بيروت - صوت الإمارات
ارتبط جني محصول الزيتون في جنوب لبنان بموسم الخريف، حتى أصبح علامة عليه في هذا الجزء من العالم.وفي الوقت الذي بدأ فيه القرويون أعمال الحصاد، قطعت عائلة مفيد نهرا الطريق إلى مسقط رأسهم في مرجعيون لمساعدته في قطاف الزيتون لأنه لم يعد يستطيع استئجار العمالة اليومية مثلما كان يفعل في الماضي.ويقول نهرا الذي يمتلك بستان زيتون إن الإنتاج في هذا الموسم ليس بنفس جودة المواسم السابقة وإن الأشجار لم تعد تحمل القدر نفسه من الثمار.
ويضيف: «لا تحمل الأشجار الكثير من الزيتون هذا العام. ولو احتجت إلى استئجار عامل باليومية... سيأخذ نحو مليوني ليرة، وإذا ملأ 3 عبوات زيت، سيكون له الثلثان، ولنا الثلت. هذا كثير. لا نستطيع تحمله. مضطرون أنا وأولادي وأحفادي على العمل بأنفسنا لنوفر على الأقل قيمة الإيجار».
تجمعت عائلة نهرا وبدؤوا يقطفون الزيتون بأيديهم وباستخدام العصي، متحملين ما في ذلك الجهد من عناء قبل جمعه في أكياس، ونقله إلى معصرة زيتون قريبة لإنتاج الزيت.
ويقول المزارع أحمد إبراهيم: «المزارع أصبح يعاني من اضطراره إلى القطف بنفسه هو وعائلته لأن أجرة يد العاملين عالية جداً. لذا يتجمعون في بيت واحد لجني المحصول دون الحاجة إلى استئجار عمال أو إلى اللجوء إلى الماكينات الأوتوماتيكية التي كنا نستخدمها من قبل مثل (فراطات الهواء وفراطات البطارية). الآن قيمة بطارية 120 أمبير قد تصل إلى 120 دولاراً أميركياً».
وتكسو 14 مليون شجرة زيتون مساحة 57 ألف هكتار من الأراضي في لبنان المنتج الهام لزيت الزيتون. وتعتمد عائلات كثيرة على هذه الصناعة في كسب قوتها. ولكن بعد أن تضاءلت قيمة الليرة أمام الدولار، لم يعد باستطاعتهم تحمل نفقات الإنتاج.
ويقول مارون سلامة وهو صاحب معصرة زيتون: «أسعار جميع الأغراض التي أحتاج إليها (في الإنتاج) تضاعفت 10 أو 15 مرة. لدينا مشكلة المازوت... اليوم كنت أتحدث مع رجل في محطة وقود. طلب للغالون 13.5 دولار. لم يقبل حتى الليرة اللبنانية».
ويضيف: «نعيش هذه المعاناة منذ فترة طويلة. الآن خلال آخر شهرين، زادت تكاليف كل شيء. الناس متفهمة ورغم ذلك تتفاجأ. ومن يتقاضى دخله بالليرة اللبنانية (غالبية اللبنانيين) يواجه مشكلة كبيرة».
قد يهمك ايضا:
إدراج توقّعات درجات الحرارة ضمن جدول مباريات الدوري الإسباني لكرة القدم