الاحتياطي الفيدرالي الأميركي "البنك المركزي"

كشف خبراء ماليون أن من شأن التوقعات بقرب إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي "البنك المركزي"، عن بداية الرفع التدريجي لمعدلات الفائدة على الدولار، أن يكسب العملة الأميركية المزيد من القوة على المدى المتوسط مقابل عدد من العملات الأجنبية، لافتين إلى هناك عددًا من هذه العملات لها ارتباط مباشر مع السوق المحلية.

وتوقعوا مواصلة تراجع عدد من العملات التي تتداول بكثرة في أسوق الصرافة المحلية في حركة غير اعتيادية، ما يعزز من نسب تداولاتها في الفترة المقبلة، استفادة من الفروق السعرية لهذه العملات أمام الدولار، وفي مقدمتها اليورو، والروبية الهندية، والين الياباني، والروبل الروسي، فضلًا عن عملات عربية يتقدمها الجنيه المصري.

وأوضح كبير محللي الأسواق المالية في شركة "إكس تريدر"، رامي أبوزيد، إن "قرب إعلان (الاحتياطي الفيدرالي الأميركي) عن بداية الرفع التدريجي لمعدلات سعر الفائدة على الدولار، من شأنه أن يكسب العملة الأميركية المزيد من القوة على المدى المتوسط، بعد أن اكتسبتها بالفعل على المدى القصير خلال الشهرين الأخيرين، ما يؤثر في أسعار صرف بقية العملات الرئيسة مقابل الدولار، التي ستشهد حالات متفاوتة من الضعف مقابل الدولار القوي".

وتوقع أبو زيد أن تشهد الأسواق المحلية حركة غير اعتيادية حتى النصف الأول من كانون الأول/ديسمبر الجاري، وهو موعد إعلان (الفيدرالي الأميركي) لرفع سعر الفائدة، إذ يتوقع مواصلة تراجع عدد من العملات الأكثر تداولًا في الإمارات، ما يعزز من الحركة عليها في السوق للاستفادة من أسعار التحويل الخاصة بها، وفي مقدمتها اليورو، والروبية الهندية، والين الياباني، والروبل الروسي، فضلًا عن عملات عربية يتقدمها الجنيه المصري.

وذكر أبوزيد أن اليورو والين الياباني مرشحان بقوة ليكونا أكثر عملتين رئيستين ضعفًا أمام الدولار خلال عام 2016 وذلك وفقًا لسياسة البنكين المركزين الأوروبي والياباني.

وتابع "نرشح كذلك أن يكون الجنيه الاسترليني أقل العملات الرئيسة خسارة أمام الدولار في نهاية العام الجاري، نظرًا لاستقرار الوضع الاقتصادي ومؤشراته في المملكة المتحدة، وذلك بطبيعة الحال إذا لم تحدث تغيرات جذرية في المشهد الاقتصادي العالمي".

وذكر الرئيس التنفيذي لمركز الإمارات للصرافة، بروموث مانغات، "إن الكثير من العملات أصبحت غير متماسكة أمام الدولار، لافتًا إلى أن الروبل الروسي انخفض مقابل الدولار الأميركي أخيرًا، في وقت يتوقع فيه أن يجني المزيد من الخسائر خلال الأيام القليلة المقبلة، فضلًا عن وصول اليورو إلى مستويات سعرية متدنية مقابل الدولار".

وأكد مانغات أن الدرهم سيستفيد من الدولار القوي، نظرًا للتأثيرات العكسية في قيمة العملات الأخرى غير المربوطة بالدولار، لافتًا إلى أن الروبية الهندية من أكثر العملات تداولًا في سوق الصرافة الإماراتي، وهي في الوقت نفسه الأكثر تأثرًا في ظل تقلبات أسعار الصرف العالمية، ما يرجح أن يدفع إلى مزيد من التداول بهذه العملة عبر استغلال البعض لهذا السعر المنخفض أمام الدولار، وبالتالي أمام الدرهم، لمزيد من التحويلات، لاسيما من قبل العمالة الوافدة.

وأشار إلى أن الروبية شهدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ارتفاعًا في قيم التداول بنسبة راوحت بين 15 و20%، عازيًا ذلك إلى أن المغتربين الهنود يستغلون الوضع عبر إرسال أكبر قدر ممكن من الأموال إلى الهند.ورأى مانغات أن هناك المزيد من التراجع للروبية لم يأتِ بعد.

وبين الرئيس التنفيذي للعمليات في "إكسبرس موني"، سودهيش جريان، أنه عند النظر إلى الاتجاه الحالي، فإن الدولار قوي أمام العملات الأخرى، إذ تأثرت العملات في العديد من البلدان بسبب ارتفاع الدولار، بما في ذلك عملة "تاكا" البنغالية، واليورو والروبل.

وأضاف أن المعطيات تشير إلى مزيد من التراجع لهذه العملات أمام الدولار، متوقعًا أن يرفع البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة منتصف كانون الأول الجاري.

وأكد أن ذلك يمكن أن يؤثر في انخفاض الروبية الهندية أكثر، لتصل إلى 67 روبية مقابل الدولار، لافتًا إلى أن الروبية الهندية وصلت قبل أيام إلى 66.45 مقابل الدولار وهي قيمة منخفضة جدًا لم تحقق منذ عام 2013.

وأوضح محلل أبحاث في شركة "إف إكس تي إم" FXTM، لوكمان أوتونوجوا، إن التفاؤل الآخذ في الارتفاع بشكل متواصل بشأن احتمال رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة في كانون الأول الجاري، إضافة إلى التهديدات المستمرة بأن السياسة النقدية في مناطق أخرى من العالم ستخضع لمزيد من التيسير، أدت إلى تعزيز قوة الدولار تجاه العملات الأخرى، مشيرًا إلى أن اليورو من العملات التي يمكن أن تتعرض إلى ضغوط، بسبب الاختلاف في السياسة النقدية والمعنويات الاقتصادية بين كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

وأفاد رئيس تداول العملات في "ساكسو بنك"، جون هاردي بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حدد مقدار رفع سعر الفائدة المتوقع في كانون الأول، لكن المسألة الأهم على الأرجح هي متابعة البيانات من الولايات المتحدة لمعرفة إلى أي مدى سيكون سير مراحل عملية رفع أسعار الفائدة أسرع مما تتوقعه السوق.

وتوقع أن يشهد اليورو والروبية الهندية تراجعًا، لكن درجة هذا التراجع مرتبطة بشكل كبير مع مستوى أداء أسواق الأصول في حال ارتفعت التوقعات المتعلّقة بمقدار رفع أسعار الفائدة.

وأضاف أنه في ما يتعلق بالدرهم، وغيره من العملات العربية، لاسيما الريال السعودي، فإنه يمكن الافتراض بأن هناك حالة من الترقّب المتزايدة للمرحلة الأولى من رفع "الاحتياطي الفيدرالي الأميركي" أسعار الفائدة.