أبوظبي – صوت الإمارات
شهدت القيمة السوقية للأسهم المحلية الأحد، انخفاضًا بقيمة 17.6 مليار درهم لتصل إلى 682 مليار درهم، حيث انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة الأحد، بنسبة 2.52% ليغلق على 4212 نقطة. وشهد المؤشر العام لسوق دبي المالي الانخفاض الأكبر بنسبة 3.65%، مسجلًا 3146 نقطة، كما انخفض مؤشر سوق أبوظبي المالي بنسبة 2.47%، مغلقًا على 4096 نقطة.
وعزا محللون ماليون تراجع الأسهم المحلية إلى أسباب عدة أبرزها تراجع أسعار النفط، فضلًا عن تخوف المستثمرين من الشراء رغم توافر السيولة لديهم، بجانب تجاهل السوق للنتائج الجيدة للعديد من الشركات.
وذكر المحلل المالي، حسام الحسيني، إن “أداء الأسواق المحلية خلال جلسة مستهل الأسبوع لم يكن منفصلًا عن أدائها خلال الجلسات الماضية، فمنذ خمسة أسابيع تقريبًا والأسهم المحلية في تراجع مستمر”، عازيًا ذلك إلى “حالة من التخوف أصابت الكثير من المستثمرين في الأسواق بسبب التراجع المستمر لأسعار النفط، والتي جعلت من القرار الاستثماري وضخ المزيد من السيولة من الأمور الصعبة بالسوق في الوقت الحالي”.
وأضاف الحسيني أن “الأسواق المحلية وصلت إلى حالة من الضعف بسبب غياب السيولة، فلا توجد شهية للدخول إلى السوق في الفترة الأخيرة، فضلًا عن عدم وجود أي محفزات جديدة من الممكن أن ترفع مؤشرات السوق، على الرغم من أداء العديد من الشركات، التي قابلها المستثمرون في السوق بالتجاهل”، لافتًا إلى أن “هذه الحالة زادها سوءًا ما يعرف بـ(المارجن كول) أو الشراء بالهامش لعدد من الأسهم الكبيرة في السوق”.
وأكد الحسيني أن “ما زاد الأمور تعقيدًا هو أداء الأسواق العالمية، وأبرزها تراجع أسعار النفط، وأداء القطاع الصناعي بالصين، بالاضافة إلى التطورات الأخيرة على الساحة العالمية، ومنها أحداث فرنسا، وكلها أمور غير مشجعة”، متوقعًا أن “تواصل الأسهم أداءها السلبي مع استمرار تراجع أسعار النفط”.
وأوضح رئيس قسم الاستثمارات في مجموعة “شركات الزرعوني”، وضاح الطه، إن “هناك تخوفًا من المستثمرين، حيث يمتلك الكثير من المساهمين السيولة اللازمة ولكنهم يترددون في الاستثمار، خشية الانخفاض والغموض الذي يكتنف الأسواق المحلية والعالمية، بسبب تراجعات أسعار النفط المستمرة والأحداث الجيوسياسية، ومنها أحداث فرنسا الأخيرة، التي من المتوقع أن تؤثر في الأسواق الأوروبية بشكل كبير في الفترة المقبلة”. ولفت الطه إلى أن “الأسهم المحلية أصبحت تتأثر بالأخبار السلبية دون الأخبار الإيجابية، ومنها النتائج المالية الجيدة للعديد من الشركات، ومنها (إعمار العقارية) و(دبي الإسلامي)، و(إعمار مولز)”.
وذكر كبير محللي الأسواق المالية في شركة “إكس تريدر”، رامي أبوزيد، إن “هناك ارتباطًا طرديًا بين السوق المحلية وأسعار النفط، فلاتزال الأسواق الخليجية والمحلية تتعاطى بصورة سلبية مع تراجع أسعار النفط، فضلًا عن النمو الضعيف للاقتصاد العالمي، وعلى رأسه الأسواق الناشئة والصين ومنطقة اليورو”. وأضاف أبوزيد أن “هناك تباطؤًا كبيرًا في القطاع الصناعي الصيني من الممكن أن يزيد الضغوط على قطاع النفط، حيث يتراجع الطلب بشكل كبير في القطاع، وتعتبر الصين ثاني أكبر مستهلك لمنتجات الطاقة، وهو ما يفسر تراجع أسعار النفط بنسبة كبيرة خلال الأسبوع الماضي، وهو ما أثر بدوره في الأسواق المالية الخليجية والمحلية لارتباط ميزانيات المنطقة بأسعار النفط”.