القاهرة - سعيد فرماوي
أعلن المتحدث الرئاسي،السفير علاء يوسف، أمس الأربعاء إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيزور دولة الإمارات العربية المتحدة يومي الأحد والاثنين المقبلين، وذلك في أول زيارة رسمية له منذ توليه الرئاسة . مضيفا: إن الزيارة تأتي في إطار علاقات الأخوة الوثيقة والعميقة التي تجمع البلدين، فضلاً عن مشاركته في القمة العالمية لطاقة المستقبل، مؤكدا أنها تشكل مناسبة لتسجيل تقدير وامتنان مصر للمواقف الداعمة والمساندة التي أبدتها دولة الإمارات، ووقوفها إلى جانب مصر، في أعقاب ثورة 30 حزيران/ يونيو، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان .
وأوضح المتحدث في بيان له أمس الاربعاء ، أن العلاقات بين البلدين تتميز بالخصوصية الفريدة والرسوخ الشديد، حيث تحتل الإمارات منزلة خاصة في قلوب المصريين، وتوجد روابط متعددة الأبعاد تجمع البلدين والشعبين، خاصة في ضوء تواجد الجالية المصرية بمختلف أنحاء الإمارات، حيث ساهمت بجهودها في نهضتها التنموية الشاملة التي تثير الإعجاب والتقدير .
وأضاف السفير علاء يوسف: إن الشعب المصري لا ينسى المواقف التاريخية للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تجاه مصر وشعبها، والتي كانت تنُم عن حكمة وإيمان عميق بضرورة التضامن العربي، وتعمل على تضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية، للمساهمة في إعلاء شأنهما على المستوى الدولي وإزالة الشوائب التي علقت بهما .
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية بمواقف دولة الإمارات المشرفة خلال حرب 6 أكتوبر، ودعمها المتواصل لمصر، عقب ثورة 30 يونيو، من خلال عمل المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية، التي تنفذها الإمارات في مصر، الذي لا يقتصر على الدعم المادي فقط، وإنما يقوم على إرادة قوية تهدف إلى تنفيذ مشروعات تسهم في دفع عملية التنمية الشاملة الجارية في مصر .
وأكد المتحدث أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيشارك خلال الزيارة في افتتاح "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، التي تقام ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، تلبية للدعوة الموجهة له من الفريق أول ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، .
وأوضح المتحدث في بيانه أن الرئيس السيسي، يتفق في الرؤية مع أشقائه في الإمارات حول أهمية الطاقة كعنصر رئيسي لكل أنشطة التنمية، وأن هذه المرحلة تحتاج إلى تعزيز وضمان أمن الطاقة، من خلال اتخاذ مبادرات عملية تشمل تنويع مزيج الطاقة ليضم مختلف مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .
وأشار إلى تأكيد الرئيس اهتمام مصر بقطاع الطاقة وترشيد وتحسين كفاءتها، في إطار تنفيذ خططها التنموية الطموحة، وأهمية القمة كفرصة جيدة لمناقشة أفضل السبل لتخطيط مستقبل الطاقة، والعمل على تفعيل الآليات اللازمة لنشر استخدام الطاقات المتجددة ورفع الوعي بترشيد الطاقة، فضلا على التوجه نحو مستوى أفضل من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحسين الأثر البيئي لتوليد الطاقة الكهربائية .
ومن جانب آخر، غادرت مطار القاهرة الدولي، أمس، إلى أبوظبي بعثة رسمية مصرية للإعداد للزيارة، تضم 8 مسؤولين من رئاسة الجمهورية .
من جهة أخرى، أكد سياسيون وحزبيون مصريون أن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع المقبل، ستحقق نقلة نوعية قوية جديدة في العلاقات بين البلدين، إلى أعلى المستويات، كما تقوي الروابط المؤسسية والشعبية بينهما، وتساهم بقوة في النهوض بالاقتصاد المصري في الفترة المقبلة، خاصة أن مصر مقبلة على تنظيم المؤتمر الاقتصادي منتصف شهر مارس/آذار المقبل بشرم الشيخ .
وأوضح الخبير السياسي ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، إن زيارة الرئيس السيسي الأسبوع المقبل لدولة الإمارات العربية المتحدة، ستكون لها نتائج إيجابية للغاية فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية، حيث قد تسهم هذه الزيارة في دفع الاقتصاد المصري للأمام، بعد فترة كبيرة من التدهور التي مر بها الاقتصاد المصري منذ ثورة يناير وحتى سقوط نظام جماعة الإخوان .
وأضاف ربيع، أن دولة الإمارات العربية تعد من أكثر الدول المناهضة لجماعة الإخوان، ودعماً لمصر وشعبها، حيث ظهر ذلك واضحاً الفترة الماضية التي قدمت فيها الإمارات دعماً ماديا ومعنويا كبيراً لمصر والرئيس السيسي، قائلاً: "نتوقع نتائج إيجابية جيدة على الجانبين السياسي والاقتصادي" .
وأوضح المنسق العام للجمعية الوطنية للتغير،أحمد بهاء الدين شعبان أن هذه الزيارة تأتي في وقت مناسب، وتعبر عن مدى العلاقات الطبية بين مصر والإمارات، لاسيما بعد موقف الإمارات المساند لمصر منذ ثورة يناير وحتى الآن، ووقوفها بجانب الشعب المصري بعد سقوط نظام الإخوان الذي كان يمثل تهديداً صريحا للأمن العربي والمنطقة العربية كلها .
ولفت شعبان إن هناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى تعاون بين البلدين وأهمها ما يتعلق بالأمن العربي وأمن الخليج، خاصة مع تصاعد الأعمال الإرهابية بمعظم دول العالم، ومناقشة القضية الفلسطينية، إضافة إلى مناقشة الأوضاع السياسية والوضع الاقتصادي، لافتاً إلى أن هذه الزيارة قد تسهم بشكل كبير في إنجاح المؤتمر الاقتصادي الذي ستعقده مصر في منتصف آذار/ مارس المقبل .
وأشار المتحدث الرسمي لحزب التجمع،نبيل زكي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدولة دعما لمصر خلال السنوات الماضية، وهذه علاقة تاريخية تربط البلدين منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونحن نأمل أن تأتي هذه الزيارة بنتائج إيجابية على المستوى الاقتصادي، وتكون دفعة قوية للاقتصاد المصري الفترة المقبلة .
وتابع زكي أن الرئيس السيسي أكد أكثر من مرة "أن أمن الخليج وبخاصة أمن الإمارات هو جزء من الأمن المصري، وأن أمن الخليج خط أحمر"، مضيفاً أن هذه الزيارة قد تسهم بشكل كبير في استفادة الجانب المصري في مجال الطاقة، حيث إنه من المقرر أن يحضر الرئيس السيسي مؤتمرا دوليا في الإمارات بشأن الطاقة .
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد دراج، أن زيارة الرئيس السيسي للإمارات ستسهم بشكل فعال في دعم الاقتصاد المصري، وحل مشكلة الطاقة التي تعانيها القاهرة منذ فترة، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تناقش الزيارة خطط الدول العربية لمواجهة الإرهاب على المستوى العربي بعد تصاعده في أوروبا الأيام الماضية .
وأشار دراج إلى أن الإمارات لعبت دورا محوريا بالتعاون مع المملكة السعودية العربية، تجاه إسقاط المخطط الإخواني الأمريكي لتقسيم الشرق الأوسط، وخلق حالة من عدم الاستقرار بالدول العربية، خاصة في مصر، حيث كان للإمارات دور بارز في دعم الشعب المصري وإرادته ضد نظام الجماعة في ثورة 30 حزيران/ يونيو .
وأوضح رئيس حزب الكرامة،محمد سامي إن الزيارة في الوقت الحالي أمر مهم للغاية، لأن الدول العربية الآن أصبحت في أمس الحاجة للتعاون المشترك في ظل الظروف الحالية، وتصاعد أعمال الإرهاب، مضيفاً نحن بحاجة إلى اكتمال الروح القومية والوطنية للدول العربية وتشكيل وحدة عربية لمواجهة التحديات الدولية المتعلقة بالإرهاب، وبحاجة أيضاً إلى تشكيل وحدة اقتصادية قوية .
وأضاف سامي، أن الرئيس السيسي يسعى إلى إعادة العلاقات الودية بين مصر وأشقائها العرب، بعد أن تدهورت تلك العلاقات خلال فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، حيث أساء الإخوان لمعظم الدول العربية التي دائماً كانت تقف بجانب الشعب المصري في أزماته، خاصة دولة الإمارات التي تحظى بتاريخ طيب تجاه الشعب المصري .
وأشار عضو الهيئة العليا لحزب الوفد،حسين منصور إن مصر تحتاج إلى مساندة قوية من الأشقاء العرب الفترة المقبلة، وأعتقد أن هذه الزيارة ستتأتي بنتائج جيدة للغاية، تدفع مصر نحو عجلة التقدم الفترة المقبلة، خاصة أن مصر أطلقت عدة مشروعات قومية كبرى مثل مشروع قناة السويس الجديد، ومشروع منظومة الطرق الجديد، والمليون وحدة سكنية .
واستطرد منصور أن العلاقة بين بين مصر والإمارات علاقة تاريخية، ومن أفضل العلاقات بين الدول العربية .
وأوضح رئيس الهيئة العليا لحزب النور السلفي،طارق السهري، إن الهدف الأساسي من زيارة الرئيس السيسي للإمارات هو لم الشمل العربي مرة أخرى، والتأكيد على أن مصر جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، مضيفا نتمنى أن تسفر هذه الزيارة عن تشكيل وحدة عربية متكاملة، تكون كل الدول العربية جزءاً منها، لأننا بحاجة إلى تكامل وتعاون عربي في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية وغيرها .
ولفت السهري، إلى أن الإمارات من أهم الدول التي تساند مصر بشكل دائمة، ولابد أن تسعى القيادة الحالية في مصر إلى تقوية العلاقات بين البلدين، ونأمل أن يكون هناك تعاون اقتصادي مشترك بين مصر والإمارات الفترة المقبلة .
وأعلن عبدالله المغازي، البرلماني السابق، إنه يتوقع أن تسهم زيارة الرئيس السيسي للإمارات في انتعاش الاقتصاد المصري، ودفعه إلى الأمام، وقد تكون هذه الزيارة بمثابة دفعة قوية للمؤتمر الاقتصادي المصري، الذي نأمل أن يكون دفعة قوية للنهوض بمستقبل مصر، مضيفاً أن الرئيس يسعى إلى تفعيل بعض المشروعات العملاقة التي أعلن عنها الفترة الماضية، وكسب دعم المستثمرين الإماراتيين تجاه تلك المشاريع .