أبو ظبي ـ سعيد المهيري
توقع سفير دولة الإمارات في جمهورية الصين الشعبية السفير عمر البيطار أن يصل حجم التبادل التجاري بين الإمارات والصين إلى 60 مليار دولار مع نهاية العام الحالي.
وبين خلال الجلسة الأولى لمنتدى المرأة العربية الصينية التي كانت في عنوان "المرأة الإماراتية الصينية والتنمية المستدامة" وترأستها عضو المجلس الوطني الاتحادي والرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية نورة الكعبي أن عدد الشركات الصينية المسجلة في الدولة تخطى الأربعة آلاف شركة، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية في الإمارات أكثر من ملياري دولار، فيما بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية المرئية في الصين أكثر من مليار دولار.
وأكد أن العلاقات مع الصين مسألة ذات أهمية في التوازنات الدولية مستقبلا خاصة أن الصين عضو دائم في مجلس الأمن وبلد يتمتع بالموارد والطاقات الكامنة والهائلة، كما أن الشعب الصيني الأكثر تعدادا بين دول العالم وبلد غني بالثروات الطبيعية والقدرات الاقتصادية الكبيرة.
وأوضح أن تعزيز العلاقات مع الصين ستتيح للإمارات فرصا كبيرة لتحقيق نمو اقتصادي متوازن ومستمر على المدى البعيد، علما أن تطوير العلاقات مع الصين جاء كأمر طبيعي عبر طريق الحرير بشقيه البري والبحري.
وذكر أن طريق الحرير البري والبحري للقرن الحادي والعشرين يأتي في إطار إعادة العلاقات التجارية التي امتدت لقرون عدة بين الحضارتين العربية والصينية عبر طريق "الحرير".
وأشار إلى أن الصين أدركت الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها دولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي، فالصين تعتبر الإمارات بوابة يمكن الانطلاق من خلالها على طريق الحرير بالاتجاه نحو الغرب وإفريقيا، هذا ما ساهم على النهوض بالعلاقات الإماراتية الصينية إلى مستويات تخدم المصالح المشتركة بين البلدين.
ولفت إن المزايا الاستراتيجية التي تنعم بها دولة الإمارات من حيث موقعها الجغرافي الذي يتوسط مختلف دول العالم وما لديها من بنية تحتية متطورة وقدرات اقتصادية ونظام مالي آمن وقوانين عادلة ومرنة أهلتها للعب دور مؤثر على الساحتين الإقليمية والدولية، وهذا ما يدفع الصين وغيرها من الدول لتطوير العلاقات مع الإمارات في كافة المجالات.
وأشار إلى أن العلاقات الإماراتية -الصينية على الصعيد التجاري بتطور حيث تشير الأرقام إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قفز من 63 مليون دولار عام 1985 إلى 54.8 مليار دولار أميركي نهاية العام الماضي، متوقعا أن يصل حجم التبادل التجاري إلى60 مليار دولار مع نهاية العام الحالي.
وبين أن عدد الشركات الصينية المسجلة في الدولة تخطى الأربعة آلاف شركة، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية في الإمارات أكثر من ملياري دولار، فيما بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية المرئية في الصين أكثر من مليار دولار.
وعلى صعيد العلاقات الإنسانية والثقافية، أشار إلى افتتاح العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية بين البلدين إذ أسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1994 مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، كما أمر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإعادة تجديد المركز وافتتاحه خلال زيارته للصين عام 2012، باعتباره أحد الصروح البارزة في العلاقات العربية الصينية وساهم بتخريج العديد من المسؤولين الصينيين الذين يعملون في الحكومة الصينية.
وأكد أهمية افتتاح جامعات صينية على أرض دولة الإمارات، للارتقاء بالعلاقات الثقافية والإنسانية والحضارية وفي سبيل ترسيخ العلاقات الاستراتيجية.
وعلى صعيد العلاقات السياحية، أشار سفير الإمارات لدى الجمهورية الصينية الشعبية إلى أنه تم تفعيل اتفاقية الوجهة السياحية بين الإمارات والصين منذ خمسة أعوام، كما أدى إلى انتعاش خطوط الطيران، وتعتبر الحركة الجوية بين الإمارات والصين الأكثر حيوية، وتجاوز عدد رحلات الطيران الوطنية الإماراتية إلى 130 رحلة أسبوعية بما فيها ‹طيران الشحن الجوي.
واستعرضت مديرة مركز الإمارات للسياسيات الدكتورة ابتسام الكتبيخلال الجلسة الأولى رحلة ومسيرة تمكين المرأة الإماراتية حيث أكدت في ورقة العمل التي قدمتها خلال المنتدى أن ما صلت إليه المرأة الإماراتية من نجاح وتميز وتبوئها أرقى المناصب لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة رحلة سنوات من العمل الشاق والدؤوب وبفضل اهتمام القيادة الرشيدة ومؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والنهج الذي يسير عليه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ودعم حكام وشيوخ الإمارات.
وعرضت عددا من الممكنات التي أسهمت في نجاح المرأة الإماراتية والتي دعمتها القوانين والتشريعات التي حرصت على صيانة حقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين في كافة المجالات.
وأكدت أن من أهم مؤشرات تمكين المرأة في الإمارات التمكين السياسي والتعليمي والاجتماعي والصحي والقانوني من خلال الاهتمام المتعاظم من قبل القيادة بدعم المرأة الذي لم يقتصر على المرأة الإماراتية وإنما شمل المرأة العربية في كل مكان وتعزيز مكانتها والدفاع عن حقوقها.
وأشارت إن الإمارات تقدم صورة مشرقة للعالم العربي بمجمله وبشكل خاص في مجال المرأة فهي تقدم النموذج التنموي المشرق ومن هذه الجوانب المشرقة نجد أن الإمارات احتلت المرتبة الأولى عربيا في تمكين المرأة قياديا وبرلمانيا وفق التقرير السنوي 2013 لمركز سياسات المرأة التابع لمؤسسة المرأة العربية. وأوضحت بأن النساء يمثلن 22% من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي و10% من العاملين في السلك الدبلوماسي.