الصين ـ صوت الإمارات
تشارك الإمارات بحضور فاعل في فعاليات افتتاح معرض «الصين والدول العربية لعام 2015»، والذي انطلق في مدينة ينتشوان، إحدى مدن منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بشمال غربي الصين. ويرأس وفد الدولة إلى المعرض، عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة.
ويضم الوفد، شريف حبيب العوضي، المدير العام لهيئة المنطقة الحرة الفجيرة، ومحمد جمعة المشرخ رئيس الترويج للاستثمار بهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ووليد عبد الكريم رئيس مجموعة (أون تايم)، وبدر المشرخ، الملحق التجاري في سفارة الدولة بالصين، ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري بوزارة الاقتصاد.
حضر الافتتاح عدد من الملوك العرب وقادة بعض دول العالم، على رأسهم الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وبعض الزعماء ومسؤولي الحكومات العربية والأجنبية. وأكد عبد الله آل صالح، على أهمية المشاركة في هذا الحدث المميز، والذي توليه مختلف الدول العربية والإسلامية اهتماماً كبيراً، إذ أصبح المعرض منصة استراتيجية للحوار على مستوى رفيع حول التبادلات السياسية والتعاون الاقتصادي والتجاري والاتصال الثقافي بين الصين والدول العربية.
ويلقي وكيل الوزارة، كلمة رئيسة خلال القمة الصينية-العربية للصناعة والتجارة، والتي تقام ضمن الفعاليات على هامش المعرض. ويتضمن الحدث، الذي يستمر حتى 13 من أيلول/ سبتمبر، تحت عنوان «إحياء روح طريق الحرير وتعميق التعاون الصيني العربي»، أنشطة تجارية، وندوات ومعارض تتمحور جميعها حول الاقتصاد والتجارة والمعلومات والتكنولوجيا والزراعة والصحة والسياحة.
وأرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ، خطاب تهنئة بمناسبة افتتاح المعرض، أكد خلاله على أهمية المعرض في تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية، والذي يتخذ عنوانه من الارتقاء بروح طريق الحرير، وتعزيز التواصل بين الصين والدول العربية.
ومن جانبه، أفاد تشيان كه مينغ نائب وزير التجارة الصيني، بأن الدول العربية شريك طبيعي للصين في الحزام والطريق، مشيراً إلى أن مدينة نينغشيا، التي تعد المقر الدائم لاستضافة هذا الحدث، هي محطة هامة على طريق الحرير، وتربطها علاقات تجارية قوية مع الدول العربية.
وأفاد بأن حجم التجارة الإجمالي بين الصين والدول العربية بلغ نحو 251.2 مليار دولار في عام 2014، بزيادة قدرها 5.2 % عن العام السابق، إذ سجلت الصادرات الصينية إلى الدول العربية، زيادة قدرها 12.3 %.
وركزت أغلبها على المنتجات الميكانيكية والكهربائية، المنسوجات والملابس، منتجات التكنولوجيا الفائقة، والأجهزة وغيرها، وتركز واردات الصين من الدول العربية على النفط الخام والمنتجات البتروكيماوية.
وتابع أن رصيد الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية، تجاوز 10 مليارات دولار حتى نهاية عام 2014، وشمل الاستثمار في تنمية الموارد، تجميع الأجهزة المنزلية، الصناعات الخفيفة وإنتاج الملابس وغيرها من المجالات. بينما وصل رصيد الاستثمارات الفعلية للدول العربية في الصين إلى 3.1 مليارات دولار. وتغطى هذه الاستثمارات، البتروكيماويات، والخدمات اللوجستية، الصناعات الخفيفة ومواد البناء وغيرها من المجالات.
وأكد على أن الدول العربية، تعد إحدى أكبر وأهم الأسواق المستقطبة للشركات الصينية لإقامة مشاريع بها. كما أشاد المسؤول الصيني، بزخم العلاقات بين الجانبين، المدفوع بالزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، مشيراً إلى أن الصين أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري، وسوق تصدير هاماً للنفط الخام بالنسبة للدول العربية، كما تحتل الدول العربية مكانة مميزة، إذ تعد سابع أكبر شريك تجاري، وأكبر قاعدة إمدادات النفط الخام بالنسبة للصين.
وأفاد المسؤول الصيني بأن هذا المعرض يلعب دوراً كبيراً في إثراء العلاقات المشتركة، وتعزيز العلم الصيني العربي المشترك. وأشار إلى أن المرحلة القادمة، ستشهد مزيداً من تعزيز العلاقات، من خلال إحداث تكامل أكثر، إذ تمتلك أكبر قاعدة إنتاج صناعي، بعدد نحو 200 منتج صناعي، وهو ما يمكن الاستفادة به في تلبية الطلب في سوق الدول العربي، فضلاً عن نقل المشروعات الصينية على تلك الدول، وهو ما يسهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا، ما يعزز من القطاع الصناعي بالدول العربية. وأوضح أن الصين تمتلك رؤية للوصول بحجم التبادل التجاري مع الدول العربية إلى 600 مليار دولار، ورفع حجم الاستثمار الصيني إلى 60 مليار دولار خلال عشر سنوات.
ويعتبر المعرض الصيني العربي، معرضاً دولياً متكاملاً على مستوى الدولة، إذ يعقد كل عامين، برعاية مشتركة من قبل وزارة التجارة الصينية، واللجنة الصينية لتنمية التجارة الدولية، والحكومة الشعبية لمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم.
واكتسب المعرض أهمية خاصة، في ظل استراتيجية «الحزام مع الطريق»، التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد إدراج المعرض في قائمة المنصات الهامة في بناء «الحزام مع الطريق» من قبل مجلس الدولة الصيني في مارس 2015. وضمت كلمات الافتتاح، كلمة للرئيس الموريتاني، ونائب رئيس جزر القمر، إلى جانب عدد من المسؤولين الصينيين والعرب.
ومن جهة أخرى، سيقام على هامش المعرض هذا العام، الكثير من الفعاليات، مثل القمة الصينية -العربية للصناعة والتجارة، ومنتدى طريق الحرير على الإنترنت، ومنتدى التعاون الصيني العربي للصحة، وندوة الزراعة الرفيعة المستوى بين الصين والدول العربية، ومؤتمر الوكالات السياحية الصينية والعربية، ومؤتمر التعاون الصيني والعربي في نقل التكنولوجيا والإبداع، إضافة إلى عدد من الفعاليات المميزة الاقتصادية والثقافية.
وتعد منطقة نينغشيا، حلقة وصل هامة على طريق الحرير القديم، الذي ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000 عام، كما تتمتع بصفتها المنطقة ذاتية الحكم الوحيدة لقومية هوي المسلمة على مستوى المقاطعة، بمميزات فريدة لإجراء التبادلات الثقافية مع العالم العربي والإسلامي، حيث يصل عدد سكان قومية هوي المسلمة 2.29 مليون نسمة، بنسبة 36% من إجمالي عدد سكان المنطقة، وهو ما جعل العادات ونمط الحياة بداخلها، الأقرب إلى الدول العربية من بين باقي المدن الصينية.