الطاقة

بحث وزراء الطاقة في مجموعة العشرين، أمس، تخفيضات جماعية لإنتاج النفط تعادل عشرة بالمئة من الإمدادات العالمية، وحث منتجين آخرين لخفض خمسة بالمئة أخرى، في إطار مجموعة أوبك+، التي توصلت لاتفاق بعد محادثات مطولة أمس الأول.
وتشارك الإمارات في الاجتماع الذي يعقد عن بُعد بصفتها ضيف شرف، حسب ما أفاد معالي المهندس سهيل محمد فرج المزروعي وزير الطاقة والصناعة، في تغريدة على «تويتر».
وحثت السعودية التي، تترأس المجموعة في دورتها الحالية، جميع أعضاء مجموعة العشرين بمن فيهم المكسيك والدول المدعوة لأخذ إجراءات ملائمة واستثنائية لاستقرار أوضاع السوق على أساس مبادئ العدل والإنصاف والشفافية والشمول.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان: يجب أن نعمل معاً لمعالجة الضبابية غير المسبوقة التي تكتنف أسواق الطاقة. وأكد أنه من الضروري ضمان إمدادات طاقة ميسورة التكلفة لتسهيل تعافي الاقتصاد العالمي.
وأضاف: «في هذه الأزمة العالمية، تعد إمدادات الطاقة الموثوقة والميسورة التكلفة، والتي يسهل الوصول إليها، ضرورية لتمكين الخدمات الأساسية، بما فيها خدمات الرعاية الصحية، لضمان قدرتنا على دفع جهود التعافي الاقتصادي».
من جانبه، دعا وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك مجموعة العشرين إلى الانضمام لجهود كبار منتجي النفط، في إطار تحالف أوبك+، من أجل استقرار أسواق الطاقة. واقترح أيضا تشكيل لجنة لتنسيق الجهود الرامية لجلب الاستقرار إلى السوق.
وقال نوفاك «مجموعة من إجراءات خفض الإنتاج، الرامية إلى استقرار السوق، جرى الاتفاق عليها تحت صيغة أوبك+... من المنتظر أن يكون لمجموعة العشرين دور يتمثل في الدعم الشامل لهذه الجهود».
تراجعت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في 20 عاماً، إذ أدت تدابير عالمية للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا إلى انهيار الطلب على الخام.
وبينما كانت تسعى أوبك+ لإتمام اتفاقها على التخفيضات بعد عشر ساعات من المحادثات عن بعد، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ترامب: «أجرينا حواراً كبيراً عن إنتاج النفط وأوبك وبذل الجهود لكي تبلي صناعتنا بلاء حسنا ويتحسن أداء صناعة النفط عما هو عليه الآن».
لكن المكسيك، وهي في خلاف منذ فترة طويلة مع واشنطن على خلفية خطة ترامب بناء سور بين البلدين، لا تعبأ كثيراً لانخفاض أسعار النفط بسبب برنامجها للتحوط الفريد، والذي يحميها من تراجعات النفط.
بدأ اجتماع مجموعة العشرين الذي ينعقد عن بعد، بعد الساعة 12 بتوقيت جرينتش بقليل، وأسواق النفط مغلقة بسبب عطلة عيد القيامة.
من جهته، قال وزير الصناعة الياباني هيروشي كاجياما إن بلاده تأمل في استقرار أسعار وإمدادات النفط.
وأضاف: «نأمل في أن يتناول وزراء طاقة مجموعة العشرين أهمية استقرار أسواق النفط وإمداداته في الاجتماع إذ أن تلك أكثر المسائل أهمية بالنسبة لليابان». واليابان رابع أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. وقال الوزير «نتابع عن كثب كيف سيؤثر أحدث اتفاق لأوبك+ على أسواق النفط العالمية وصناعة النفط باهتمام قوي... استقرار سوق النفط مهم للغاية ليس للمنتجين فقط ولكن أيضا للمستهلكين». أغلق برنت أمس الأول عند نحو 32 دولارا للبرميل، وهو نصف مستواه في نهاية 2019، وكان الدعم الذي تلقاه من التخفيضات غير المسبوقة التي وضعتها أوبك+ ضئيلا.
وأغلقت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأميركي دون 23 دولارا للبرميل، وهو المستوى الذي يكبد غالبية صناعة النفط الأميركية خسائر.
ووضعت أوبك+، التي تجمع بين منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وحلفاء آخرين، خططا لتخفيضات تبلغ في المجمل عشرة ملايين برميل يوميا في مايو ويونيو، مع مطالبات من مسؤولي أوبك+ للمنتجين في الولايات المتحدة وغيرها بخفض خمسة ملايين برميل يومياً أخرى.
وحتى إذا ضمنت أوبك+ الاتفاق على تلك التخفيضات فإن ذلك يقلص ما يوازي 15% من الإنتاج العالمي، ليظل الفائض من الخام بالسوق ضخماً في ظل تهاوي الطلب بما يصل إلى 30%.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس إن الدول المستوردة للنفط يمكن أن تقدم بعض الدعم الإضافي خلال محادثات عن طريق الإعلان عن مشتريات إضافية للخام لاحتياطياتها الاستراتيجية.
لكن عندما تمتلئ طاقة التخزين العالمية براً وبحراً بسرعة فائقة، فلن يكون بإمكان الكثير من المستوردين الشراء.
وفي بيان، قال بيرول إن لديه الأمل في أن محادثات مجموعة العشرين سوف «تساعد في إعادة بعض الاستقرار الضروري جدا لأسواق النفط». أبلغ وزير النفط الهندي دارميندرا برادان الاجتماع أنه رغم تهاوي الطلب الهندي على الوقود بسبب الإغلاق الشامل المفروض لاحتواء تفشي الفيروس، فإن الهند ستظل مركزا للطلب العالمي على الطاقة.
وحثت الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، المنتجين على استهداف أسعار «في المتناول» من أجل تعاف للطلب يقوده الاستهلاك.
وقال الكرملين إن محادثات أوبك+ أظهرت الرغبة في التنسيق من أجل «تحقيق الاستقرار في وضع تجارة النفط العالمية والحد من التأثير السلبي لتقلب أسعار النفط على الاقتصاد العالمي».
يفترض الاتفاق أن يخفض جميع الأعضاء الإنتاج بنسبة 23 %، حيث تقلص السعودية وروسيا بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً لكل منهما ويخفض العراق بأكثر من مليون برميل.
واتفقت الرياض وموسكو على أن يجري حساب تخفيضات كليهما من خط أساس أكتوبر 2018 عند 11 مليون برميل يومياً رغم أن إمدادات السعودية قفزت إلى 12.3 مليون برميل يومياً في أبريل.
وأظهرت وثيقة لأوبك+ أنه بموجب الخطط، تقلص أوبك+ التخفيضات إلى ثمانية ملايين برميل يومياً في الفترة من يوليو إلى ديسمبر ثم تخففها مجدداً إلى ستة ملايين برميل يومياً في الفترة بين يناير 2021 وأبريل 2021.
وأشارت النرويج وكندا، وهما ليستا من أعضاء أوبك، إلى أن بإمكانهما خفض الإنتاج.
وقال يو.بي.إس إن التخفيضات تظل غير كافية ، وأضاف «مازلنا نتوقع هبوط برنت إلى 20 دولاراً للبرميل أو أقل في الربع الثاني من 2020».
وتحدث وزير الطاقة الأميركي دان برويليت، أمس، عن وضع قاس في أسواق الطاقة العالمية، قائلا إن جائحة فيروس كورونا، والفائض الضخم من معروض النفط خلقا مزيجاً قاتلاً.
وأضاف برويليت في كلمة معدة سلفاً لاجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين: «حان الوقت أن تبحث جميع الدول بجد عن كل ما يمكن لكل منها بذله لعلاج اختلال العرض والطلب... ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض».