المعهد المتخصص في معدات الطائرات ولوجستيك المطارات بالنواصر

تجسد الحرص الدائم للملك محمد السادس،على ضمان اندماج ٍ مهني أفضل للشباب وتلبية الطلب المتزايد على اليد العاملة المؤهلة، لاسيما في المهن العالمية الجديدة للمغرب، مرة أخرى الأربعاء، من خلال تدشين جلالته للمعهد المتخصص في معدات الطائرات ولوجستية المطارات بالنواصر. وينسجم إنجاز مركز التكوين المتميز هذا ، تمام الانسجام، مع الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الستين ل"ثورة الملك والشعب"، والذي أكد فيه الملك على ضرورة استكمال تأهيل الشباب، وصقل معارفه وتمكينه من العمل في "المهن الجديدة للمغرب، التي تعرف اختصاصاً كبيرا في اليد العاملة المؤهلة، كصناعة السيارات، ومراكز الاستقبال، وتلك المرتبطة بصناعة الطائرات وغيرها".
ويأتي المعهد الجديد، الذي عبئت له استثمارات بقيمة 272 مليون درهم ، لمواكبة الطفرة التي يشهدها قطاع صناعة الطيران وتفعيل الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، كما يستجيب للحاجيات من الموارد البشرية المؤهلة وعالية المستوى، وللفاعلين في مجال صناعة الطائرات المتمركزين بالمغرب، لاسيما أولئك المستقرين بالقطب الجوي للنواصر.
وسيشكل هذا القطب الخاص بالتكوين المُشيّد على مساحة 15 ألف متر مربع، بما في ذلك 8940 متراً مربعاً مغطاة، رافعة مهمة لهذه الصناعة ذات القيمة المضافة العالية، لاسيما في مجالات لحام الطيران، والمواد المركبة لمعدات الطائرات، وملاءمة وتركيب خلايا الطائرات، و"الميكاترونيك"، والتصنيع على الآلات ذات التحكم الرقمي.
وهكذا، ستؤمن المؤسسة التي تشتمل على فضاءات وتجهيزات تكوينية تتماشى مع المعايير والمقاييس الدولية، عرضا واسعا من التكوينات، التي يوفرها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بتنسيق مع مهنيي القطاع.
وهكذا سيوفر المعهد تكوينات من مستوى "تقني" و"تقني متخصص" في مهن مختلفة تهمُّ الطيران وصيانة الطائرات، علاوة على استكمال تكوين العاملين بالقطاع بفضل عرض ٍ تكوينيٍّ مستمر ومتلائم.
ويأتي إنجاز هذا المعهد لتعزيز مكانة القطب الجوي للنواصر الذي يسير نحو التحول إلى حاضرة حقيقية للطيران، وذلك بدعم ورعاية الملك محمد السادس، حيث يستقبل عددا متزايدا من الشركات العالمية في مجال الطيران، والتي تبحث عن فرص النمو (بومبارديي، بوينغ ، إيدس، سافران، لو بيستون فرونسي، كروزي آيرونوتيك، راتيي فيجيك...).
وتكاد جميع التخصصات أن تكون حاضرة في هذا القطب: الإنتاج، معالجة السطح، صيانة الطائرات والمحركات، الهندسة، التجميع، الخيوط الكهربائية والإلكترونية. وسيمكن تجميع هذه الأنشطة الصناعية، ذات التكنولوجية العالية، المغرب من التموقع على الساحة الدولية لهذه الصناعة الدقيقة وذات القيمة المضافة العالية.
وبهذه المناسبة، ترأس الملك محمد السادس، حفظه الله ، حفل التوقيع على اتفاقيتي شراكة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني للمطارات.
وتهدف الاتفاقية الأولى الموقعة من طرف المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل العربي بن الشيخ، والرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية ادريس بنهيمة، الى تطوير التكوين المهني في مجال صناعة الطائرات، لاسيما من خلال تكوين التقنيين في صيانة الطائرات وإنجاز برامج للتكوين المستمر لفائدة العاملين بالخطوط الملكية المغربية في مختلف المجالات التي يشرف عليها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
ووقعت الاتفاقية الثانية من طرف العربي بن الشيخ والمدير العام للمكتب الوطني للمطارات دليل كندوز، وتنصّ الاتفاقية على إحداث شُعَب للتكوين الأساسي الموجه للاستجابة لحاجيات المكتب الوطني للمطارات من الموارد البشرية، لاسيما لوجستيك المطارات، وكذا التكوين المستمر لفائدة العاملين بالمكتب والمساعدة من طرف مكتب التكوين المهني في عمليات التوظيف لفائدة المكتب الوطني للمطارات.