أبوظبي- فهد الحوسني
كشفت "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، عن تأسيس "الريادة"، الشركة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تركز على استكشاف وتطوير مشاريع التقاط الكربون التجارية، واستخدامه وتخزينه.
وأعلن مدير عام شركة "أدنوك" عبد الله ناصر السويدي، ونائب مدير دائرة الاستكشاف والإنتاج لدى الشركة ياسر المزروعي، والرئيس التنفيذي لـ"مصدر" الدكتور أحمد بالهول، عن اسم الشركة، أثناء معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك".
وتملك "أدنوك" 51% من شركة "الريادة"، بينما تملك "مصدر" حصة 49%، فيما يتم في المرحلة الراهنة بناء المشروع الأول لالتقاط الكربون، واستخدامه وتخزينه، بتنفيذ من شركة "الريادة"، قرب مصنع حديد "الإمارات"، في منطقة المصفح الصناعية، في أبوظبي.
ويساهم المشروع، الذي تبلغ تكلفته 450 مليون درهم، في التقاط 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ومن المتوقع أن تكتمل عملية البناء في الربع الثاني من عام 2016.
وسيتم نقل الكربون الملتقط من مصنع حديد الإمارات عبر خط أنابيب، حيث سيستخدم في تعزيز استخراج النفط.
ويضم مشروع شركة "الريادة" ثلاثة عناصر رئيسة، بدءًا من التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من مصنع حديد الإمارات، أكبر شركة تصنيع للحديد والفولاذ في الدولة، مرورًا بضغط الغاز، ونقله ضمن خط أنابيب يصل طوله إلى 45 كيلومترًا إلى حقول النفط التي تشغلها "أدنوك"، ثم استخدامه في الحقول لتحسين عملية استخراج النفط وتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض.
وأبرز عبد الله ناصر السويدي "كشركة إنتاجٍ نفطية مسؤولة ورائدة في هذا القطاع، تعمل أدنوك على تطبيق أحدث التقنيات في الحقول التي تديرها، فإلى جانب التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، يساهم مشروع شركة الريادة في تعزيز إنتاج النفط والغاز، وتعتبر هذه التقنية حلاً مجديًا يوفر الكثير من المنافع الاقتصادية والبيئية".
يذكر أنَّ شركة "أدنوك" أصبحت في عام 2009 شركة إنتاج البترول الوطنية الأولى في منطقة الشرق الأوسط تستخدم تقنية حقن غاز ثاني أكسيد الكربون، بالتعاون مع "مصدر".
وتستخدم دولة الإمارات الغازات الهيدروكربونية في بعض حقول النفط الواقعة في أبوظبي، لتعزيز عملية استخراجه.
وفي ضوء ارتفاع الطلب المحلي على الطاقة، سيتيح مشروع شركة "الريادة" لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه الفرصة لإنتاج الكهرباء محليًا، وتلبية المتطلبات الصناعية.
من جانبه، بيّن الدكتور أحمد عبدالله بالهول أنَّ "مصدر تهتم بنشر تطبيقات التقنيات النظيفة في قطاع الطاقة، ويسرنا إطلاق شركة الريادة، بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، في معرض أديبك، حيث تسهم هذه الشراكة في الارتقاء بقطاع الطاقة في الدولة والمنطقة، والانتقال به إلى مرحلة جديدة".
وأشار إلى أنه "تنبع أهمية هذا المشروع من كونه يحقق مجموعة من الفوائد، فعبر تقنية التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه، يسهم المشروع في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن المنشآت الصناعية، كما أنه يحقق فوائد اقتصادية عبر استخدام ثاني أكسيد الكربون عوضًا عن الغاز الطبيعي في عمليات تعزيز استخراج النفط".
وأضاف "تعد شركة الريادة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة ونتطلع إلى المزيد من المشاريع التي تستفيد من هذه التقنيات في المستقبل".
وتعد شركة "الريادة" المرحلة الأولى من تأسيس شبكة متكاملة لالتقاط الكربون واستخدامه وحجزه، وذلك في إطار التزام أبوظبي بخفض البصمة الكربونية لاقتصادها المتنامي وإرساء الأسس لقطاع منخفض الكربون لتوليد طاقة.