الأقصر ـ محمد العديسي
تتفاقم أزمة الركود السياحي في مصر المستمرة منذ اندلاع الثورة حتى الآن، فيما يأمل الكثيرون من العاملين في القطاع، انتعاش الحركة السياحية قريبًا، مع تحسّن الوضع الأمني في البلاد، ورفع دول عدة لتحذيراتها من زيارة مصر. وقد أعرب الشاب جمال مصطفى، 30 عامًا، عن مأساته بسبب الركود السياحي في البلاد،حيث يعمل في قسم الصيانة على ظهر إحدى الفنادق العائمة التي تعمل بين الأقصر وأسوان، قائلاً "بيوتنا خربت،
وقمت ببيع سيارتي، ومصوغات زوجتي، لكي نوفّر قوت يومنا، وخفض راتبي إلى النصف، بسبب عدم وجود سياح، وعلى الرغم من ذلك أرى أن حظي أفضل من زملاء آخرين، اضطر ملاك الفنادق إلى تسريحهم، لعجزهم عن سداد أجورهم بسبب توقف السياحة، رغم أنهم عمالة مُدرّبة تمتلك الكثير من الخبرة". ورأى مصطفى، أن "ما يفعله القائمون على السياحة في مصر، لم يجنِ ثماره حتى الآن، وهناك عوامل كثيرة تُعرقل عودة السياحة, على الرغم من جهد وزارة الساحة وغرفة شركات السياحة، ومنها ما يقوم به الإعلام المصري من دون قصد، من تصدير ما يحدث من عنف في بعض المناطق المحدودة في مصر، على أن مصر بأكملها مليئة بالإرهاب، وهو ما يُقلق السياح ويمنعهم من التفكير في زيارة مصر، ونحتاج أن نصحح هذه المفاهيم الخاطئة"، موضحًا أن عدد السياح في الأقصر الآن، أقل من عدد الفنادق العائمة، التي تبلغ 300 فندق، يعمل منها فندقين أو ثلاثة فقط، على الرغم من أن القائمين على إدارة هذه الفنادق قاموا بخفض قيمة الرحلات إلى 50%، إلا أن حركة السياحة الوافدة لا تزال ضعيفة للغاية, وهو ما اضطر أصحاب الفنادق العائمة إلى تحويل بعضها إلى قاعات أفراح شعبية وبأسعار مخفضة للمرة الأولى في تاريخ القطاع السياحي, لكي يتم الصرف على العمال والموظفين المرتبطين بعقود مع الشركات المالكة لهذه الفنادق، وأن ما لجا إليه أصحاب الفنادق العائمة سبقه قيام الشركات السياحية بتأجير الأتوبيسات السياحية الفخمة, خصوصًا بعد توقف القطارات, لكي تعمل في نقل المسافرين من الأقصر إلى القاهرة والعكس، لتعويض الخسائر التي لحقت بالشركات خلال العامين الأخيرين"، فيما طالب بتعويض العاملين في السياحة، أسوةً بأصحاب الحناطير الذين صرف لهم وزير السياحة منذ بضعة أيام 3 ملايين جنيه، بسبب تضررهم من الركود السياحي".
وأكد الخبير السياحي يوسف المصري، أن بعض الشركات المالكة للفنادق العائمة، اضطرت إلى تأجيرها لشركات تنظيم حفلات، لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بها جرّاء حالة الركود السياحي غير المسبوقة منذ بداية حكم جماعة (الإخوان)، حيث انهارت السياحة الثقافية بسبب رفضهم لهذا النوع، على الرغم من تصريحاتهم بأنهم معها، إلا أنهم كانوا يعملون ضد القطاع السياحي، والجميع يعلم ذلك, كما أن قيامهم بأعمال عنف الآن تتسبب في عزوف السائح الأوروبي عن التفكير في زيارة مصر".
ورأى المصري، أن "مثل هذه الحلول غير جذرية بالمرة، ونطالب القائمين على السياحة بأن يسعوا إلى طرق أبواب الدول الأوروبية المُصدِّرة للسياحة والمشاركة في البورصات السياحية الخارجية والمهرجانات وإقناع سياح هذه الدول بالعودة إلى زيارة مصر"، فيما توقع أن تشهد الفترة المقبلة تحسّنَا في حركة السياحة الوافدة، بعد رفع دول عدة لتحذيراتها من زيارة مصر، ووعد دول أخرى مثل فرنسا وروسيا برفع الحظر، خلال أيام، وهو ما يعنى انتعاش الحركة السياحية في مصر ككل، خصوصًا أن تحسّن الوضع الأمني في القاهرة ينعكس سريعًا على القطاع السياحي