أبو ظبي ـ سعيد المهيري
انطلقت أمس الاحد فعاليات ملتقى أسواق المال العالمية السابع، الذي ينظمه بنك أبوظبي الوطني، بمشاركة أكثر من 1300 من الخبراء وصناع القرار من الامارات والعالم ومديري الأصول والصناديق السيادية والمصرفيين .
وافتتح وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الملتقى، وأكد أصبحت أبوظبي ليس فقط مركزاً للمال والأعمال بل أيضاً مصدرا للابتكار والإبداع، الأمر الذي سيعود بالنفع على العالم . وأظهرت أبوظبي ودولة الامارات أن الشعوب المختلفة بإمكانها العيش والعمل معا في سلام ووئام .
كما سلط الضوء على العلاقة بين الثقافة والتمويل قال: "إن أسواق المال العالمية تعترف بأهمية الأعمال في إمارة أبوظبي والتي لعبت دوراً رئيسياً في تعزيز ثقافتها . فقد كان أداء القطاع المصرفي في الامارات مثالاً يحتذى في توفير الأمن والابتكار وقوة الأسوق . وتفخر أبوظبي والامارات ببيئة الأعمال لديها، ونأمل أن تثقوا بنا فالثقة تعزز التنمية المستدامة .
وأشار الشيخ نهيان إلى أن 2015 هو عام الإبداع في الإمارات وهو ما تؤكده الابتكارات التي تحققت من قبل أسواق المال في الدولة، مؤكداً مواصلة القائمين على أسواق المال الابتكار معتمدين على ثلاثة أسس اعتمدت من قبل رواد القطاع المالي في الامارات: الانفتاح والوصول والشفافية .
أكد رئيس دائرة الطاقة ورئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي الوطني، ناصر أحمد السويدي،في كلمته على مكانة ملتقى أسواق المال العالمية باعتباره الحدث المالي الأبرز في المنطقة والمنصة المتميزة لتبادل الآراء حول أهم لقضايا المالية والاقتصادية . وأضاف السويدي: "تقع أبوظبي والإمارات في قلب المنطقة بين الغرب والشرق، التي تمتد من غرب إفريقيا إلى شرق آسيا وتتمتع بمعدل نمو مرتفع . ويوفر موقعنا الجغرافي فرصة فريدة للاستفادة من الاستثمارات بين الشرق والغرب حيث تلعب أبوظبي دوراً رئيسياً في منطقة الخليج والعالم" .
وأشار إلى أن "العديد من المشاريع والاستثمارات التي تحدث في أبوظبي والتي هي ثمرة رؤية أبوظبي ،2030 مبادرة حكومة أبوظبي لتطوير وتنويع الاقتصاد . ومن المنظور المالي، وضع سوق أبوظبي العالمي مدينة أبوظبي على خارطة العالم بصفته اللاعب الرئيسي في قطاع الخدمات المالية .
ولفت رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي أحمد الصايغ منذ انطلاقة سوق أبوظبي العالمي الأولى، تميزت مسيرة النمو والتطور التي خاضتها دولتنا وإمارة أبوظبي بطابعها الاستراتيجي القوي، وحسن تخطيطها ودقة تنفيذها، في مسيرة استثنائية ومسار نمو تصاعدي متميز انطلق قبل أكثر من 43 عاماً خلت، تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتتواصل اليوم مع رؤية رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبتوجيه من ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبدعم من مستشار الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان .
وأضاف لطالما تمحور النجاح المتميز الذي حققته مسيرة التطور الاستثنائي في الدولة حول قناعة راسخة بأهمية التعاون والحوار البنّاء والاحترام المتبادل في تعزيز قوتنا وتمكيننا من بناء الشراكات الحقيقية والمستدامة . وقد ساهم ذلك، إلى جانب معرفتنا بتوفر الفرصة لانتقاء أفضل ما قدمه العالم حتى تاريخه، ليمهد الطريق أمام نموذج التعاون وتبادل الخبرات الذي ساهم في بناء دولتنا الحبيبة التي تنعم بالرخاء والازدهار .
وتابع الصايغ: في يومنا الراهن، ما زال نموذج التعاون هذا قائماً بين الإمارات والبلدان الأخرى، ويسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي لا كوجهة عالمية رائدة للتجارة وحسب، بل كوجهة مؤثرة للثقافة والفنون من خلال متحفي "اللوفر" و"جوجنهايم" المزمع افتتاحهما قريباً على جزيرة السعديات . . وجهة تعليمية يلتقي فيها أبناء دولة الإمارات مع الطلاب من مختلف أنحاء العالم في جامعتي "السوربون" و"نيويورك" . ووجهة للرعاية الصحية تزخر بالمرافق عالمية المستوى وأمهر الأطباء في "مركز امبريالي كوليدجلندن للسكري" و"مركز ووريدول للعمود الفقري"، وكذلك "عيادة كليفلاند أبوظبي" التي تقع ضمن نطاق "سوق أبوظبي العالمي" على جزيرة الماريه .
وأكد تأتي هذه الإنجازات المهمة والعديد غيرها ثمرة للسياسة الاقتصادية التي تنتهجها إمارة أبوظبي، وتهدف إلى تطوير اقتصاد متنوع القطاعات ولا يعتمد على الهيدروكربونات وحسب . . ويعد قطاع الخدمات المالية واحداً من الأركان التسعة التي نصّت عليها السياسة الاقتصادية، وكما يتضح في جميع مدن العالم، تشكل الخدمات المالية عصب الحياة الذي يستند إليه الاقتصاد الحيوي والمتنوع .
وفي القمة الحكومية التي استضافتها الدولة منذ بضعة أسابيع خلت، أكّد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استمرارية استراتيجية الدولة وطموحاتها المتعلقة بتعزيز التنوع الاقتصادي، ودعانا جميعاً وكافة المؤسسات إلى التفكير باقتصادنا خلال الأعوام الخمسين القادمة من زاوية تهدف إلى تعزيز الابتكار، لا من زاوية التنويع وحسب .
وتابع الصايغ في "سوق أبوظبي العالمي"، ما زالت مسيرتنا الرامية إلى ترسيخ مكانتنا كمركز مالي دولي رائد في مراحلها الأولى . . وسنمضي قدماً في إطار ذات المنهجية التي اتبعناها منذ البداية .وعلى خطى القيادة الإماراتية الحكيمة، نركز في مسيرتنا على النمو التدريجي والمستدام . وسنحرص أيضا على ضمان سير جهودنا التعاونية وسعينا إلى بناء الشراكات القوية طويلة الأمد، بالاتساق مع التزامنا بالابتكار .بتحقيق إنجازات جديدة والمساهمة في تحسين الإنجازات السابقة وإرساء معيار عالمي جديد في الوقت الذي نعمل فيه على توسيع آفاقنا . وسندأب أيضاً على تطوير الجيل القادم من القادة الإماراتيين في قطاع الخدمات المالية .
وأضاف حدثّتكم العام الماضي عن مبادرتنا إلى استشارة أكثر من 30 مؤسسة حول توجهنا الاستراتيجي، تضمنت هيئات تنظيمية محلية ودولية منها "مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي" ومؤسسات الخدمات المالية المحلية والدولية والمراكز المالية الدولية مثل مراكز لندن وسنغافورة . . وتمثلت النتيجة في تحديد ثلاثة أنشطة رئيسية توفر لنا القوة الأكبر وتتيح لنا التميز عن غيرنا وهي: إدارة الأصول، وإدارة الثروات والخدمات المصرفية الخاصة، ولكن هذه خطوة البداية وحسب .