غزة – محمد حبيب
أعلنت الإذاعة العبرية، الأحد، أنّ الجيش الإسرائيلي أوصى حكومته بتخفيف الضغوط الاقتصادية على حركة حماس في قطاع غزة، لمنع استئناف القتال في نهاية أيلول/سبتمبر المقبل.
ونقلت الإذاعة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، قوله "لا توجد مصلحة لإسرائيل بأن يرزح قطاع غزة تحت ضغط اقتصادي واجتماعي ثقيل، وإذا تمكنا من المساعدة في فتح مناطق الصيد، وتسهيل الحركة في معبر إيرز، وتسهيل نقل البضائع إلى القطاع عبر معبر كيرم شالوم، فإن هذا سيساعد في إبقاء الهدوء على حاله".
وأضاف الضابط "خطوات تخفيف هذه الضغوط، يجب أنّ يرافقها إنشاء جهاز مراقبة فعّال يمنع استئناف تهريب الأسلحة إلى القطاع، ولأن اتفاق وقف إطلاق النار لا يتطرق إلى ذلك، فإن إسرائيل تجري رقابة ذاتية على نقل البضائع في معبر كرم أبو سالم "كيرم شالوم" دون جهاز دولي منظم".
ويعتزم جهاز الأمن الإسرائيلي التوصية بمطالبة فرض مراقبة عينية على أعمال بناء في القطاع، ستجري بإدارة وتمويل أجنبي، لمنع تسرب إسمنت وباطون، لغرض إعادة بناء مقرات حماس وحفر أنفاق.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أنّ مصر لا تعتزم فتح معبر رفح بصورة كاملة للتنقل من القطاع إلى مصر، مضيفة "التقديرات في إسرائيل هي أن مصر لن تسمح بمضاعفة نسبة الحركة اليومية في معبر رفح، وليس أكثر من ذلك، وأنّ مصر لن توافق على السماح بنقل بضائع من أراضيها إلى القطاع عبر رفح، مثلما يطلب الفلسطينيون".
وبناءً على هذه التقديرات، تُعتبر إسرائيل أنّ إعمار غزة، وضمان مستوى معقول للحياة الاقتصادية السليمة منوط بقدر كبير بتوجهات إسرائيل.
وأوضحت إسرائيل أنّ المجالات المركزية الأهم بالنسبة لقطاع غزة، هي تحويل رواتب إلى 43 ألف موظف يعملون ضمن حكم حماس، وضمان استمرار صيد الأسماك، وتسهيلات في نقل البضائع عبر معبر كيرم شالوم، والأفراد في معبر إيرز، وتحريك مبادرات ترميم كبيرة للدمار البيئي الهائل الذي لحق بقطاع غزة الحرب العدوانية الإسرائيلية.
وحسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإنه تبقى بحوزة حماس أقل من 3000 صاروخ في نهاية الحرب، منها حوالي 100 صاروخ لمدى متوسط، ويزيد مداها عن 40 كيلو مترًا، وعدد ضئيل من الصواريخ الطويلة المدى، التي يصل مداها إلى 160 كيلو مترًا.
ويواصل الجيش الإسرائيلي البحث عن أنفاق هجومية في الجانب الفلسطيني من الشريط الحدودي، بواسطة وسائل استخبارية، لكن الجيش يعتقد أنه لو كان هناك نفق هجومي لم يدمر لحاولت المقاومة استخدامه، لتنفيذ هجوم قبل وقف إطلاق النار.
وزعمت "هآرتس" أنّ الجيش الإسرائيلي تعرف بشكل مؤكد على 600 شهيدًا من أصل أكثر من 2100 شهيد سقطوا أثناء الحرب، على أنهم ينتمون لفصائل المقاومة.
ولفت تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى أنه لا توجد براعم لاندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ضد حكم حماس.
ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر فلسطينية أنّ مفاوضات هدنة غزة ستبدأ خلال 48 ساعة.
وبيّنت أنّ الوفد الفلسطيني الموسع الذي بدأ المفاوضات كان مقررًا أنّ يصل إلى القاهرة، الأحد، لكن رئيس الوفد عزام الأحمد، ينتظر في الأردن وعلى اتصال مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، والذي يزور غزة حاليًا.
ونفى موسى أبو مرزوق، السبت، وجود أي اتصالات لاستئناف المفاوضات في القاهرة، مؤكدًا أنّ الجميع في انتظار بيان مصري يدعو الأطراف للحضور إلى القاهرة للاتفاق على باقي القضايا العالقة.