بيروت ـ جورج شاهين
لفت رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية الوزير السابق عدنان القصار إلى أنه"رغم تراجع مستوى العلاقات العربية - الروسية في الأعوام الأخيرة لأسباب جيوسياسية، فإن ذلك لا يعني أن المجال لم يعد متاحاً إلى البناء على أساس الماضي الذي حفل بعلاقات
مميزة مع الاتحاد السوفيتي". داعياً في هذا المجال إلى"تفعّيل الإمكانات الروسية - العربية، وزيادة حصتنا في النظام المالي الدولي، وفي التجارة البينية التي رغم التحسّن الذي طرأ عليها، ما زالت عند حدود الـ 12 مليار دولار.
جاء كلام القصار خلال افتتاح أعمال"الملتقى الحادي عشر لمجلس الأعمال العربي - الروسي" الذي عقد في مدينة سانت بترسبرغ في روسيا الاتحادية، بمشاركة وفد لبناني رفيع تَرأسهُ وزير الصناعة فريغ صابونجيان الذي عقد لقاءات ثنائية مع عدد من المسؤولين الرسميين العرب والروس، بحث خلالها في سُبل تعزيز العلاقات الصناعية بين لبنان والبلدان العربية وروسيا، وأهمية تنشيط حركة التبادل التجاري وتبادل الخبرات، لافتاً إلى أن"التحدي الحقيقي في ظل الثورة الصناعية والتكنولوجية، يكمن في توسيع الأسواق بين البلاد العربية وروسيا نظراً إلى الموارد الهائلة التي يمكن الاستثمار فيها".
كما شارك في الملتقى رئيس مجلس الأعمال اللبناني - الروسي غاك صراف، نقيب المقاولين والأشغال العامة الشيخ فؤاد الخازن، وممثلون عن جمعية الصناعيين اللبنانيين، والأمين العام لاتحاد الغرف العربية عماد شهاب، إلى جانب شخصيات رسمية عربية من بينها وزير الاقتصاد الوطني لدولة فلسطين غواد ناجي، وزير التجارة الخارجية لجمهورية السودان عثمان عمر الشريف، وشخصيات روسية منها نائب محافظ مدينة سانت بترسبرغ إيغور غوليكوف، و رئيس الجانب الروسي في مجلس الأعمال العربي- الروسي فلاديمير يفتوشينكوف، ورئيس الغرفة التجارية الصناعية لروسيا الاتحادية سيرجي كاتيرين.
ووجّه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف رسالة إلى المشاركين في فعاليات الاجتماع الحادي عشر لمجلس الأعمال العربي - الروسي، أكد فيها أن "المسار العربي يلعب دوراً هاماً في نشاط روسيا على الصعيد الاقتصادي الخارجي"، مشيراً إلى أن"المنطقة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، تملك موارد مالية مهمة يمكن اعتبارها مصدراً من مصادر الاستثمارات الأجنبية في روسيا، ويمكن من خلالها تحقيق الشراكة في مشاريع البنى التحتية والصناعة والتقنيات العالية"، مبدياً حرص بلاده على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العالم العربي وتطويرها.
وتخلل الملتقى إقامة معرض"إكسبو آرابيا" الذي ضمّ جناحاً لبنانياً شاركت فيه شركات بارزة عدة، وعُقدت اجتماعات ثنائية لمجلس الأعمال اللبناني - الروسي، العماني - الروسي، الإماراتي - الروسي، المغربي - الروسي، الأردني - الروسي بالتوازي مع فعاليات الملتقى، جرى خلالها عرض واقع العلاقات المشتركة والآفاق والإمكانات المتاحة لتطويرها، وطالب المجتمعون نتيجة المناقشات التي دارت، بضرورة إقامة شراكة اقتصادية حقيقية بين روسيا والدول العربية تؤمّن تبادل المصالح الاقتصادية وإنشاء مشاريع إنتاجية مشتركة، والإفادة من الفرص المتاحة لزيادة حجم التجارة المتبادلة بين روسيا والدول العربية.