سوق دبي المالي

تكبدت الأسهم المحلية اكبر خسائرها منذ عدة اشهر في جلسة الأمس الخميس، وخسرت 39.7 مليار درهم اثر عمليات بيع فاقت التوقعات، عقب تراجع أسعار النفط الذي انعكس سلبا أيضاً على جميع أسواق الخليج التي إصابتها موجة هبوط قوية أفقدتها المليارات من قيمتها السوقية بحسب إحصائيات أولية غير رسمية.

ومع زيادة حدة التراجع فقد انخفض المؤشر العام لسوق دبي المالي أمس الخميس 7.42% مما رفع من خسائره في خمس جلسات الى 13.8% متخليا عن نحو 577 نقطة في حين خسر المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية 4.68% ونحو 7.1% خلال الأسبوع الذي تخلى فيه المؤشر عن 334 نقطة مغلقاً عند 4368 نقطة.
ومع إغلاق جلسة الأمس الخميس فقد أنهت أسواق المال المحلية واحدا من أسوأ تعاملاتها الأسبوعية التي تخلت خلالها القيمة السوقية عن نحو 62.2 مليار درهم منخفضة الى 700.1 مليار درهم وهو ادنى مستوى لها منذ شباط / فبراير الماضي .

وتصدر سهم سوق دبي المالي قائمة اكثر الأسهم تراجعا خلال الأسبوع بعدما هبط بنسبة 22.1% الى 1.83 درهم تلاه سهم الاتحاد العقارية بنسبة 21.2% الى 1.08 دراهم وخسر سهم اعمار 18.1% متراجعا لمستوى 7.23 دراهم في حين وصلت خسائر سهم الدار في ذات الفترة 16.2% الى 2.52 درهم ونحو 14.4% لسهم ارابتك المغلق عند 3.21 دراهم و14.2% لسهم بنك دبي الاسلامي عند 6.09 دراهم.
وعلى صعيد السيولة فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة خلال خمس جلسات 6.4 مليارات درهم سجل الجزء الأكبر منها في سوق دبي المالي وبلغ عدد الأسهم المتداولة 2.7 مليار سهم نفذت من خلال 56484 صفقة.

وأوضح عميد كنعان الخبير المالي ان تعاملات الأسبوع كانت الأسوأ منذ عدة اشهر تراجعت خلالها أسعار الأسهم الى مستويات غير متوقعة نتيجة ردة فعل مبالغ بها اثر انخفاض أسعار النفط، لافتا الى ان التأثير الأكبر على الأسواق جاء من مؤسسات أجنبية باتت تتحكم منذ فترة طويلة بحركة الأسعار وفقاً لما يخدم مصالحها في ظل غياب المستثمر المحلي عن السوق.
وبالعودة الى تفاصيل ما حدث في سوق دبي المالي باليوم الأخير من الأسبوع فقد كانت البداية سلبية للغاية انطلقت خلالها الأسهم في هبوط حاد تركز في غالبيته على الأسهم القيادية رغم ان شمل جميع الأسهم في خطوة وصفت بانها خسارة قاسية للسوق ربما تكون ناتجة عن بيع المكشوف من قبل مؤسسات أجنبية الى جانب تسييل اجباري لجأ اليها شركات وساطة لعملاء يعملون لديها بموجب التسهيلات المالية التي تقدمها لهم .

ومع زيادة وتيرة البيع فقد انخفضت الأسعار بنسب فاقت توقعات اكثر المحللين تشاؤما وهبطت بعدها الأسهم الى ادنى مستوياتها منذ شهر فبراير الماضي وعلى نحو مبالغ فيه مما زاد من الضبابية في السوق التي ما زالت تعاني من عدم اتضاح وجهة حقيقية لمسيرتها منذ اكثر من شهرين .
وبرغم الانخفاض الكبير المسجل في أسعار الأسهم الا ان حالة الحذر ما زالت تسيطر على سلوك الشريحة الأكبر من المتعاملين الذين ما زالوا يفضلون الاكتفاء بالمارقبة نظرا لعدم قدرتهم على تحمل اية مخاطر تساهم في تكبدهم المزيد من الخسائر.
وجاء الضغط الأكبر على السوق من قطاع العقار كما جرت العادة فقد هوى سهم اعمار بنسبة تجاوزت 9% وسط ذهول المتداولين مغلقا عند 7.23 دراهم في ادنى مستوى له منذ اكثر من 7 أشهر دون مبررات منطقية سوى عمليات بيع بالمكشوف نفذت عليه ودفعته الى تعميق خسائره على هذا النحو، وبلغت قيمة الصفقات المبرمة على السهم 325 مليون درهم تقريبا عائدا بذلك لصدارة اكثر الأسهم نشاطا في السوق.
ولم يكن الوضع افضل حالا بالنسبة لسهم ارابتك الذي كاد يغلق بالحد الأدنى لولا طلبات الشراء التي ظهرت عليه في الساعة الأخيرة وقلصت من خسائره الى 7.7% عند 3.21 دراهم وهي نفس نسبة التراجع التي تكبدها سهم الاتحاد العقارية تقريبا الهابط الى 1.08 دراهم، في حين هبط دريك اند سكل 8.4% الى 87 فلسا ونحو 9% لسهم ديار عند 81 فلسا وبات سهم اعمار مولز يتداول دون قيمته في الاكتتاب للمرة الأولى منذ ادراجه مغلقا عند 2.80 دراهم.
وتكبدت أسهم البنوك خسائر قوية الأمر الذي زاد من حدة خسائر السوق فقد تراجع بنك الإمارات دبي الوطني الى 7.67 دراهم وبنسبة 9,8% فيما تخلى سهم بنك دبي الإسلامي عن 9.1% من قيمته هابطا لمستوى 6.09 دراهم.

وأغلق سهم دبي للاستثمار بالحد الأدنى المسموح به يوميًا عند 2.16 دراهم في حين خسر سهم السوق 9.4% الى 1.83 دراهم ولحق به سهم الاتصالات المتكاملة بنسبة 9.2% الى 4.52 دراهم وتراجع سهم دبي باركس في اليوم الثاني لإدراجه بنسبة 8.8% الى 83 فلسا.
وشملت قائمة الأسهم الحمراء أيضاً تبريد الهابط لمستوى 1.06 دراهم وطيران العربية 1.49 دراهم وأمانات 84 فلساً. وعلى صعيد السيولة فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة في جلسة نهاية الأسبوع 1.1 مليار درهم ووصل عدد الأسهم المتداولة 537 مليون سهم نفذت من خلال 10673 صفقة.
وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي المعروض اسهمها للتداول من خلال منصة سوق دبي المالي فقد اقتصرت التداولات على سهم موانئ دبي العالمية الذي خسر اكثر من 5% من قيمته هابطا الى 20 دولاراً.

وقد كانت الصورة حمراء أيضاً في سوق أبوظبي للأوراق المالية تحت ضغط من تراجعات قاسية تكبدتها شريحة من اسهم العقار والبنوك والاستثمار ما دفع المؤشر العام للتخلي عن نحو 214 نقطة هابطا بنسبة 4.68% الى 4368 نقطة. وانخفض سهم بنك الاتحاد الوطني بالحد الأدنى الى 5.40 دراهم .
فيما خسر سهم بنك أبوظبي التجاري 6.3% الى 6.70 دراهم وبنك الخليج الأول 5.9% الى 16 درهما وهبط سهم مصرف أبوظبي الإسلامي بنسبة 7% مغلقا عند 5.40 دراهم وكذلك خسر سهم بنك أبوظبي الوطني نفس النسبة متراجعا لمستوى 12.10 درهماً الى جانب سهم الواحة 2.77 درهم.
بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب في سوق دبي المالي امس 195.490 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 156.680 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين 253.130 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 208.650 مليون درهم.
أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 101.500 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 161.310 مليون درهم خلال نفس الفترة.
ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 550.130 مليون درهم لتشكل ما نسبته 49.030% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 526.650 مليون درهم لتشكل ما نسبته 46.940% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 23.480 مليون درهم كمحصلة شراء.

 اجتاح الهبوط مؤشرات أسواق المال الخليجية مجتمعة أمس الخميس وفق تقرير مباشر حيث هبط مؤشر سوق قطر 4.33%، وتلاه سوق مسقط بتراجع 4.15%، ومؤشر الكويت بتراجع 1.51%، وتزيل البحريني القائمة بتراجع نسبته 0.90%.
تراجعت بورصة قطر بأكبر وتيرة يومية منذ مطلع الشهر الجاري مع نهاية تداولات أمس الخميس مقتفية أثر الأسواق الخليجية التي تضررت كثيرا جراء التقلبات الحادة في أسواق النفط العالمية. وأغلق المؤشر العام منخفضاً أمس على تراجع محلوظ للجلسة الثالثة على التوالي خاسراً 534.55 نقطة، حسبما ذكر تقرير مباشر بنسبة 4.33% إلى 11805.32 نقطة متخلياً عن مستوى 12000 نقطة.
وهبطت قطاعات السوق الـ 7 وتصدرها قطاع العقارات بنسبة 5.2% مع هبوط بروة 7.6% كما تراجع قطاع الصناعات بنسبة 4.8% مع انخفاض الخليج الدولية إلى أدنى مستوياته في 5 أشهر إلى 80.7 ريالاً بنسبة 9.9% وتراجع أيضاً قطاع الخدمات 4.3% مع انخفاض الميرة بنسبة 7.4%.
واصلت مؤشرات سوق مسقط للأوراق المالية هبوطها الجماعي في ختام تداولات جلسة أمس الخميس للجلسة الثالثة على التوالي وأغلق المؤشر العام مسقط 30 متراجعًا بنحو 4.15% أو ما يعادل 251.55 نقطة عند مستوى 5807.55 نقاط وهو أدنى مستوى منذ 3 شباط / فبراير 2013 بما يزيد على 22 شهرا، فيما تراجع مؤشر الشريعة بوتيرة أقل بنحو 2.08% حسبما جاء بتقرير مباشر ليهبط إلى مستوى 919.39 نقطة.

تراجعت المؤشرات الكويتية بشكل جماعي بنهاية تعاملات أمس الخميس لتُسجل بذلك التراجع الجماعي الرابع لها هذا الأسبوع حيث أنهى المؤشر السعري للبورصة تداولات أمس على انخفاض نسبته 1.51% حسبما ذكر تقرير مباشر بإقفاله عند مستوى 6463.76 نقطة خاسرًا نحو 99 نقطة.
واصل مؤشر بورصة البحرين خسائره للجلسة الخامسة على التوالي ملامساً أدنى مستوياته منذ نيسان/ أبريل 2014 متأثرة بموجة التراجعات الجماعية التي اجتاحت بورصات الخليج وسط حالة الهلع التي سيطرت على نفسية المتعاملين بعد تراجعات أسعار النفط. وانخفض المؤشر العام بنهاية تعاملات أمس الخميس بنسبة 0.9% وفق تقرير مباشر ليصل إلى مستويات 1390.6 نقطة متخلياً عن مستوى الـ 1400 نقطة.