دبي – صوت الإمارات
أفاد مستثمرون بأن هناك طلباً لافتاً على الاستثمار في القطاع العقاري ببريطانيا من قبل خليجيين، بسبب التراجع الذي شهده الجنيه الاسترليني أمام الدرهم وعملات خليجية أخرى، عقب انفصالها عن الاتحاد الأوروبي منذ حزيران/يونيو الماضي، مشيرين إلى أن أسعار العقارات في بريطانيا أصبحت مغرية للمستثمرين الأجانب، خصوصاً من دول الخليج.
وأوضحوا إن العقارات في بريطانيا فقدت نحو 30% من قيمتها السعرية خلال الفترة الماضية، عقب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، مشيرين إلى أن توافر السيولة يعزز قدرة المستثمرين الخليجيين على اقتناء عقارات بأسعار تنافسية، وفي مواقع جغرافية متميزة.
وذكر تقرير لمؤسسة "كوشمان آند واكفيلد" للخدمات العقارية أن الخليجيين استحوذوا على 25% من حجم المبيعات العقارية في بريطانيا، عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي (أي منذ يونيو الماضي)، وهبوط عملتها مقابل عملات رئيسة أخرى، من بينها الدرهم الإماراتي المرتبط بالدولار الأميركي.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة "ثراء" القابضة، طارق رمضان، إن "تراجع سعر الجنيه الإسترليني أمام الدولار عزز جاذبية العقارات الربيطانية للمستثمر الخليجي"، لافتاً إلى أن هناك عدم وضوح في رؤية الاقتصاد الأوروبي، وهو ما يخلق حالة من التردد لدى المستثمرين، ما يدفع للانتظار والتريث حتى تتضح الرؤية ويتم اتخاذ القرارات المناسبة.
وأضاف أن تقارير من شركات عقارية أفادت أخيراً بتراجع أسعار العقارات في بريطانيا، مشيراً إلى أن العائد الاستثماري على العقارات في بريطانيا منخفض، ويراوح ما بين 3 و4٪، لكن الاستثمار في شراء العقارات يأتي بناء على رغبة المستثمر في اقتنائها، أملاً في ارتفاع أسعارها أو كملاذ آمن لرؤوس الأموال.
وأكد رئيس شركة "نيو دبي" العقارية، أحمد العبدالله، أنه كان من ضمن المستثمرين الذين اهتموا بالاستثمار في شراء العقارات في بريطانيا عقب تراجع سعر الجنيه الإسترليني، لافتاً إلى أنها "تمثل فرصة، خصوصاً أن العقارات انخفضت بنسبة تصل إلى 30% مع إمكانية حصول المستثمر على أفضلية سعرية عند التعاقد نقداً".
وأضاف أن توافر السيولة يعزز قدرة المستثمرين الخليجيين على اقتناء عقارات بأسعار تنافسية وفي مواقع جغرافية متميزة، لافتاً إلى أنه اختار وسط مدينة لندن لعقد صفقاته العقارية. وأشار العبدالله إلى أنه مستمر في الاستثمار بالعقارات البريطانية، خصوصاً مع حالة الركود التي يشهدها السوق، إذ إن هناك فرصاً للمستثمرين للدخول باعتبارها ملاذاً آمناً لرؤوس الأموال. ولفت إلى أن الوضع الراهن يعزز قدرة أصحاب السيولة على التفاوض والحصول على أسعار تنافسية، مؤكداً أن الشراء في الوقت الراهن يعد فرصة، فالعقارات "تمرض لكنها لا تموت".
وذكر كبير استراتيجي الأسواق في شركة "نور كابيتال" في دبي، وليد جرادات، إن "أسعار العقارات في بريطانيا هبطت لأدنى مستوى لها منذ عام 2013، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحسب مؤشر (المؤسسة البريطانية للمساحين الملكيين)"، مشيراً إلى أن المستثمرين الخليجيين اتجهوا إلى السوق العقارية في بريطانيا عقب تراجع الجنيه الإسترليني.
وأضاف جرادات أن هناك تراجعاً واضحاً في أسعار العقارات التجارية، خصوصاً في لندن، وهو ما دفع مجموعات استثمارية خليجية إلى عقد مجموعة صفقات أخيراً في بريطانيا، ومن بينها صفقات بين إماراتيين وسعوديين ومؤسسات بريطانية في مجال الضيافة والعقارات، بجانب توجه الخليجيين إلى شراء العقارات السكنية.
وذكر مدير تطوير الأعمال في شركة "آي سي أم كابيتال" دبي، وائل حماد، إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تداعيات اقتصادية ومالية تتجاوز حدود المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لتشمل العالم بأسره، بما في ذلك المنطقة العربية، لما تحمله مرحلة ما بعد الخروج من غموض اقتصادي بالنسبة للمستثمرين بشكل عام". ولفت إلى أن الاستثمارات العقارية التي عقدت في بريطانيا خلال الأشهر الـ12 الماضية، منيت بخسائر غير محقّقة، تراوح بين 6 و15% جراء تراجع سعر الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأميركي.
وأكد تقرير لمؤسسة "كوشمان آند واكفيلد" للخدمات العقارية في بريطانيا أن حجم الطلب على شراء العقارات البريطانية من قبل المستثمرين الخليجيين ارتفع بنحو 25% بعد تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل شهرين تقريباً (في يونيو الماضي). وبحسب التقرير، فإن المستثمرين الخليجيين استحوذوا على ربع حجم المبيعات العقارية في بريطانيا في الفترة اللاحقة على قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وأشار التقرير إلى صفقات عقارية تمت لمصلحة مستثمرين عرب، من بينهم رجال أعمال من الإمارات، والذين أقبلوا على شراء العقارات في ظل تراجع قيمة الجنيه الإسترليني أمام الدرهم، خصوصاً أن العملات الخليجية، ومن بينها الدرهم، ارتفعت مقابل الجنيه الإسترليني، كونها مرتبطة بالدولار الأميركي.
وذكر التقرير أن أسعار العقارات البريطانية شهدت هبوطاً بنسبة 24% في أعقاب إعلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سمح لمستثمرين خليجيين بالإسراع لشراء العديد من العقارات البريطانية من أجل الاستثمار، موضحاً أن المستثمرين اشتروا عقارات سكنية وتجارية في أفضل الأماكن في العاصمة البريطانية لندن، من ضمنها "ويست اند"، "كناري وورف"، "كينسنجتون"، "مايفيير" و"ريشموند". وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الإقبال على شراء العقارات البريطانية المتميزة، حتى يستقر وضع الجنيه الإسترليني عند حد معين، وفق السياسات الاقتصادية التي تتخذها بريطانيا.