مؤتمر سلاسل الإمداد بقطاع البتروكيماويات

تصدرت إمارة أبوظبي معدلات نمو صناعات البتروكيماويات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتكون الأعلى سنوياً بنسبة وصلت إلى 24.4%، مدعومة بتوجه حكومي فعال يستهدف زيادة حجم الاستثمارات وتأسيس خطوط إنتاج جديدة ساهمت في بلوغ مبيعات الإمارة من منتجات البلاستيك إلى 10 مليارات درهم سنوياً، بحسب الدكتور عبد الوهاب السعدون أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا".

وأوضح السعدون على هامش فعاليات مؤتمر سلاسل الإمداد بقطاع البتروكيماويات الأربعاء، إن إمارة أبوظبي من المراكز الرئيسية في إنتاج البتروكيماويات وتحديداً في تصنيع منتجات البلاستيك لتحتل المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية، حيث تستحوذ أبوظبي على 18% من إجمالي إنتاج المنتجات البلاستيكية في دول الخليج، بحجم إنتاج يبلغ 4.6 مليون طن من البلاستيك، مؤكداً أن هناك توسعة تقوم بها "بروج" لزيادة حجم الإنتاج بنحو مليون طن سنوياً.

وأشار أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات إلى أن إجمالي إنتاج إمارة أبوظبي من منتجات البتروكيماويات تجاوز حالياً 9 ملايين طن سنوياً منها مليونا طن من الأسمدة، متوقعاً مضاعفة الطاقة الإنتاجية في قطاع البتروكيماويات بدولة الإمارات لتصل إلى 20 مليون طن بحلول العام 2025.

وأوضح أن صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي من الصناعات القائمة على التصدير الخارجي، مؤكداً أن 80% من إجمالي الإنتاج الخليجي من الصناعات البتروكيماوية يصدر إلى الأسواق العالمية، خصوصاً الأسواق الآسيوية التي تستحوذ على 53% من صادرات البلدان الخليجية من المنتجات البتروكيماويات.

وأضاف أن أسواق التصدير الخليجية تشهد في الوقت الراهن منافسة شرسة مع دخول كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية معترك الإنتاج والتصنيع في قطاع البتروكيماويات من خلال تطوير تقنيات التصنيع باستخدام الفحم الحجري، لتحول تلك البلدان المستوردة إلى بلدان مصدرة لمنتجات البتروكيماويات، مما يحتم على المنتجين في دول الخليج تعظيم القيمة المضافة للمنتجات من خلال تعزيز التنافسية ودعم منظومة سلاسل الإمداد والابتكار في قطاع البتروكيماويات.

وأوضح السعدون أن سلاسل الإمداد بقطاع البتروكيماويات من الشحن والتخزين تشكل 30% من السعر النهائي للمنتج في أسواق التصدير، خصوصاً في الأسواق الآسيوية، مما يشير إلى أهمية مضي دول الخليج في تعزيز تكنولوجيا الإنتاج التي تستهدف تحقيق وفرات ضخمة من خلال تسريع عمليات الشحن والنقل تفادياً لتحمل تكاليف التخزين، وبالتالي الحصول على منتج خليجي منافس في السعر والجودة في أسواق التصدير الرئيسية في آسيا وأفريقيا وأوروبا.

وتابع السعدون قائلاً: "من المهم للمنتجين الخليجيين الاستثمار في تطوير تقنيات الإنتاج والتصنيع ودعم القدرات البشرية المسؤولة عن منظومة الإمداد في قطاع البتروكيماويات، والاطلاع بصورة مستدامة على أحدث تكنولوجيات المتعلقة بعمليات الإنتاج ووصول المنتج في الوقت المحدد للعملاء في الأسواق العالمية"، منوهاً بأن مؤتمر سلاسل الإمداد ركز في دورته الحالية على تطوير قدرات الطلاب في دول الخليج للعمل في قطاع البتروكيماويات، والوقوف على أهم الفرص الموجودة بالقطاع وأهم المهارات المطلوبة في صناعة البتروكيماويات.

وثمن الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات سعي الشركات الإماراتية المنتجة لدعم البحث والابتكار بقطاع البتروكيماويات، منوهاً إلى أن استثمار شركة "بروج" في تأسيس مركز للأبحاث والابتكار، والذي يشير بوضوح إلى مدى إدراك الإدارة التنفيذية بالشركة إلى أهمية الابتكار وتطوير الكوادر البشرية المواطنة لضمان تنافسية المنتج في الأسواق الخارجية من خلال جودة المنتج، بهدف تلبية الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيماوية في الأسواق العالمية.

وقدر حجم الاستثمارات الخليجية في قطاع البلاستيك بقيمة 55 مليار دولار، إضافة إلى استثمار 17 مليار دولار جديدة في القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة، ليصل إجمالي الاستثمارات في قطاع البلاستيك الخليجي إلى 72 مليار دولار بحلول 2022، مؤكداً أن صناعة البلاستيك في دول التعاون توفر فرص عمل لما يقارب 40 ألف موظف، بالإضافة إلى 118 ألفاً في القطاعات الداعمة لهذه الصناعة، سواء كان الشحن أو الخدمات وغيرها من القطاعات المساندة، وذلك في ظل نمو الطاقة الإنتاجية السنوية لصناعة البلاستيك في دول المجلس بنسبة 5%، لتصل إلى 27.1 مليون طن، ما يعادل 9% من حجم الإنتاج العالمي.