دبي ـ جمال أبو سمرا
فرضت ثورة التقنيات الحديثة من هواتف ذكية وأجهزة لوحية، واتساع قاعدة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أنماطًا تجارية واقتصادية واستهلاكية جديدة، ما أدى بالشركات في القطاعات المختلفة إلى تغيير سياساتها التسويقية والبيعية، وسعت الشركات إلى استثمار تلك الوسائل، التي وفرت إمكانات أكبر وأسرع في الوصول إلى المستهلكين، وتوسيع قاعدة العملاء، أما كلمة السر في التسويق الإلكتروني فهي التكلفة شديدة الانخفاض مقارنة بالوسائل التقليدية وتميزه في الوقت ذاته بمعدلات نفاذ وانتشار أوسع بكثير من نظيره التقليدي.
وتخطى التسويق الإلكتروني القطاعات التجارية التقليدية ليقتحم قطاعات كان من الصعب تصور وجوده بها مثل القطاع العقاري، الذي تميز طويلاً بالنشاط التقليدي للوسطاء بين المطورين والمشترين. وباتت شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية شريكاً فاعلاً في التعاملات العقارية بيعًا وتأجيرًا، وهو ما سيؤدي تدريجياً إلى تقويض دور الوسيط العقاري، وعلى سبيل المثال، فإن شركة إعمار العقارية حصرت عمليات الحجز المبكر للعقارات في مشاريعها خلال العامين الماضيين عبر موقعها الإلكتروني، كما تستغل شركة "نخيل" مختلف التقنيات الحديثة لدعم عملياتها التسويقية، وفيما يتعلق بقطاع الطيران تسعى شركات النقل الجوي إلى إتاحة مختلف خدماتها عبر الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي بدءاً بحجز التذاكر وإنهاء إجراءات السفر، وحتى منتجات وسلع الأسواق الحرة على متن الطائرات نفسها وإتاحة الفرصة أمام المسافرين لإنجاز كافة معاملاتهم ومدفوعاتهم عبر قناة واحدة. وبالإضافة إلى مواقعها على الإنترنت، لجأت الشركات إلى إنشاء صفحاتها المستقلة على شبكات التواصل الاجتماعي واستقطاب الآلاف من المعجبين الذين يروجون لها من خلال تعليقاتهم على صفحاتهم الخاصة.
وعززت شركات الطيران في الإمارات من استخدام التكنولوجيا الحديثة للتسويق والترويج لخدماتها وابتكاراتها سواء على الأرض أو في الأجواء، خصوصًا وأن التطبيقات الإلكترونية على الأجهزة المحمولة تتيح للمسافر الوصول إلى سلسلة واسعة من الخيارات بحيث تتيح لها إنجاز الحجوزات عبر التطبيق الإلكتروني، واختيار المقعد وحتى التسوق الإلكتروني وخيارات إضافية مثل حجز الفندق وتأجير السيارات وغيرها.
ويعتبر التسويق الإلكتروني الحلقة الأهم في صناعة السياحة والفنادق في الوقت الحالي، حيث يعتمد القطاع الفندقي عليه بشكل كبير في ظل تجاوزه للحدود الجغرافية الضيقة إلى العالم كله، وتخصص الفنادق الجزء الأكبر من ميزانيتها التسويقية حالياً لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني والتسويق الرقمي، وخلال السنوات الخمس الأخيرة اتجهت البنوك إلى تسويق خدماتها عبر القنوات الرقمية، المختلفة، بما في ذلك مواقع التواصل والأجهزة الذكية المحمولة، وقام العديد منها بإنشاء تطبيقات خاصة على مختلف الأجهزة الذكية لإجراء المعاملات المصرفية، بعيدا عن الزيارات التقليدية للفروع وبالتالي تزايدت الحلول المصرفية الرقمية وبات التعامل مع البنوك أكثر سهولة من ذي قبل.