أبوظبي ـ سعيد المهيري
أعرب الرئيس التنفيذي للهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار، دومينيك جيرمي، عن إعجابه بما حققت دولة الإمارات من إنجارات في المجال الاقتصادي في وقت قصير ورأى أن الإمارات خطت خطوات جريئة وملحوظة في طرق التحول إلى الاقتصاد المتنوع والذي لا يعتمد فقط على النفط، كما أبدى سعادته الكبيرة بزيارته للإمارات، فقد عاش بها أعواماً طويلة وارتبط بالعديد من الأماكن بها.
وأكد أنَّ الملمح الأهم الذي لفت انتباهه في زيارته للإمارات هي الطفرة الحياتية التي تتطور يوماً بعد يوم في جميع أنحاء الإمارات، وضرب مثلاً بجزيرة السعديات بما فيها من مؤسسات ثقافية ومتاحف ومنها المتحف البريطاني ومتحف اللوفر.
ولفت إلى زيادة عدد المؤسسات الطبية المتطورة مشيراً إلى أن زوجته كانت أخصائية طبية تعمل في إحدى هذه المؤسسات. وأوضح جيرمي أنَّ عامل الجذب الكبير للإمارات، والذي رآه شديد الأهمية هو وجود ذلك العدد الكبير من المدارس والمؤسسات التعليمية المتطورة مما يضيف عامل جذب شديد الأهمية بالنسبة للمستثمرين الذين يأتون مع أسرهم، وبالتالي فوجود مدارس متميزة يجعل حياتهم هنا أكثر سهولة.
وأوضح جيرمي أن الهيئة هي الجهة المنوط بها دعم الاستثمارات البريطانية في الخارج والتي سعت لوجود استثمارات هائلة في الإمارات لتتماشى مع خطة الإمارات الطموحة لجذب المستثمرين الأوروبيين على أرضها، حيث أقيمت المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة النظيفة وغيرها من الاستثمارات العديدة.
وأعرب جيرمي عن إعجابه بالقفزة الهائلة للاستثمارات الإماراتية في الأعوام الأخيرة خاصة في بريطانيا، وأوضح أنه تحدث مع مستثمرين إماراتيين من "مبادلة" و"أديك" يستثمرون في المملكة المتحدة ويتطلعون إلى تطوير استثماراتهم، وأضاف أن هناك مشروعات لا تزال في طور الاتفاق، ولهذا لن يتم الإعلان عن كامل تفاصيلها في الوقت الحالي. أما عن المشروعات العملاقة فلفت إلى أن شركة "مصدر" ضخت استثماراً آخر بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني في مزرعة الرياح بالمملكة المتحدة، وبعض المشروعات داخل لندن، أما شركة موانئ دبي العالمية فتستثمر ملياراً ونصف المليار جنيه إسترليني.
وأكد جيرمي أن هناك مشاريع إماراتية أخرى ضخمة في لندن شملت على سبيل المثال الاستحواذ الإماراتي على نادي "مانشستر سيتي" لكرة القدم وإنشاء منطقة استثمارية في شرق مانشستر تضم مساكن واستثمارات متعددة، وبالطبع مع الحكومة البريطانية الجديدة التي تحرص حرصاً شديداً على تفعيل دور هذه الاستثمارات بشكل أفضل من السنوات الخمس الماضية، وهذا ما يتوافق تماماً مع خطة حزب المحافظين في دعم هذا التعاون.
وقال جيرمي إن المملكة المتحدة تتطلع إلى شركاء في الاستثمار والتطوير، وهذا ما وجدوه في شركة مصدر وغيرها من الشركات الإماراتية، حيث تركز المشاريع الإماراتية على مدن الشمال في إنجلترا، بدءاً من مانشستر وانتهاءً بشيفلد وليدز وغيرهما من المدن رغبة في تعزيز أرقام التبادل التجاري بين البلدين.
وأكد جيرمي متانة العلاقة بين الإمارات وبريطانيا في مجال الاستثمارات والتبادل التجاري الممتد منذ أعوام طويلة بين البلدين، فالإمارات تتميز بأجواء جاذبة للاستثمار.
وقال جيرمي: إن الإمارات تنتهج سياسة الباب المفتوح لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية إذ تتخذ الحكومة الخطوات اللازمة لإرساء القواعد التي تيسر على المستثمر وهو ما جعلها تأتي في المرتبة الثانية العربية في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات العشر الأخيرة، وأشار إلى أن الاقتصاد الإماراتي برهن على أنه مرن للغاية في بيئة الاقتصاد العالمية الصعبة، حيث إن عملة الإمارات مستقرة مقابل الدولار الأميركي وآمنة ويسهل تحويلها مع عدم فرض أي قيود على إعادة تصدير الأرباح أو رأس المال وانخفاض الضرائب على الواردات تقريباً على كل البضائع وانعدامها بالنسبة إلى واردات المناطق الحرة والكلفة المنافسة للعمالة.
وأكد أنه من أجل دعم فرص الاستثمار الإماراتي الحقيقية في بريطانيا يجب التنويع في مصادر الاستثمار، ولذلك هناك رهان على مشروعات تطوير شمال إنجلترا. وقال إن التبادل التجاري بين الإمارات وبريطانيا ضخم، وهو ما يتجاوز الهدف الذي تم وضعه بين البلدين عام 2009، وأكد أن الإمارات هي الشريك التجاري الأكبر لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط والعاشر على مستوى العالم.
وعن أهم الشركات البريطانية الحاضرة بقوة في السوق الإماراتية ذكر جيرمي أن شركتي رولزرويس والنفط البريطانية "بي بي" لهما وجود قوي، ولكن هناك العديد من الشركات في الطريق لتحتل مكانةً بارزة في الإمارات.
وذكر جيرمي أن التعاون المستقبلي بين المركز التكنولوجي الاقتصادي شرق لندن والمنطقة الإعلامية الحرة في أبوظبي ستكون له نتائج عظيمة، وهناك العديد من المشروعات القادمة، وإنهم ينظرون بأمل كبير إلى هذا التعاون الاقتصادي مع الإمارات خاصة أن موقعها الجغرافي يجعلها حلقة الوصل بين أوروبا والشرق الأدنى.