جني الأرباح يتحول إلى بيع عشوائي وموجة هبوط تعم البورصات الخليجية
ضربت موجة هبوط جديدة أسواق المال الخليجية في اليوم قبل الأخير من تعاملاتها السنوية، وخسرت الأسهم المحلية نحو 19.2 مليار درهم من قيمتها السوقية التي أغلقت عند مستوى 719.3 مليار درهم وسط ارتفاع عمليات جني الأرباح التي تحولت فيما بعد إلى بيع عشوائي غير مبرر دفع بأسعار العديد من الأسهم للهبوط بالحد الأدنى المسموح به يوميا.
وجاء التراجع شاملاً لكن الضغط الأكبر على الأسواق الإماراتية تواصل من أسهم العقار التي هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ شهر شباط /فبراير الماضي، وخسر المؤشر العام لسوق دبي المالي 212 نقطة خلال الجلسة هابطاً بنسبة 5.4% الى 3725 نقطة، في حين تراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية بمقدار 99 نقطة إلى 4444 نقطة وبنسبة 2.18% مقارنة مع اليوم السابق.
وسجلت أسهم 4 شركات عقارية مدرجة في السوقين الحد الادنى المسموح به يوميا وفي مقدمتها الاتحاد العقارية الى 1.19 درهم ودريك اند سكل 90 فلسا وديار 0.847 درهم واشراق 81 فلسا، فيما انخفض سهم ارابتك بنسبة 9.1% الى 2.90 درهم واعمار بنسبة 6.5% الى 7.30 دراهم. ومع ارتفاع وتيرة السلبية في السوقين .
فقد انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة -2.60% ليغلق على 4523 نقطة. وعلى صعيد السيولة فقد تم تداول ما يقارب 810 ملايين سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.43 مليار درهم منها اكثر من مليار درهم سجلت في سوق دبي وبلغ عدد الصفقات المبرمة 13792 صفقة.
وأوضح سماسرة في السوق ان التراجعات التي شهدتها الاسواق لم تكن مبررة خاصة بنسب الانخفاض المسجلة على غالبية الاسهم، مشيرين الى ان موجة الهبوط جاءت شاملة لجميع الاسواق الخليجية رغم ان الخسارة الاكبر كانت من نصيب الاسواق المحلية.
وكانت التعاملات في سوق دبي المالي انطلقت على تراجع منذ الافتتاح تحت ضغط من تواصل عمليات جني الارباح التي تحولت فيما بعد الى بيع عشوائي مع استمرار الانخفاض بنسب غير متوقعة في الجلسة قبل الاخيرة من تعاملات العام 2014 الذي تقلبت خلاله الاسعار بنسبة كبيرة خاصة خلال الشهرين الماضيين.
ومع تواصل التراجع فقدت الاسهم الكثير من قيمتها ومنها ما هبط بالحد الادنى المسموح به يوميا وعاد بالتالي الى ادنى مستوياته منذ فبراير الماضي دون مبررات مقنعة حتى رغم ما يقال عن تصفية المحافظ لمراكزها المالية قبل اغلاق الحسابات السنوية .
والتي عادة يتم اقفالها قبل مدة لا تقل عن أسبوعين من نهاية شهر كانون الثاني/ ديسمبر بحسب رأي العديد من المحللين. وبرغم ان الانخفاض الكبير شمل غالبية الأسهم الا ان التأثير السلبي الأكبر على السوق جاء من الأسهم الثقيلة سواء المدرجة في قطاع العقار او الاستثمار والبنوك والتي تعرضت لعمليات بيع مكثفة خاصة في الساعة الأخيرة من عمر الجلسة التي ارتفعت فيها وتيرة التخلص من الأسهم هروباً من تكبد الخسائر.
وهبط سهم ارابتك بالحد الأدنى المسموح به قبل بدء عملية المزاودة في الدقائق العشر الأخيرة من التعاملات لكنه عاد بعد ذلك لتقليص خسائره مغلقا عند 2.90 دراهم بتراجع نسبته 9.1% وسط تداولات بلغت قيمتها 262 مليون درهم تقريبا.
وفيما يخص حركة اعمار فبعدما كان مرشحا للقفز الى فوق مستوى 8 دراهم منتصف الأسبوع الجاري عاد للتخلي عن الهدف في ظل الأجواء السلبية التي سيطرت على السوق وابتعد كثيرا عن الهدف المنشود بعد ان تراجع بنسبة 6.5% الى 7.30 دراهم، علما بأنه وصل في فترة من فترات التداول الى 7.03 دراهم مما رفع من حالة التوتر لدى المستثمرين الذين قرر بعضهم البيع.
وخسر سهم الاتحاد العقارية 9.85% مغلقا عند 1.19 درهم مشارفا بذلك على الهبوط بالحد الأدنى رغم التماسك الذي اظهره لأكثر من ساعتين من عمر الجلسة لكنه لم يقو على الاستمرار في التصدي لعمليات البيع في المحصلة النهائية.
كما انخفض دريك اند سكل بالحد الأدنى الى 90 فلسا بعدما نجح بداية الأسبوع من استعادة قيمته الاسمية، ولحق به في نفس الاتجاه وبذات النسبة سهم ديار الى 0.847 درهم في حين وصلت خسائر سهم اعمار مولز 6.4% الى 2.65 درهم.
وشملت قائمة الأسهم التي تراجعت بالحد الأدنى أيضاً شعاع الى 0.679 درهم الى جانب بيت التمويل الخليجي 0.292 درهم ومصرف السلام البحرين 1.18 درهم.
وسجلت بقية الاسهم تراجعات بنسب قوية ومنها دبي للاستثمار الذي تخلى عن 8% من قيمته الى 2.88 درهم الى جانب سهم السوق الهابط بنسبة 6.6% الى 1.97 درهم وتبريد 7.5% الى 1.11 درهم وطيران العربية الى 1.49 درهم، وتكبد سهم بنك دبي الاسلامي 5.6% من الخسائر مغلقا عند 6.73 دراهم.
ولم يختلف الوضع بالنسبة لبقية الاسهم حديثة الادراج حيث هبط دبي باركس بنسبة 7.5% الى 74 فلسا وكذلك سهم امانات الى 82 فلسا وخسر سهم ماركة 6% مغلقا عند 1.28 درهم.
وفي ظل موجة الهبوط الجديدة التي سيطرت على التعاملات فقد اغلق المؤشر العام عند مستوى 3725 نقطة خاسرا نحو 212 نقطة دفعة واحدة وبنسبة 5.4% مقارنة مع اليوم السابق، علما بأن نسبة التراجع وصلت في بداية الساعة الثالثة من التعاملات إلى اكثر من 7% لكن السوق قلص خسائره بعد ذلك.
وفيما يتعلق بحجم السيولة فقد تجاوزت قيمة الصفقات المبرمة مليار درهم وعدد الاسهم المتداولة 625 مليون سهم نفذت من خلال 10865 صفقة، ومن إجمالي أسهم 34 شركة جرى تداولها امس الثلاثاء انخفضت اسعار اسهم 30 شركة غطت اكثر من 95% من مساحة شاشة العرض في حين ارتفعت اسعار اسهم شركتين فقط وثبتت اسعار اسهم شركتين دون تغيير يذكر.
وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي المعروضة للتداول من خلال منصة سوق دبي المالي فقد سيطرت السلبية ايضا وهبط سهم موانئ دبي العالمية الذي يعد الأكثر نشاطاً الى مستوى 21 دولارا كما انخفض سهم ديبا الى 0.455 سنت والإمارات ريت الى 1.30 دولاراً.
وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية تواصل التراجع بوتيرة أعلى من ذي قبل تحت ضغط من الهبوط القوي خاصة المسجل في اسهم قطاعي العقار والطاقة وتخلى المؤشر العام عن 99 نقطة وبنسبة 2.18% مغلقاً عند 4444 نقطة.
وشهد سهم إشراق تراجعا بالحد الأدنى في قطاع العقار هابطاً إلى 81 فلسا، في حين وصلت خسائر سهم رأس الخيمة العقارية 8.9% الى 72 فلسا، وفقد سهم الدار نحو 7.6% من قيمته مغلقا عند 2.53 درهم، وفي قطاع البنوك كان الوضع اقل سوءا رغم التراجعات المسجلة، حيث انخفض سهم بنك دبي التجاري الى 6.95 دراهم ومصرف ابوظبي الإسلامي 5.60 دراهم وبنك الخليج الأول 16.50 درهما .
وكذلك سهم بنك رأس الخيمة الوطني 8.25 دراهم وبنك الاتحاد الوطني 5.67 دراهم في حين خالف سهم بنك أبوظبي الوطني الاتجاه العام وارتفع الى 13.90 درهما. أما في قطاع الطاقة فقد سيطرت السلبية وفيما هبط سهم دانة غاز بنسبة 7.8% الى 47 فلسا خسر سهم ابوظبي للطاقة 8.3% الى 78 فلسا، وكان من ضمن الأسهم التي تراجعت بالحد الأدنى في أبوظبي سهم البحيرة للتأمين المغلق عند 2.43 درهم.
وبلغت قيمة التداول في سوق العاصمة 361 مليون درهم ووصل عدد الاسهم المتداولة 183 مليون سهم نفذت من خلال 2927 صفقة.
وسجلت أسهم 26 شركة تراجعا في أسعارها من إجمالي أسهم 33 شركة جرى تداولها أمس الثلاثاء في حين ارتفعت أسعار اسهم 5 شركات وحافظت اسهم شركتين على أسعارهما السابقة.
بلغت قيمة مشتريات الأجانب في سوق دبي المالي أمس 118.610 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 94.500 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب غير الخليجيين، نحو 227.540 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 287.020 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين..
فقد بلغت قيمة مشترياتهم 95.980 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 82.880 مليون درهم خلال نفس الفترة.
ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات المتداولين غير الإماراتيين، من الأسهم خلال يوم أمس نحو 442.130 مليون درهم، لتشكل ما نسبته 41.550% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 464.400 مليون درهم لتشكل ما نسبته 43.640% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 22.270 مليون درهم كمحصلة بيع.