القاهرة - سهام أحمد
يشهد سوق مواد البناء في الإمارات، تذبذبًا في أسعار الأسمنت وحديد التسليح تلقي بتأثيراتها على قطاع المقاولات والإنشاءات، حيث شهدت أسعار الأسمنت زيادة بنسبة 15% خلال الأيام القليلة الماضية، بينما شهدت أسعار الحديد المحلي تراجعًا للطن بنحو 95 درهمًا وبنسبة 6%.
واستبعد تجار لمواد البناء ومقاولون تراجع أسعار الإسمنت خلال شهر أو زيادة أسعار الحديد المحلي خلال رمضان المبارك مؤكدين على أن مصانع الأسمنت والحديد في الدولة أرسلت لهم رسائل مؤكدة استقرار الأسعار خلال شهر رمضان وفقًا لأسعار شهر مايو/أيار الجاري. ورفعت مصانع الأسمنت في الدولة خلال الأيام القليلة الماضية سعر طن الأسمنت من 200 درهم إلى 230 درهماً بنسبة زيادة تصل إلى 15%، وتتضاءل الفروق بين أسعار الأسمنت لدى المصانع، حيث يصل سعر كيس الأسمنت وزن 50 كيلوجراما حاليا 10.5 دراهم لأسمنت مصنع رأس الخيمة و10 دراهم لمصنع الفجيرة و10.5 دراهم لمصنع أسمنت عجمان و13.5 درهماً لمصنع أسمنت الشارقة والأخير يلاقي طلباً كبيراً رغم إنتاجه المحدود.
وأكدت مصانع الأسمنت للتجار والمقاولين أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الأسمنت يتمثل في ارتفاع تكلفة إنتاجه فضلاً عن وجود طلب نشط عليه ومن المتوقع أن يزداد أو يستقر الطلب خلال شهر رمضان. وخفضت مصانع الحديد المحلية (حديد الإمارات والاتحاد والخليج بأبوظبي وكوناريس بدبي والحمرية بالشارقة) أسعارها إلى 1695 درهماً لحديد الإمارات بفارق نحو 90 درهما عن سعره السابق كما خفضت المصانع الأخرى أسعارها إلى 1670 درهما ليتسنى لها بيع كميات كبيرة من الحديد بعد أن تراجعت كميات الحديد التركي بشكل كبير كما أن هذا السعر يتقارب جدا مع سعر الحديد العماني 1660 درهم.
وواجهت المصانع المحلية الصغيرة في أبوظبي ودبي تحديا كبيرا بعد أن فاجأتهم شركة حديد الإمارات بتخفيض سعر الطن لديها بنحو 95 درهماً، حيث كان من المتوقع رفع الأسعار وليس خفضها الأمر الذي دفعها إلى خفض أسعارها وبيع جزء محدود من الحديد المخزون تحسبا لارتفاع الأسعار مرة أخرى، ويتراوح الفرق بين أسعار مصانع الحديد المحلية حاليا بين 5 دراهم إلى عشرة دراهم.
وتتخوف المصانع من تعرضها لخسائر في حالة إجراء مصنع الإمارات لخفض جديد خلال الشهور المقبلة الأمر الذي يعرضها للخسائر خاصة في ظل توافر معروض أكبر من حديد الإمارات والحديد العماني. وأكد مقاولون على أن تأثير ارتفاع أسعار الأسمنت وانخفاض أسعار الحديد على قطاع الإنشاءات ليس كبيراً، حيث إن انخفاض سعر الحديد عوض ارتفاع سعر الأسمنت.
وقال محمد سليمان مدير شركة الإمارات المساندة للمقاولات لـ«البيان الاقتصادي» أمس تأثير تذبذب أسعار مواد البناء على قطاع المقاولات في أبوظبي محدود جداً لافتاً إلى أن ارتفاع سعر الأسمنت رفع سعر متر الخرسانة إلى 15 درهماً والزيادة في طن الأسمنت تتراوح بين 20 إلى 30 درهماً وهي زيادة ليست مقلقة لأن سعر طن الحديد تراجع في حدود 100 درهم.
وأشار إلى أن زيادة أسعار الأسمنت ترجع إلى وجود طلب نشط ومتنامٍ في أبوظبي، حيث يتم الآن تشييد مشاريع كثيرة سواء في جزيرة أبوظبي أو الجزر الخارجية مثل ياس والريم، كما أن هناك مشاريع كبيرة يتم تشييدها في دبي خاصة في مناطق إكسبو 2020 وبكل تأكيد فإن أسعار الأسمنت لن تتراجع في رمضان لأن المقاولين مرتبطون بعقود يجب تنفيذها في مواعيدها وإلا تعرضوا لغرامات.
وأوضح أحمد المزروعي رئيس جمعية المقاولين رئيس شركة بولينج للمقاولات أن حالة سوق المقاولات في الدولة وخاصة في أبوظبي جيد حالياً، حيث تتواصل عمليات تنفيذ العديد من المشاريع، كما أن مشاريع دبي نشطة للغاية وكميات الأسمنت والحديد المنتجة محلياً يتم التعاقد عليها أولاً بأول. وأشار يحيى سعيد مسؤول المبيعات في مجموعة فارس أبو ميالة لمواد البناء في دبي أن غالبية تجار مواد البناء يرون أن ارتفاع أسعار الأسمنت بنسبة 15% ليس مبرراً، ويستبعدون أن تستمر هذه الأسعار خلال رمضان، حيث يقل النشاط في قطاع المقاولات ويؤكدون على أن المصانع تستبق شهر رمضان بزيادة غير متوقعة حتى تتراجع الأسعار خلال رمضان بنفس النسبة التي زادت خلال الشهر الحالي وتستقر الأسعار في رمضان عند 200 درهم وليس أقل من ذلك.