دبي – صوت الإمارات
أفاد مؤسسون ومسؤولون بضرورة أن يتم ترويج المنتجات "الحلال" على أنها للعالم أجمع، وليست حكراً على المسلمين وحدهم، مطالبين بتشجيع الجميع على شراء المنتجات "الحلال".
وأوضحوا، خلال مشاركتهم بالقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، إن مستهلكي المنتجات "الحلال" يصلون إلى أربعة مليارات مستهلك عالمياً، مطالبين بآليات لتطوير المنتجات المتوافقة مع الشريعة، لتتناسب مع متطلبات السوق. واقترحوا أن يتم العمل على إيجاد حاضنة عالمية مبتكرة لرواد الأعمال في الاقتصاد الإسلامي عالمياً، لتشجيع الشركات الناشئة في هذا المجال.
وذكر مؤسس "مجموعة اللولو" الدولية، يوسف علي، إن "والده بدأ حياته العملية بمحل بقالة صغير في أبوظبي، لكن عائلته نجحت في تحويل هذا المشروع الصغير إلى واحد من أكبر منافذ البيع للتجزئة في منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي"، مضيفاً أنه "يدير مجموعة تملك 130 مركزاً تجارياً حول العالم، ويعمل بها نحو ربع مليون موظف عالمياً".
وأضاف علي، خلال جلسة عن "اللاعبين البارزين في السوق الإسلامية" بالقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، التي انتهت فعالياتها الأربعاء، أن "الشركات الناشئة الطموحة في الاقتصاد الإسلامي سعت طويلاً إلى دخول الأسواق المستهدفة، لكنها تحتاج أن تكون محل ثقة من المستهلكين، فرجل الأعمال المسلم يجب أن يكون صادقاً". ودعا الشركات الفاعلة في الاقتصاد الإسلامي إلى التعاون والتنسيق لترويج المنتجات "الحلال"، لمساعدة المستهلكين للحصول على المنتجات التي يبحثون عنها.
وأشاد علي بمبادرة تنظيم القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، قائلاً إن "دبي تمنح الفرصة للعالم بأسره، للمشاركة في هذه القمة المهمة التي تعالج ليس فقط الاقتصاد الإسلامي، لكنها تعرض الدين الإسلامي الذي يعد دين التسامح والاحترام المتبادل".
وتابع أنه "يسعى الترويج المنتجات (الحلال)، والتركيز على القطاع الغذائي، ليس في منطقة الخليج فقط، وإنما أيضاً في إندونيسيا وماليزيا والهند".
وذكر علي: "هناك الكثير من المتغيرات التي تواجه جيل اليوم، لاسيما في التعامل مع التحديات التي تواجه الاقتصاد الإسلامي، وعليهم أن يواجهوا هذه التحديات، وأن يستفيدوا من الفرص التي يتيحها الاقتصاد الإسلامي في جميع الأسواق حول العالم"، مؤكداً أنه لابد من تثقيف شباب اليوم ليكونوا رواد أعمال، وأن يبدأوا في تأسيس شركاتهم الخاصة، ولابد أن يستفيدوا من الخبرات السابقة في هذا المجال.
وأكد ضرورة تشجيع الجميع على شراء المنتجات "الحلال"، حتى يكون هناك حضور للمنتجات "الحلال" بالأسواق، لأنه مع توافر شروط النجاح للمنتجات الإسلامية، فلابد أن تحقق انتشاراً واسعاً، داعيا إلى الترويج بشكل جيد لهذه المنتجات، وأن تترافق مع الطريقة المناسبة في العرض، مع التركيز على التوعية المجتمعية حول هذه المنتجات وما تقدمه للأفراد، وكيف أنها تراعي الصحة والحياة الاجتماعية في الوقت ذاته.
وأوضح مؤسس "مجموعة شركات علاء الدين"، رائد الفضاء، الدكتور شيخ مظفر شكور، إنه "تم اختيار هذه المجموعة لتكون منصة للمنتجات (الحلال)، لأن الهدف أن تكون المنتجات الإسلامية لجميع المجتمعات ولجميع الجنسيات، وألا تكون حكراً على المسلمين"، داعياً رواد الأعمال إلى تحقيق النجاح، من خلال التركيز على تقديم المنتجات الإسلامية للجميع.
ودعا شكور إلى أن يكون هناك تعاون بين جميع الجهات المعنية في تطوير والارتقاء بأداء الاقتصاد الإسلامي في جميع الدول حول العالم، للتغلب على التحديات التي تعوق تحقيقه الانتشار والنجاح المطلوبين، والاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية في الاقتصاد العالمي.
وذكر إن "كلمة (حلال) لا تعني طريقة ذبح الحيوانات فقط، لكنها تتعلق بالصحة، والحياة والأسواق"، مضيفاً أن "مستهلكي المنتجات (الحلال) يصلون إلى أربعة مليارات مستهلك حول العالم، وما يميزنا يجب أن يكون استيفاء معايير (الحلال)".
وأوضح أكد الرئيس التنفيذي لـ"ماي بازار" غلوبال، أمين عثمان سيفيتش، أنه "لابد أن تكون هناك إمكانية لدراسة آليات تطوير المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وأن تكون هناك مراكز أبحاث للعمل المستمر على تطوير هذه المنتجات، واختبارها لتكون متناسبة مع متطلبات السوق، وأن تكون أيضاً متناسبة مع التطورات التي تشهدها السوق عالمياً، بجانب العمل على إيجاد حاضنة عالمية مبتكرة لرواد الأعمال في الاقتصاد الإسلامي حول العالم".
وبين أن هناك مشكلة حقيقية تواجه تقديم المساعدات لرواد الأعمال، ولابد من البحث عن الأسواق التمويلية المناسبة وإتاحتها أمام هؤلاء الرواد، وهناك على سبيل المثال سوق التجزئة الإلكترونية، التي لاتزال ناشئة وتمتلك فرصاً كبيرة لرواد الأعمال المتخصصين في المنتجات المتوافقة مع الشريعة.
وذكر سيفيتش: "لابد من التأكيد على حقيقة مهمة، لتعزيز أداء الاقتصاد الإسلامي عالمياً، وهي أن تكون هذه المنتجات للعالم أجمع، وليست مقتصرة على المسلمين، لأنها في هذه الحال ستكون انتقائية، ولن تحقق التطور المطلوب، ولابد من العمل على أن يتم ترويج هذه المنتجات على أنها منتجات لجميع أفراد المجتمع، وليست لفئة معينة".