذلك، وهي تلك الرسالة التي تقدمها الشخصية.
وأشارت زينة إلى أنها لم يكن لديها حرية الاختيار في الشخصية التي تقدمها، لكنها اقتنعت بالدور بجانب أن التواجد في عمل سينمائي بحجم وجودة "الليلة الكبيرة" أمر مهم حتى ولو مساحة الدور صغيرة في ظل الحالة التي تمر بها السينما في مصر.
هذا وأكدت الفنانة صفية العمري أن الفيلم يمس قصصًا كثيرة عن رواد الأضرحة ولديهم رغبة في التقرب لله عن طريق أولياء الله الصالحين الذين يتباركون بقربهم منهم.
وذكر الفنان وائل نور، الذي يعود للسينما بعد غياب 10 أعوام: عندما عرض عليّ المخرج سامح عبدالعزيز الشخصية أعجبت بها وتمنيت ألا يحدث شيء يدفعني للاعتذار؛ لأنه مهم أن أعود بعمل ناجح ومع كوكبة من النجوم وسعدت جدًا لأنهم يحترمون تاريخي.