القاهرة -سهام أبوزينة
أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل، عن إطلاق مشاورة عامة حول قائمة أولية بمجموعة من المنتجات الأميركية قد يتم اتخاذ تدابير أوروبية ضدها، في إطار ما يعرف بنزاع بوينغ، على أن تستمر هذه المشاورة حتى نهاية مايو (أيار)، حيث تغطي القائمة مجموعة من السلع والصناعات تصدرها أميركا إلى أوروبا، من الطائرات إلى المواد الكيميائية والمنتجات الغذائية الزراعية، ومنها الأسماك المجمدة والفواكه والكاتشب، والتي تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار.
وأوضحت المفوضية في بيان الجمعة، أنه في الحادي عشر من أبريل (نيسان) الحالي اعتمدت منظمة التجارة العالمية تقريرها النهائي عن نزاع بوينغ، وأكد التقرير أن الدعم الأميركي لشركة الطائرات «بوينغ» لا يزال يسبب أضراراً كبيرة لشركة الطائرات «إيرباص» الأوروبية.
إقرا ايضًا:
الإمارات تنضم إلى مركز الثورة الصناعية الرابعة
وقال بيان المفوضية: إن إطلاق المشاورة العامة جاء بهدف جمع التعليقات من أصحاب المصلحة، الذين قد يتأثرون بالتدابير المخطط لها، والتي من المتوقع أن تأتي في صورة تعريفات جمركية على السلع الأميركية، موضحًا أن الشركات الأوروبية يجب أن تكون قادرة على المنافسة بشروط عادلة ومتساوية، وكان قرار منظمة التجارة العالمية في ملف «بوينغ» مهماً في هذا الصدد، ويجب أن نستمر في الدفاع عن توفير التكافؤ في الفرص لصناعتنا.
وفي الوقت الذي يستعد فيه الجانب الأوروبي لاتخاذ تدابير مضادة ضد الصادرات الأميركية في حال عدم وجود مخرج آخر، فإن المفوضية لا تزال تعتقد أن الحوار هو ما يجب أن يسود بين شركاء مهمين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وشدد البيان على أن الاتحاد الأوروبي يظل مستعداً لإجراء مناقشات مع الجانب الأميركي، لكن من دون شروط مسبقة، وعلى أن تؤدي هذه المناقشات إلى نتائج عادلة. وقالت المفوضية إنه في مرحلة مبكرة من النزاع بشأن «بوينغ» في عام 2012 بالتحديد، قدم الاتحاد الأوروبي طلباً إلى منظمة التجارة العالمية بالسماح باعتماد تدابير مضادة قيمتها 12 مليار دولار أميركي تعادل الأضرار المقدرة التي لحقت بشركة «إيرباص» بسبب الدعم الحكومي الأميركي لشركة «بوينغ».
وتأتي خطوة الاتحاد الأوروبي الأخيرة بالتلويح بفرض الرسوم، عقب خطوة مشابهة اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حين هددت بفرض تعريفات على واردات أوروبية تقدر قيمتها بنحو 11 مليار دولار بسبب دعم الاتحاد لمصنع الطائرات الإقليمي «إيرباص»، حيث يعود النزاع بين واشنطن وبروكسل إلى عام 2004، عندما قالت سلطات الاتحاد الأوروبي: إن شركة «بوينغ» تلقت 19 مليار دولار من الإعانات غير العادلة من الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات المتحدة بين عامي 1989 و2006، وقد قدمت الحكومة الأميركية مطالَبة مماثلة في ذلك العام بشأن الدعم الأوروبي لشركة «إيرباص».
ومنذ ذلك الحين، أصدرت منظمة التجارة العالمية قرارات في صالح كلا الجانبين؛ مما يشير إلى مدى تعقيد هذا النزاع. وأكد مسؤولون من كلا الجانبين، أن هذا النزاع تحديداً ليس مرتبطاً بأي صراعات تجارية أخرى، غير أن تهديدات التعريفات تأتي في وقت حرج للغاية بالنسبة للتجارة العالمية، حيث يأمل العالم في انتهاء الحرب التجارية بين أميركا والصين باتفاق بين الجانبين.
قد يهمك أيضًا:
ارتفاع تاريخي لثقة القطاع الخاص في اقتصاد دبي
"عبدالله بن زايد "يحضر اجتماع المشاركين الدوليين في إكسبو 2020 دبي