دبي ـ جمال أبو سمرا
افتتح رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، أمس الاحد، فعاليات منتدى فقه الاقتصاد الإسلامي، في إطار مبادرة نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي في العالم"، تحت رعاية كريمة من ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، . وينعقد المنتدى بتنظيم من قبل دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي وبالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي .
أكد المشاركون في المنتدى أهمية الدور الذي يعول عليه للقرارات والمخرجات المنتظرة من فعاليات المنتدى الذي يشكل منصة حيوية للتواصل والتباحث بين خبراء الفقه الاسلامي والاقتصاد الاسلامي، ورجحوا أن يتم التوصل خلال جلسات المنتدى إلى أسس مناسبة تسهم في التكريس للاقتصاد الاسلامي، وليس على المستوى الإقليمي فقط وإنما عالميا .
وألقى المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور حمد الشيباني، عضو مجلس إدارة مركز دبي للاقتصاد الإسلامي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمنتدى، كلمة لفت فيها إلى أهمية انعقاد هذا المنتدى بوصفه يشكل أرضية للانطلاق نحو تأسيس مرجعية عالمية لمعايير الاقتصاد الإسلامي، لافتا إلى أن وجود كوكبة من علماء الشريعة الإسلامية والاقتصاد يجعل من المنتدى المنصة الأبرز لرسم خريطة اقتصادية تستند إلى أسس شريعة متينة ترسيها نخبة من أعلام الفكر والفقه الإسلامي .
وبين الشيباني "تأتي مبادرة دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي تكريسا لجهود الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم، في الارتقاء في دبي لتكون عاصمة الاقتصاد الإسلامي على مستوى العالم . ونحن من جانبنا، سنبذل قصارى جهدنا في ترجمة توصيات المنتدى إلى واقع ملموس على الأرض وقرارات ملزمة لتكون نواة للعمل الاقتصادي الإسلامي وبداية تشكيل قاعد تشريعية فقهية متينة تكون مرجعاً للعمل الاقتصادي الإسلامي على الصعيد العالمي" .
واستشهد الشيباني بكلمة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند إطلاق المبادرة، التي أشار فيها "نمتلك في الدولة بنية تحتية وموقعا استراتيجا في قلب العالم الإسلامي، إضافة لخبرة طويلة في مجال الاقتصاد الإسلامي، ولدينا فوق ذلك الطموح والعزيمة والإصرار للوصول وتحقيق رؤيتنا" . منوها بأن دبي غدت أرضا للفرص ومدرسةً عالمية تقدم خبرتها للعالم رغم كل العقبات لأن وراءها قيادة تعمل قبل أن تقول .
وأكد الشيباني "إننا نعول الكثير على القرارات التي ستصدر عن المنتدى، لتصبح مرتكزا للتعاملات الإسلامية على المستوى العالمي، وما هذا المنتدى إلا البداية للمزيد من المؤتمرات واللقاءات التي تؤطر لمرحلة جديدة في الاقتصاد الإسلامي" .
ويتمحور المؤتمر حول 4 محاور رئيسية، المحور التشريعي ويتناول أصول الاقتصاد في الإسلام، والمحور التحليلي للاقتصاد الإسلامي، إضافة إلى المحور التطبيقي، وأخيرا دعم استراتيجية دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي .
كما ألقى كلمة المنتدى، رئيس منتدى تعزيز السلم، العلاّمة الشيخ عبدالله بن بيه، أكد خلالها أن العلاقة بين السلام والاقتصاد هي علاقة حميمة لا انفصام لها . وشدد على أن قيادة هذا البلد واعية لأبعاد "أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف"، فلولا الأمن الذي أنعم الله به على هذا البلد لما رأينا هذا الازدهار، مشدداً على أن الإمارات هي واحة للسلم والأمن .
وثمّن جهود الإمارات التي قال انها تتمثل في 3 كلمات الابتكار والاستقرار والازدهار، وقال إن الدولة أدركت إنه لا استقرار من دون سلم، ولا ازدهار من دون اقتصاد قوي يدعم النمو ويحقق متطلبات المجتمع .
ولفت بن بيه إلى أن الاقتصاد الإسلامي قديم قدم الإسلام ولكن الحاجة باتت ملحة لنظرة جدية ورؤية متجددة فيما يتعلق بواقع العالم والمعطيات الاقتصادية المعاصرة، مشدداً على أن المنتدى يأتي في مرحلة أشد ما يكون فيها العمل الاقتصادي الإسلامي إلى تأطير فقهي وتشريعي، يكفل أن تأتي جميع تعاملاته في سياق إسلامي صحيح وسليم .
وأوضح إلى إن دول الغرب أدركت المزايا التي يمثلها ويوفرها الاقتصاد الإسلامي خاصة في أعقاب الأزمة المالية العالمية . وأكد أن ما يهم في المرحلة المقبلة هو ألا نبتعد في خضم العمليات عن القيم الأساسية للاقتصاد الإسلامي، بما في ذلك التضامن والخير وصيانة حقوق الطبقات المستهلكة .
وكشف إنه من المهم أن نهتم بتحديث الأدوات ليكون الاقتصاد الإسلامي اقتصاداً منافسا، وأن نبتعد عن "الثلاثي النكد"، والمقصود هنا الربا والغرار والجهالة وأكل اموال الناس بالباطل .
من جانبه، أضاف المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي عبدالله محمد العور "إن البحوث والدراسات المتعلقة بفقه الاقتصاد الإسلامي وتقنين أحكامه الخاصة بالتعاملات والمنتجات المصرفية الإسلامية، هي إحدى الركائز الاستراتيجية لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي . ونحن على ثقة بأن هذا المنتدى سيشكل علامة فارقة في مسيرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي، لأنه يسهم في صياغة منظومة فقهية جديدة ومتكاملة لكافة القطاعات الناشطة في هذا المجال، التي تتوافر أمامها فرص واعدة للنمو على مستوى العالم .
إننا نعتز بقدرتنا على جمع كبار الفقهاء والمتخصصين في البحوث الإسلامية من أجل التوصل إلى بلورة القوانين والتشريعات التي تضبط التعاملات المختلفة في مختلف القطاعات والمنتجات الاقتصادية الإسلامية، ما يعزز تنافسية دبي كعاصمة الاقتصاد الإسلامي، بعدما أصبح هذا القطاع اليوم منظومة اقتصادية عالمية تسعى العديد من الدول إلى تبنيها .
وكرّم المنتدى الشركاء الاستراتيجيين والرعاة ممثلين في: مؤسسة دبي للإعلام، الشريك الإعلامي، ومؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية، وشركة النابودة للسيارات .