دبي – نبيل طه
لا يخفي الفنان الكويتي نبيل شعيل شعوره بالقلق مما يحدث على الساحة الفنية العربية من تقلّبات تجعله يطيل التفكير في الأحداث التي تمر بها المنطقة بشكل عام، وفي المقابل، يرى «بلبل الخليج» أن الأغنية الخليجية تتربع حالياً على القمة وتعيش عصرها الذهبي عربياً.
وأوضح شعيل في حوار مع «الإمارات اليوم» عن الحاصل في الساحة الفنية العربية بشكل عام: «لقد بات هذا الأمر يشغل كل تفكيري في الفترة الحالية وهذا ما يجعلني قلقاً بشأن بعض الأمور الفنية التي أصبحنا نعيشها اليوم، لهذا السبب أنا باقٍ في حالة من الترقب التي تجعلني بعيداً عن الانجراف في هذا الطقس الفني غير المستقر، مفضلاً التريث والنظر بحيادية لما أراه أمامي غير واضح ومفهوم، ومع ذلك فإن الفنان مطالب بالاستمرارية في العمل وعدم التوقف عن تقديم ما يعتقد أنه يسعد الجمهور ويرضي ذائقته».
دور الفن
حالة القلق هذه انعكست على خيارات نبيل شعيل حين يتحدث عن دور الفن وقيمة الخيارات الفنية السليمة التي جعلته اليوم أكثر انتقائية وترتيباً سواء في اختيار الأغاني الجديدة التي ينوي تقديمها للجمهور، أو المشاركات في مختلف المهرجانات التي يطل فيها شعيل على جمهوره الخليجي والعربي لتقديم فنه الذي وصل إلى كل الأذواق بفضل خامة صوته وطريقته الخاصة في الغناء على مدى العقود الماضية التي سبقت فترة التقلبات الحالية، والتي يصفها شعيل بالقول: «أعترف بأن خياراتي أصبحت في هذه الفترة أكثر انتقائية، لهذا السبب أنا مع النظام الجديد الذي اعتمدته (روتانا) أخيراً، والقاضي بإصدار ثلاث أغنيات كل ثلاثة أشهر، لأن هذه الفلسفة الجديدة ستسهم بشكل جيد في إعطاء الأغاني حقها من الاهتمام والتقدير لدى الجمهور، إضافة إلى أنها تحفظ جهود الفنان وفريق العمل، ولا تظلم أغنية على حساب أخرى، كما كان يحدث في السابق في حال إصدار ألبومات الـ12 أغنية».
وأضاف عن هذه التجربة الجديدة: «نحن الآن بصدد تجديد العقد الفني مع الشركة المنتجة وسنقوم باختبار هذه التجربة الجديدة لعام كامل وفي حال عدم تقبل الجمهور لها نحن عازمون على العودة إلى النظام الفني القديم للألبومات الطويلة».
مصدر استقطاب
بحماس واضح وبلغة تشي بقدر كبير من الثقة، يتحدث المطرب الكويتي عن مستقبل الأغنية الخليجية التي تتربع برأيه حالياً على القمة، وتعيش عصرها الذهبي الذي مهد لانتشارها عربياً، وجعلها مصدر استقطاب الجمهور العربي، ومحور اهتمامه، على الرغم من معضلة الأصوات الجديدة فيها، التي يرى شعيل أنها تستعجل الوصول إلى الشهرة.
وقال: «للأسف تحول الغناء إلى مهنة من لا مهنة له، خصوصاً مع ظهور عدد من الأسماء الفنية الدخيلة على الخط، وتقديمها لمجموعة من الأعمال التي لا يمكن وصفها أو إدراجها ضمن خانة الأعمال الفنية الراقية التي تستحق الاهتمام، وأظن أنها ظاهرة جديدة اعتقد من خلالها البعض أن الغناء هو الوسيلة الأسرع للثراء والنجومية في الوقت الذي يجب أن يكون الفن بحثاً دائماً عن الإبداع الذي يجعل الفنان مسكوناً بفنه، وراغباً في إيصال رسائله إلى الجمهور، وهذا ما سأعتبره دوماً شرطاً من شروط نجاح الفنان ونجوميته التي يكفلها عمله المتواصل وجديته في هذا المجال الشاق والمضني».
وتابع: «ما يحدث اليوم لا علاقة له بالفن، ولو نظرت إلى مسيرة أي فنان ناجح لا ترى إلا ثمرة جهده وصبره على متاعب الطريق قبل أي شيء آخر، وهذا ما يحسب للفنان الحقيقي الذي تكون الشهرة والنجومية لديه استحقاقاً فعلياً