وزارة الطاقة

دعت وزارة الطاقة إلى جعل النفط مصدرًا إضافيًا غير رئيس للدخل، مؤكدة انفتاح السياسة النفطية في الإمارات للتعاون مع الجميع بما يخدم المصلحة العليا للمنتجين وتوازن السوق.

وأكدت الوزارة خلال افتتاح أعمال "المنتدى العالمي للأعمال في رابطة الدول المستقلة"، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي، أمس، أهمية الاستفادة من الدروس والخبرة التي قدمتها الإمارات، لافتة إلى أن الإمارات وضعت خطة لتحرير قطاع النفط والغاز عندما بدأت أسعار النفط في الهبوط.

ووصفت دبي بمدينة السعادة والإمارات بدولة السعادة، مؤكدة أن الدولة نجحت في تقديم تجربة اقتصادية متكاملة ومنظومة حكومية ناجحة، معتبرة الإمارات مختبر العالم للحكومات المستقبلية الناجحة.

وشدّدت على اهتمام الإمارات بالاستثمار في رابطة الدول المستقلة، وإعادة استخدام طريق الحرير التاريخي من خلال الإمارات ومدينة دبي.

وسلّط المشاركون، في الجلسة الأولى من المنتدى، الضوء على علاقات التعاون المتغيرة بين دول المنطقة، وأجمعوا على أهمية الفوائد المتبادلة للعلاقة المتنامية بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة الدول المستقلة، وإمكانية الاستفادة من تجربة الإمارات على مستوى العالم، ومستويات التعاون الاقتصادي بين دول الخليج العربي.

يُشار إلى أن رابطة الدول المستقلة تشمل كلًا من: أذربيجان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، وجورجيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، ومولدوفا، وروسيا، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.

سياسة منفتحة

وتفصيلًا، قال وزير الطاقة، سهيل المزروعي، إن "السياسة النفطية في الإمارات منفتحة للتعاون دائمًا مع الجميع، لما يخدم المصلحة العليا للمنتجين وتوازن السوق"، مؤكدًا أن الإمارات متفائلة بالمستقبل.

وشدّد على أهمية الاستعداد لفترة انتهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري في المستقبل، لافتًا إلى أن الهبوط الذي تشهده سوق النفط، فرصة جيدة للمستهلكين، لكنه يضع ضغوطًا على منتجي النفط في العالم.

ودعا المزروعي إلى جعل النفط مصدرًا إضافيًا، ولكنه غير رئيس للدخل، واعتماد استراتيجية لمرحلة ما بعد النفط، كما فعلت الإمارات، وتبعتها في ذلك دول مجاورة.

وأشار خلال كلمته في افتتاح "المنتدى العالمي للأعمال في رابطة الدول المستقلة"، إلى أن الإمارات وضعت خطة لتحرير قطاع النفط والغاز، عندما بدأت أسعار النفط في الهبوط، واتخذت قرار تحرير قطاع النفط بكل شفافية، ما جعل أمر تطبيقه سهلًا، مشددًا على أهمية الاستفادة من الدروس والخبرة التي قدمتها الإمارات.

وأضاف أن دول رابطة الدول المستقلة تعتبر من منتجي النفط، التي تأثرت بتراجع الأسعار، لكن هذا الانخفاض يُعد فرصة لاجتذاب المستثمرين ورجال الأعمال إلى رابطة الدول، والاستفادة من تراجع أسعار النفط في الصناعات المختلفة.

دولة السعادة

ووصف المزروعي دبي بمدينة السعادة والإمارات بدولة السعادة، مؤكدًا أن الدولة نجحت في تقديم تجربة اقتصادية متكاملة ومنظومة حكومية ناجحة، بفضل رؤية قيادتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحرصهما على استشراف المستقبل من خلال التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد لتنويع اقتصاد الدولة، وعدم الاعتماد على النفط موردًا رئيسًا للدخل، وتهيئة الظروف لقطاعات جديدة.

وأوضح أن الإمارات بلاد فتية، إذ استطاعت حكومتها من خلال نظامها الفعال، نقل تلك الخبرة إلى حكومات العالم، مشيرًا إلى القمة الحكومية التي انعقدت في دبي، الأسبوع الماضي، والتي ناقشت كيفية تحسين الحكم الرشيد وتطوير الإدارة الحكومية من خلال الأعمال التجارية، وكيفية قيام الحكومة بالأعمال المختلفة بكفاءة ونجاح، بما يجذب الاستثمارات ورجال الأعمال، مشيرًا إلى أن الإمارات تعتبر مختبر العالم للحكومات المستقبلية الناجحة.

تنويع الاقتصاد

وقال المزروعي إن على البلدان التي كانت تعتمد على المواد الهيدروكربونية، أن تضع خططًا طويلة الأجل لا تتضمن الاستفادة من ذلك الوقود، مبينًا أن الإمارات وعلى الرغم من أنها من أكبر منتجي النفط في العالم، فإنها تفكر في المستقبل حتى 50 عامًا، ووضع أسس بناء اقتصاد قوي.

ورأى أن تراجع أسعار النفط يولّد بعض الفرص للدول المنتجة، فالولايات المتحدة وكندا بدأتا في الاستثمار في قطاع البتروكيماويات، داعيًا إلى تطوير القواعد المنظمة للاستثمار لجذب المستثمرين، إذ إن أفضل طريقة لجذب المستثمرين هي التوقيع على اتفاقات ذات علاقة بالضرائب وحماية المستثمرين.

وذكر أن تنويع الاقتصاد يجب أن ينسحب كذلك على تنويع مصادر الطاقة، وعدم الاعتماد على المصادر الهيدروكربونية، قائلًا إن أحد الدروس المستفادة من تجربة الإمارات هو خفض الاعتماد على النفط والغاز، باعتبارهما مصادر للطاقة إلى أكثر من 70% بحلول عام 2030.

وأكد أن تنويع الاقتصاد يساعد على الاستثمار والابتكار والعمل في مصادر الطاقة المتجددة، وإيجاد فرص جديدة للاقتصاد.

وقال المزروعي إن هناك فرصًا كبيرة للتعاون بين الإمارات ورابطة الدول المستقلة، لافتًا إلى أن الإمارات منفتحة تمامًا أمام كل الاقتراحات ومستعدة لتبادل الدروس والتجارب.

وأكد اهتمام الإمارات بالاستثمار في رابطة الدول المستقلة، وإعادة استخدام طريق الحرير التاريخي من خلال الإمارات ومدينة دبي.

فعاليات المنتدى

وكانت فعاليات المنتدى انطلقت بكلمة ألقاها رئيس مجلس إدارة غرفة وتجارة صناعة دبي، ماجد سيف الغرير، قال فيها إن المنتدى يوفر فرصة لتعزيز العلاقات بين الإمارات ومنطقة الرابطة، مشيرًا إلى ارتفاع حجم التجارة غير النفطية بين دبي وهذه المنطقة الاستراتيجية من 15.5 مليار درهم في عام 2011 إلى 20.8 مليار درهم في عام 2014، في حين بلغت خلال النصف الأول من عام 2015 نحو 7.8 مليارات درهم.

وأوضح الغرير، في الجلسة الأولى، أن المنتدى يجسد رؤية الغرفة الرامية إلى الارتقاء بمستويات التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة في العالم لتعزيز العلاقات المتبادلة، واستكشاف فرص الاستثمار، وإعادة إحياء طريق الحرير، وتوفير منصة تواصل بين الشركات ورجال الأعمال.

وأكد التزام الغرفة بتعزيز التنافسية لمجتمع الأعمال من خلال استكشاف فرص استثمار جديدة في الأسواق الناشئة حول العالم، خصوصًا في ظل التطورات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري المتوقع على خلفية طريق الحرير الجديد