"أوبك"

صرَّح رئيس الأبحاث في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عمر عبد الحميد، بأنَّ الحديث عن نهاية النفط مبالغ فيه، إذ إنَّ العالم يستهلك 91 مليون برميل من النفط الخام يوميًا منذ بداية العام الماضي، مشدّدًا على أنَّ النفط لن يفقد بريقه، لاسيما أنَّ الطلب عليه متوقع أن يصل إلى 111 مليون برميل يوميًا في عام 2040.

وأوضح عبد الحميد: "لا يزال هناك طلب مقبل من الاقتصادات النامية ومن دول "أوبك" نفسها، وهذا الطلب سيعوض أي تراجع في الاقتصادات المتقدمة التي خفضت استهلاكها من النفط من أجل كفاءة استهلاك الطاقة"،

وأكد أنه غير قلق من أن تتسبب بدائل الوقود الأحفوري مثل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية في فقد البشر الاهتمام في النفط قائلًا: "في الغالب عندما يظهر مصدر طاقة جديد فإنَّه يكون مكملًا للمصدر القديم لا بديلًا منه، والدليل على ذلك أن الفحم لا يزال مصدرا مهما للطاقة في العالم اليوم حتى مع وجود بدائل مثل الغاز الطبيعي".

وأضاف في حوار مع إحدى المجلات الداخلية التي تصدرها شركة "سيمنز" الألمانية: "إن الطلب على الوقود الأحفوري من قبل المجتمع البشري سيستمر سواء على المستوى القريب أو البعيد، أما بالنسبة للطاقة المتجددة، فهي مستخدمة بنسبة متواضعة اليوم غير أنه من المتوقع أن تزيد حصتها في مزيج الطاقة العالمي مستقبلا".

وعبر عبد الحميد عن رأيه في السيارات الكهربائية، قائلًا إنه "حتى يقتنع بشراء واحدة فإنها يجب أن تكون ذات تكلفة معقولة ويمكن الاعتماد عليها، حتى يتنقل بها بين المسافات البعيدة، وهذا الأمر غير متوفر في السيارات الكهربائية حتى الآن، لأن تخزين الطاقة لا يزال معضلة".

وتابع: "إن إنشاء شبكة محطات شحن كهربائي للسيارات أمر صعب، فيما توجد شبكة كبيرة من محطات الوقود في كل مكان"، مشيرًا إلى أنه لا يحتاج إلى سيارة كهربائية في فيينا، حيث مقر الأمانة العامة لـ"أوبك"، حيث يقيم هو نظرًا لوجود شبكة مواصلات عامة ممتازة، أما عند التنقل والسفر خارج فيينا فإن السيارة الكهربائية لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير.

وتطرق عبد الحميد في حديثه إلى النفط الصخري الذي زادت الكميات المنتجة منه في غضون فترة بسيطة، وأدت إلى تغييرات كبيرة في أسواق الطاقة، قائلًا: "لا يزال إنتاج النفط الصخري يشكل جزءا صغيرا من حجم الإنتاج العالمي للنفط، إن هناك 3.8 مليون برميل يوميًا مقبلة من النفط الصخري إضافة إلى مليوني برميل يوميًا من سوائل الغاز الطبيعي المنتجة بطريقة غير تقليدية. هذه المعدلات عندما نقارنها باستهلاك العالمي اليومي من النفط البالغ 91 مليون برميل فإنها لا تشكل سوى جزء بسيط".

والنفط الصخري هو أحد أنواع النفط غير التقليدية التي ينتجها العالم، مثل الرمل النفطي في كندا، وتتوقع دراسات "أوبك"، حسبما أوضحه عبد الحميد، أن النفط غير التقليدي بشكل عام لن يضيف سوى 13 مليون برميل يوميًا من النفط بحلول عام 2020، إذا ما توافرت لها الظروف الصحيحة للإنتاج، وهذا الإنتاج سيصل إلى مرحلة خطية أو مستوية في المستقبل القريب قبل أن يبدأ في النزول بعد ذلك.

يُذكر أنَّ عبد الحميد لا يتحدث في وسائل الإعلام كثيرًا منذ أن تولى منصبه في "أوبك" في عام 2013 خلفًا للكويتي حسن قبازرد، الذي شغل المنصب لفترتين متتاليتين، وقبل أن يلتحق بـ"أوبك" كان عبد الحميد مديرًا لقسم خدمات الاستشارات في "أرامكو" السعودية وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة "إم آي تي" في بوسطن وأكمل برنامجًا في تطوير الإدارة من جامعة هارفارد، كما تقول سيرته الذاتية.
 

وتتوقع "أوبك" أن تتقلص حصتها في سوق النفط بنسبة خمسة في المائة بحلول عام 2018 مع نمو معروض النفط الصخري الأميركي بوتيرة أسرع من المتوقع، بما لا يدع مجالا أمام المنظمة للاستفادة من نمو الطلب العالمي، كما تتوقعالمنظمة حاليا استمرار ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأميركي لفترة أطول، وأن يمتد الإنتاج إلى دول أخرى.

وفي تقرير "آفاق النفط العالمية" للمنظمة لعام 2014، أعلنت "أوبك" أنها تتوقع أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على خامها 28.50 مليون برميل يوميا في 2018 بانخفاض 1.5 مليون برميل يوميا عن 2014، نظرا لزيادة المعروض من خارج "أوبك" رغم ارتفاع الطلب العالمي.

وسيستمر الطلب على نفط "أوبك" حول مستواه الحالي البالغ 30 مليون برميل يوميًا إلى عام 2025. ولكن "أوبك" لا تتوقع أن يبقى الطلب على نفطها منخفضًا لسنوات طويلة إذ تتوقع أن يعود الطلب للنمو بعد 2025 ليصل إلى 39 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2040، في ظل توقعات بأن تنتج الأرجنتين وروسيا 700 ألف برميل يوميا من النفط المحكم بحلول عام 2040.

وفي السيناريو الرئيسي لـ"أوبك"، تتوقع المنظمة وصول الطلب العالمي إلى 93.2 مليون برميل يوميا بحلول 2016 بزيادة نحو 700 ألف برميل عن توقعاتها لعام 2016 في تقرير العام الماضي، وإلى 96 مليون برميل يوميا بحلول 2019، وتتوقع المنظمة وصول الطلب إلى 111 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، ومن المرجح أن يرتفع معروض الدول غير الأعضاء في "أوبك" إلى 60.6 مليون برميل يوميا في عام 2019.

وتعتقد "أوبك" في تقريرها لآفاق النفط العالمي لعام 2014، الذي تصدره الأمانة العامة لها في "أوبك" بصورة سنوية، بأن سعر النفط سيرتفع ليصل إلى 110 دولارات ويبقى على هذا المعدل حتى آخر العقد الحالي، أي إلى عام 2020.

وترى المنظمة أنَّ سعر برميل النفط سيواصل ارتفاعه في العقد المقبل أيضا ليصل إلى 124 دولارا بحلول عام 2025 ثم إلى 177 دولارا في عام 2040، حيث تعكس هذه الأسعار القيمة الاسمية لسعر النفط، كما تقول "أوبك" في تقريرها، أما القيمة الفعلية فستظل تعادل 100 دولار في المدى البعيد،وتؤكد "أوبك" في تقريرها أن هذه الأسعار تعكس توقعاتها لا المستوى الذي تريد الحصول عليه.