القاهرة - شيماء مكاوي
اتجه العديد من الفنانين في الآونة الأخيرة إلى مجال الإعلام ولكن الأمر أصبح ظاهرة واضحة عقب تقديم العديد من الفنانين برامج تلفزيونية أمثال الفنانة رانيا محمود يس، والفنانة هالة فاخر والفنانة نهال عنبر والفنانة إسعاد يونس والفنان أحمد فلوكس والمطرب هشام عباس وغيرهما، ولكن أن يقدم الفنان برنامجًا سياسيًا يناقش مشكلات المجتمع المصري هذا ما يجب أن يستوقفنا.
وتحدث أستاذ الإعلام الدكتور محمود خليل، لـ"صوت الإمارات "، أن اتجاه الفنان للإعلام أمر تكرر كثيرًا ومنهم من ينجح ومنهم من يفشل ومن ينجح يستمر ومن يفشل لم يكرر التجربة مرة آخرى، ولكن الجديد في الأمر أن بعضهم اتجه إلى تقديم برامج جادة تناقش مشكلات المجتمع المصري وهذا الأمر حدث مع الفنانة رانيا محمود يس عندما قدمت برنامج توك شو وكذلك الفنانة هالة فاخر وهو الأمر الذي يستوجب أن نتحدث عنه.
وأضاف أستاذ الإعلام، أن تقديم الفنان للبرامج الجادة أحيانًا ينجح إذا كان الفنان لديه الموهبة الحقيقية والقدرة على تقديم تلك النوعية من البرامج السياسية ولكن بالنسبة للمشاهد قد يكون الأمر مختلف، فالمشاهد يعتاد أن الفنان إذا قدم برنامج تلفزيوني يكون من نوعية البرامج خفيفة الظل أو المنوعات أو البرامج الفنية والتي تتناسب مع ميوله وموهبته الحقيقية، ولكن قد لا يتقبل تقديم الفنان للبرامج السياسية ويعتبرها "فورمة" لا تتناسب معه وشخصيته وموهبته الفنية، خاصة إذا استمر هذا الفنان يمارس مهنته الرئيسية مع تقديمه تلك البرامج هنا يحدث نوعٌ من التشويش للمشاهد وأحيانًا يصل الأمر إلى عدم مصداقية الفنان واعتبره يقدم دورًا من أدواره في التمثيل.
وأوضح أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود علم الدين، أن من حق الفنان تقديم برامج طالما لديه القدرة والموهبة الإعلامية، فتقديم البرامج موهبة مثلما الفن أيضًا موهبة، مردفًا "في الغرب هناك العديد من الفنانين من يقدموا برامج إعلامية ولكن الجديد والمستحدث هو ممارسة الفنان لمهنة الإعلام الجاد وهذا يتوقف على مدى براعة هذا الفنان في تقديم تلك النوعية من البرامج".
وتابع علم الدين حديثه أن مناقشة الأمور السياسية ومشكلات المجتمع تحتاج إلى خبرة طويلة في المجال الإعلامي وليس فقط القدرة على مواجهة الكاميرا، بل تحتاج أيضًا إلى وقت طويل من القراءة والمعرفة ومتابعة جيدة للأخبار لحظة بلحظة حتى يكون لديه خلفية من خلالها يستطيع المناقشة الجادة والموضوعية لذا يحتاج الأمر إلى التفرغ لتلك المهنة الشاقة، موضحًا أن الإعلامي الذي يقدم برنامجًا سياسيًا يؤدي دورًا كبيرًا للغاية يتمثل في توجيه الرأي العام والتأثير فيه لذا فالأمر في غاية الأهمية.
وأشار إلى أن تقديم برامج ترفيهية ومنوعات من قبل الفنانين أمر لا يمثل خطورة ولكن تقديم برامج سياسية أمر يستوجب الوقوف عنده ومناقشته مناقشة جادة حتى لا نقع في مشكلة كبيرة لا حصر لها.
وذكرت الناقدة ماجدة موريس، أن ظاهرة اتجاه الفنان لمجال الإعلام تكرر كثيرًا ولا نريد مناقشة هذا الأمر ولكن اتجاه بعض الفنانين لتقديم برامج سياسية هذا الأمر قد يتقبله المشاهد ويعتبر هذا الفنان بارعًا ولديه الموهبة الحقيقية ولكن قد يرفضه البعض ويعتبر أن هذا الأمر لا يمكن أن يحقق نجاحًا أو أن يلقى قبولًا خاصة أن هذا المشاهد قد تابع هذا الفنان في أعمال رومانسية وآخرى إجتماعية وغيرها من الأدوار فليس من المنطقي أن يتقبل منه أن يكون إعلامي سياسي.
وأضافت أن الفنان يتناسب معه الموضوعات المتنوعة مثل الموسيقى والفن والمسابقات ولكن أن نشاهد هذا الفنان يقدم برنامجًا عن الجريمة ومناقشة ما يحدث وراء القضبان ويأتي بأم ذبحت أطفالها ويكشف ماذا حدثت الجريمة أو أن يقدم الفنان في أول خطوة له إعلاميًا برنامج " توك شو" أو يناقش المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري أعتقد هذا الأمر يحتاج إلى إعلامي متخصص في تلك النوعيات من البرامج حتى لو نجح هذا الفنان في تقديم تلك النوعية فلا يمكن أن يتقبل منه بعد ذلك أدوار فنية خفيفة أو كوميدية فإما أن يستمر في هذا الخط ويترك الفن وإما أن يترك تلك النوعية من البرامج ويتجه لتقديم نوعيات آخرى تتناسب مع وظيفته الأساسية وهي " الفن " فعلى الفنان أو المطرب أن يتذكر مهنته الأساسية قبل أن ينتقل إلى مهنة آخرى وأن يكون هناك نوع من التوازن بين هذا وذاك حتى لا يفقد شعبيته وجمهوره الذي يحبه.