واشنطن ـ رولا عيسى
بدأ المستثمرون في بيع أسهمهم في آسيا وأوربا وكذلك في نيويورك، معلنين عن بيع البترول والبيزو المكسيكي، ما أدى الى انخفاض سعرهم، حتى أنهم انشغلوا ببيع الدولار الأميركي الذي كان يعد الملاذ الوحيد في أوقات الأزمات، وذلك على خلفية تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الأربعاء.
وسحب المستثمرون حول العالم أموالهم من الأسواق وكأن العالم على شفا حرب وخيمة، وبدأت حلول أخرى مثل الذهب والين الياباني في انقاذ ما يمكن إنقاذه في البورصة العالمية، فبينما كان ترامب يلقي خطاب النصر متجنبًا الحديث عن اتهامه بالعنصرية والتهور، كانت الأسواق تحاول تقليل خسائرها، ولكن الخسائر مازالت مستمرة.
ويرجع هذا الانخفاض في التعاملات التجارية، إلى اعتقاد المستثمرين بأن قضايا كثيرة ستخضع إلى التغيير الجذري، مثل التجارة الدولية والهجرة والتغير المناخي، فلقد اندهش العالم مسبقا من موافقة بريطانيا على ترك الاتحاد الأوروبي، مما أسفر عن إعادة رسم الخريطة التجارية الدولية والمخاطرة بنحو 500 مليون تاجر ثري، ولكن ترامب على وشك المخاطرة بالتجارة الدولية بأكملها، فخلال حملته الانتخابية، تعهد بأن يعيد البحث في اتفاقية التجارة بين شمال أميركا وبين المكسيك وكندا والولايات المتحدة، كما تعهد بضرب الواردات الصينية، معلنًا الحرب بين أكبر اقتصادين دوليين.
وهدد ترامب بإعادة النظر في شروط القروض الأميركية، ما يثير التساؤلات حول الافتراضية السيادية داخل النظام المالي العالمي، وفقد الثقة في أمانة العملة الأميركية، كما تعهّد بعمل اتفاقيات تحد من قوة إيران النووية، وتوعد بأن يحارب التطرف من جذوره وتكثيف التفجيرات في العراق وسورية، بالإضافة إلى بناء سور بطول الحدود الأميركية المكسيكية.
وكشف الخبير الاقتصادي في جامعة لندن للاقتصاد، ريكاردو ريس، أن ذلك يعد صدمة للأسواق الدولية، مضيفًا : "يوحي ذلك بالغموض في كثير من القضايا، فيمكن أن تتوقف التجارة الدولية وأن تغلق الحدود"، وكانت الأسواق الدولية قد أكدت في الأسابيع الماضية، أن هيلاري كلينتون ستفوز بالرئاسة، ولكن عندما نجح ترامب في الفوز بها، أعلنت أسواق مثل طوكيو وهونغ كونغ وأستراليا خسارتها بواقع 6% من قيمة العائدات.