الصادرات غير النفطية لإمارة أبوظبي

تتوسع الصادرات غير النفطية لإمارة أبوظبي حاليًا، في أكثر من 65 سوق دولي بقارات العالم الست، والتي تتميز بجودتها وكفاءتها العالية، وتسعى للاستحواذ على أسواق دولية جديدة، بعد النمو الكبير لها، خاصة بعدما شيدت أبوظبي صناعات قوية تلقى منتجاتها إقبالاً كبيراً في الأسواق الدولية.

ويكشف تقرير تحليلي أعده «البيان الاقتصادي» عن أن الصادرات غير النفطية لأبوظبي شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات الأربع الماضية، حيث ارتفعت خلال الفترة من يناير ــ مايو 2019 إلى 24.99 مليار درهم مقابل 15.6 مليار درهم للفترة نفسها لعام 2016 بارتفاع مقداره 9.4 مليارات درهم وبنسبة نمو 60%، وخلال الفترة نفسها ارتفعت التجارة المعاد تصديرها من 7.7 مليارات درهم إلى 21.5 مليار درهم لعام 2019، بارتفاع مقداره 13.8 مليار درهم وبنسبة نمو 179%، بينما تراجعت الواردات من 47.1 مليار درهم للفترة من يناير ــ مايو 2016 إلى 42.1 مليار درهم للفترة نفسها من عام 2019 بانخفاض قدره 5 مليارات درهم وبنسبة 10.6%.

ويكشف التحليل عن أن صادرات المنتجات الصناعية، خاصة منتجات معدني الحديد والألومنيوم بشكل خاص كانت السبب المباشر وراء ارتفاع صادرات أبوظبي غير النفطية، حيث ارتفعت قيمة صادرات الحديد ومصنوعاته من 709 ملايين درهم إلى 2.5 مليار درهم بارتفاع 1.8 مليار درهم، وبنسبة نمو 252%، كما ارتفعت صادرات الألومنيوم ومنتجاته، من 1.54 مليار درهم إلى 2.23 مليار درهم بارتفاع قدره 690 مليون درهم، وبنسبة 44.5% بينما تراجعت صادرات اللدائن ومصنوعاتها من 6.97 مليارات درهم إلى 4.7 مليارات درهم لعام 2019.

واختفى اللؤلؤ والأحجار الكريمة من قائمة السلع الأكثر تصديراً في التجارة المعاد تصديرها، وحل محله آلات المفاعلات النووية والعربات والجرارات، كما برزت وهيمنت آلات المفاعلات النووية والمراجل والعربات والجرارات على قائمة أهم السلع المستوردة للفترة من يناير مايو 2016 و2019 على التوالي، وبرزت بشكل واضح التحف الفنية والأثرية في تجارة عام 2018 و2019، مقابل ظهور أكبر للمنتجات العضوية واللدائن ومصنوعاتها في شهور عام 2016.

شركاء تجاريون

وشهدت السنوات الأربع الماضية تغييرات كبيرة في هيكل الشركاء التجاريين لإمارة أبوظبي سواء على مستوى الصادرات غير النفطية أو الواردات أو المعاد تصديرها، فعلى مستوى الصادرات، قفزت المملكة العربية السعودية كونها شريكاً تجارياً أول لأبوظبي على مستوى الصادرات لعام 2019 بينما تراجعت الصين للترتيب الرابع بعد أن تربعت على المركز الأول لعدة سنوات، وانضمت مملكة البحرين والأردن لقائمة الشركاء التجاريين العشر الأهم لأبوظبي، كما تقهقرت سويسرا والكويت وخرجت سنغافورة ومصر وباكستان من هذه القائمة، وعلى صعيد التجارة المعاد تصديرها، فقد حافظت المملكة العربية السعودية على مكانة الشريك التجاري الأول لأبوظبي خلال الفترتين من عام 2016 و2019 ودخلت دول اليونان واليمن والأردن قائمة الشركاء التجاريين العشر الأهم لعام 2019 وتقهقرت الهند وعمان وخرجت النمسا وسنغافورة والمملكة المتحدة وسويسرا، وعلى مستوى الواردات تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية من ترتيب الشريك الأول لصالح السعودية، ودخلت دول جديدة قائمة العشر الأوائل أبرزهم أستراليا ودول الاتحاد الروسي والكونغو بينما خرجت جمهورية كوريا والهند إيطاليا والمملكة المتحدة وقفزت اليابان لتحتل الترتيب الثاني تليها الولايات المتحدة الأمريكية.

صناعات قوية

ويؤكد حمد العوضى عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي رئيس مجموعة العوضي التجارية على أن أبوظبي تشهد نمواً تجارياً قوياً إيجابياً، مشيراً إلى أن أبوظبي نجحت خلال السنوات الماضية في تأسيس صناعات قوية ذات كفاءة عالية جداً ونجحت في اختراق أسواق عالمية كثيرة أبرزها الأسواق الأمريكية والأوربية، ولدى أبوظبي اليوم صناعات تصدر لأكثر من 65 سوقاً عالمياً مثل الألومنيوم، وهذه الصناعات تجد دعماً قوياً من الحكومة لتطويرها بشكل كبير، وقد نجحت الحكومة في التركيز على صناعات محددة وضخت فيها الأموال والكفاءات لمضاعفة إنتاجها مثلما حدث مع الحديد ومصنوعاته والألومنيوم، والأهم أن هناك مشاريع توسعية كبيرة لهذه الصناعات خلال السنوات المقبلة خاصة بعد أن نجحت أبوظبي خاصة ودولة الإمارات عامة بفضل سياستها الخارجية الفعالة في فتح أسواق جديدة أمام صادرات أبوظبي.

تنوع

ويؤكد الدكتور أديب العفيفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التابع لوزارة الاقتصاد والذي كان يشغل سابقاً مدير إدارة دعم الصادرات في أبوظبي أن حكومة أبوظبي تولي قضية الصادرات اهتماماً كبيراً لعدة أسباب منها كثرة إنتاج المصانع في ظل طلب محدود من السوق المحلي، الرغبة القوية في افتتاح أسواق جديدة لتصدير المنتجات منها خاصة بعد أن اخترقت الصادرات الوطنية أسواقاً عالمية مرموقة مثل أسواق أمريكا وأوروبا، كما أن علاقات الإمارات وأبوظبي الخارجية توسعت كثيراً وكان لدينا تركيز أكبر على أسواق إفريقيا وأمريكا اللاتينية وحالياً نشهد زيادة ملحوظة في أسواقنا للمنتجات الواردة من هذه الأسواق وهذا أمر جيد أن تنوع صادراتك ووارداتك لأن هذا التنوع سيحقق لنا مكاسب سواء في الحصول على سلع أفضل بأسعار أقل أو دخول منتجاتنا لأسواق لم نعرفها من قبل.

أسواق جديدة

وينوه محمد عبد الرحمن المطوع المدير التنفيذي للعمليات التجارية لشركة دبي للكابلات الكهربائية «دوكاب» بأن الشغل الشاغل لكبريات الشركات الصناعية الوطنية اليوم هو افتتاح أسواق جديدة لمنتجاتها خاصة أن منتجاتها تتميز بكفاءة وفعالية عالية جداً ما أهلها للمنافسة والصمود في أسواق لم نكن تحلم بالتواجد فيها.

ويرى أن توسع إمارة أبوظبي في علاقاتها الخارجية يحقق فوائد كثيرة للشركات الوطنية حيث يفتح أمامها أبواباً عددية للحصول على مواد خام لمنتجاتها ذات كفاءة عالية جدا وبأسعار جيدة إضافة إلى استجلاب عمالة فنية ماهرة بأجور جيدة أو معرفة تقنيات جديدة تساعد في تطوير منتجاتنا خاصة أن الشركات الوطنية تنفق الكثير من الأموال لتصنيع منتجات وطنية متميزة تليق باسم الإمارات، ولدينا اليوم منتجات مثل منتجات دوكاب أو شركة حديد الإمارات أو ألومنيوم شركة الإمارات العالمية للألومنيوم وغيرها توزع وتباع في أكثر من 70 سوقاً عالمياً.

91 سوقاً للواردات

تكشف الإحصاءات عن أن تجارة أبوظبي ترتبط بأكثر من 91 سوقاً على صعيد الواردات و65 سوقاً على صعيد الصادرات و87 سوقاً على صعيد الواردات ويصل عدد الدول والجمهوريات التي ترتبط بها تجارة أبوظبي أكثر من 105 دول تنتشر في قارات العالم الست.

ويرصد التقرير التحليلي نمواً كبيراً لواردات أبوظبي من دول الاتحاد الروسي وبلغت نسبة النمو بين عامي 2019 و2018 نحو 765% وأستراليا بنسبة 155.7% والكونغو بنسبة 29.4% إضافة إلى نمو إيجابي متواصل لدول قارة أمريكا الجنوبية خاصة البرازيل والإكوادور.

قد يهمك ايضا

سندات الخزانة المحمية من التضخّم تحصد أكبر تدفّق أسبوعي للمال منذ 2017

الأسواق العالمية تهوى بعد رد فعل الرئيس الأميركي على "الفيدرالي" والصين